يحضر اسم طه حسين بقوة في الحياة اليومية والثقافية في مصر والعالم العربي، إذ نجد الأفكار التى أطلقها صاحب هذا الاسم في ساحات النقاش والعمل الفكري والثقافي المختلفة، بعد أن توزع المشروع الفكري لعميد الأدب والثقافة العربية بين مختلف فروع المعرفة، الأدب المقارن، الدراسات التاريخية، علوم اللغويات، التربية، دراسات النقد الثقافي، الرواية.. وغيرها. استنكر صاحب «مستقبل الثقافة في مصر» التسليم المطلق، ودعا إلى البحث، والتحري، بل إلى الشك والمعارضة، وأدخل المنهج النقدي في ميادين لم يكن مسلمًا من قبل أن يطبق فيها، أدخل في الكتابة والتعبير لونًا عذبًا من الأداء الفني حاكاه فيه كثير من الكتاب وأضحى عميد الأدب العربي بغير منازع في العالم العربي جميعه. نقف في ذكراه ال41 التي تمر اليوم على بعض من المحطات الهامة في حياته، في حياته نساء شاركت أيامه فكانت خلف الرجل العظيم، بالطبع على رأسهم زوجته الفرنسية «سوزان بريسو»، التي قال عنها: «كانت صديقتي، وأستاذًا لي عليها تعلمت الفرنسية، وفقهت ما أستطيع أن أفقهه من أدبها، وعليها تعلمت اللاتينية، واستطعت أن أجوز فيها امتحان الليسانس، ومعها درست اليونانية، واستطعنا أن نقرأ معًا بعض آثار أفلاطون». لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق أن تصحب رجلًا كفيفًا غريبًا ببلادها لتوصله إلى أرقى مراتب العلم في بلاد النور والثقافة باريس، ولكن «بريسو» أتمت المهمة واصطحبته خلال 56 عامًا وحتى وفاته عام 1973. تزوجا 9 أغسطس 1917 وعاد إلى بلاده بأرفع الشهادات، مثل: درجة الليسانس عام 1917 والدكتوراه عام 1918 ودبلوم الدراسة العليا في التاريخ القديم، ودراسة اللاتينية واليونانية التي نالها عام 1919 إلى جانب اللغة الفرنسية، زوجة الأديب المصري جاءت إلى القاهرة لتكون بجانب طه حسين عام 1919 ورافقتها ابنتهما الأولى أمينة ابنة ال16 شهرًا، ثم أنجبت منه طفلاً آخرًا أسمياه مؤنس، وبقيت سوزان في مصر حتى بعد رحيل زوجها، ولم تغادر البلاد مطلقًا حتى توفيت عام 1989 عن عمر يناهز 94 عامًا. أما ابنته «أمينة» التي ظلت هي الأخرى بجواره طوال مسيرة حياته، وتظهر في العديد من الصور التي تحدثنا على دراستها في فرنسا في الفترة من 1935 إلى 1940، إضافة إلى عدد هائل من الصور لها مع أبيها، في مختلف المواقف والأوقات، سواء أكانت تكتب أو تقرأ له، أو في جلسات تجمع شمل العائلة.