انتشرت تجارة المخدرات وتعاطيها فى مراكز وقرى أسيوط نظرًا لطبيعة الصعيد وتمتعه بالأماكن الجبلية التى تتيح الفرصة أمام تجار المخدرات لزراعتها للكسب بدون بذل مجهود وجمع المال بغض النظر عن الأضرار الناجمة التى تعود على تجارتها وتعاطيها، خاصة بين الشباب وما تسفر عنه من انحدار أخلاقي وانتشار جرائم السرقة والقتل وغيرهما. يقول عبد النبى مفتاح على "55″ سنة صاحب محطة وقود من مركز الفتح إن ابنته الوحيدة راحت ضحية تجارة المخدرات أثناء حضورها حفل زفاف إحدى صديقاتها، فأثناء مراسم العرس كان حفل الزفاف يعج بالمخدرات، وقام أحد الشباب المغيبين عن الوعى بسبب تعاطيه المخدرات بإطلاق أعيرة نارية أودت بحياة ابنته فى الحال، وتم تحرير محضر بالواقعة رقم " 245″ أحوال لسنة 2014 مركز شرطة الفتح، وترتب على هذه الواقعة الأخذ بالثأر من عائلة الشاب المتعاطى للمخدرات. وأوضح الدكتور أحمد ياسين مدير مستشفى المبرة بأسيوط أن تعاطى المخدرات تسبب فى إزهاق أرواح العديد من ركاب سيارات الأجرة "الميكروباص" بسبب تعاطى السائقين مخدر الحشيش، أيضًا تسبب تعاطى المخدرات فى قتل العديد من الشباب نتيجة تعاطيه جرعات زائدة؛ مما أسفر عن توقف ضغط الدم إلى القلب، فتسبب فى سكتة قلبية. وصرح اللواء طارق نصر مدير أمن أسيوط ل "البديل" أن تجارة المخدرات وزراعتها انتشرتا بشكل ملحوظ خلال الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد عقب ثورة "25 يناير"، واستغل العديد من معدومى الضمير والخارجين عن القانون المساحات الشاسعة من الظهير الصحراوى، وقاموا بزراعة المخدرات، ومن أبرز تلك المناطق الجبل الشرقى بناحية مركز البدارى وناحية قرية درنكة والمتطرفة بالجبل الغربى التابعة لمركز أسيوط وقرية القصير الشرقى المنعزلة بناحية الجبل الشرقى بمركز القوصية وقرية الحوطا الشرقية بناحية الجبل الشرقى التابعة لمركز ديروط. وأكد مدير أمن أسيوط أن جهود الأجهزة الأمنية مستمرة لمداهمة هذه الأوكار والقبض على مزارعيها وتدمير ما تم زراعته عن طريق حرقه، وأن هناك حملات أمنية مستمرة للقبض على متعاطى المخدرات ومروجيها فى تلك المناطق، موضحًا أنه تم تحرير "1401″ محضر لتعاطى المخدرات و"533″ قضية لكبار مافيا تجار وزارعى المخدرات خلال العام الحالي.