قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم إن تركيا ستسمح لقوات البشمركة الكردية في شمال العراق عبور أراضيها للدفاع عن الأكراد في مدينة كوباني السورية الحدودية المحاصرة من قبل تنظيم داعش، حيث يقول المقاتلون إنها خطوة في صالحهم بعد معارك الأكراد هناك التي استمرت قرابة شهر. وتضيف الصحيفة أن القرار التركي يعد علامة على التحول المفاجئ لموقف أنقرة الرافض مساعدة أكراد كوباني عسكريا، وقد أتى بعد ساعات من إسقاط الجيش الأمريكي 24 طنا من الأسلحة والأدوية على كوباني. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الموقف التركي والأمريكي تبعهما زيادة كبيرة في عدد الغارات الجوية ضد قوات داعش، والتي تقول عنها المليشيات الكردية واللاجئين الأكراد إنها تشكل تحول بشكل مطرد لتيار المعركة. يعتقد أن الضربات الجوية قد دمرت العديد من أهداف داعش خلال الأيام الأخيرة، مما اضطرها إلى استخدام عدد متزايد من الكوادر في محاولة للكفاح والصمود. وتوضح "جارديان" أن داعش دفعت ثمنا باهظا بشكل كبير للكفاح من أجل كوباني، فقد خسرت نحو 400 رجل والعديد من الأسلحة الثقيلة التي نهبتها من الجيش العراقي، حيث يقولدبلوماسي غربي مقيم في المنطقة:" إن الأمور تبدو اكثر صعوبة بالنسبة لهم، وحال لم يتم تسليمهم أسلحة لن يصبحوا قادرين على الفوز، وسيعيدوا تقويم التزاماهم". حالة المعركة الآن مختلفة بشكل ملحوظ منذ أواخر الأسبوع الماضي، وذلك قبل زيادة الضربات الجوية، عندما كانت قوات داعش تتقدم رغم وجود الولاياتالمتحدة وطائرات التحالف التي بدت مستعدة لضرب كوباني، أكبر رابع بلدة كردية في سوريا. وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" إن إدارة الرئيس باراك أوباما قررت إسقاط الأسلحة والذخائر للأكراد لتشجعيهم لأن عدم دعمهم يعد قرارا أخلاقيا صعب للغاية وغير مسئول. يشير بعض المراقبين إلى أن تحول السياسة التركية لم يكن مفاجأ، حيث سلسلة الاحتجاجات العنيفة التي هزت تركيا قبل أسبوعين لتقاعس أنقرة عن الأزمة في كوباني، وع ذلك قصفت تركيا مواقع لحزب العمال الكردستاني في الأسبوع الماضي داخل حدودها. ويقول "مسعود يجين" مؤرخفي القضية التركية، إن تركيا لا يمكن أن تخاطر بسقوط كوباني، فمنذ أسبوعين أظهرت الأحداث حتمية سقوط المدينو الكردية، مما سينهي عملية السلام، فقط الحكومة التركية أرادت أختبار ردة فعل الناس، وراء ما كان سيحدث، ولم يعد من الممكن مشاهدة الدراما في كوباني دون فعل شيء.