ذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن اليمن صارت تواجه خطر الحرب الأهلية، فغداة الاشتباكات التي وقعت بين الحوثيين والجماعات المتطرفة المقربة من تنظيم القاعدة والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص قرب مدينة الردة بوسط البلاد، وقعت مواجهات أيضًا بين الحوثيين ومسلحين مدعومين من قبائل جنوب غربي اليمن. تأتي هذه الموجة من العنف بعد عشرة أيام من التفجير الانتحاري الذي قام به تنظيم القاعدة والذي تسبب في مقتل 47 شخصًا في عاصمة البلاد التي لم تعد للسلطة المركزية أية سيطرة عليها منذ 21 سبتمبر، وخلال ذلك اليوم، وفي مفاجأة كبيرة، سيطر الحوثيون على العاصمة دون مقاومة تذكر. وطبقا للصحيفة استفاد الحوثيون من انهيار مؤسسات الدولة والفساد المستشري ورفض هيمنة القوى التقليدية القبلية، ونجحوا خلال ثلاثة أسابيع ليس فقط في تعزيز قبضتهم على العاصمة صنعاء ولكن أيضًا في التقدم غربًا نحو البحر الأحمروجنوبًا نحو عدن. وأشارت الصحيفة إلى أنهم استولوا الثلاثاء الماضي على مدينة الحديدة ومينائه الاستراتيجي على البحر الأحمر مرة أخرى دون مقاومة من القوات اليمنية. وتحرك المتمردون يوم الأربعاء نحو وسط البلاد حيث انتشرت ميليشياتهم في مدينة إب ومحافظة ذمار المجاورة. وقد استدعى هذا الهجوم الحوثي ردًا من أعدائهم بتنظيم القاعدة النشطين جنوبي وجنوب شرقي اليمن، واستولت الجماعة الإرهابية على مديرية العدين التابعة لمحافظة إب ليل الأربعاء إلى الخميس وذلك بعد قتل ستة من رجال الشرطة الذين ألقى المتطرفون باللوم عليهم متهمين إياهم بالسلبية في مواجهة الحوثيين. وفي الواقع، سهلت السلطات المحلية دخول الحوثيين لإب كما ظهر المحافظ وهو يقدم لهم المجمع الرياضي ليصبح مقرًا لهم، وبالاضافة إلى استهداف مضيق باب المندب الاستراتيجي، يسعى المترمدون أيضًا إلى التقدم شرقًا في محافظة مأرب للسيطرة على حقول النفط والغاز. وأوضحت الصحيفة أن تقدم الحوثيين سيشعل المواجهات مع تنظيم القاعدة الذي استغل الفوضى باليمن خلال السنوات الأخيرة لتعزيز قواعده الخلفية وذلك برغم هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية ضد قادتها الرئيسيين.