"نساء من أجل النساء" تهدف إلى برلمان يمثل فئات الشعب ندعم 100 سيدة للبرلمان ب100 ألف جنيه للحملة الانتخابية لا أستطيع دعم مرشحات "حزب النور" طالما لا يؤمن بالمساواة وحق المرأة الدكتورة هدي بدران، الأمين العام للاتحاد النوعي لنساء مصر، أبرز الناشطات النسويات اللواتي خضن صولات وجولات في عهد الإخوان للدفاع عن حقوق الوطن بشكل عام، فهي لا تري انفصالًا بين قضايا الوطن وقضايا النساء، تعرضت للكثير من الهجوم جراء مواقفها الواضحة والصريحة، واليوم وبعد ثورة 30 يونيو تشير بكل صراحة من النقد الموضوعي على أي خطاء بالمرحلة، ولكونها دائمًا صاحبة قرارات فعالة، وبعيدًا عن الشعارات دشنت مبادرة "نساء من اجل النساء" لدعم وصول 100 سيدة لبرلمان 2014، لذا كان ل"البديل" هذا الحوار معها.. - ما هي أوجه استعداد الاتحاد النوعي لنساء مصر للانتخابات البرلمانية بإطلاق مبادرة "نساء من اجل النساء"؟ في الحقيقة تم التفكير في المبادرة لدعم النساء المرشحات للانتخابات البرلمانية المقبلة؛ حتى لا نكرر تجربة برلمان الإخوان، ليصبح لدينا برلمان حقيقي يمثل جميع فئات الشعب، على الأقل أن تحصل السيدات فيه على 100 مقعد بدل 11 في برلمان 2012، فنحن نضمن 56 مقعدًا للنساء عبر القوائم المغلقة، بالإضافة إلى عدد من المقاعد تحصل عليها النساء حال استجابة الرئيس بمنح نصف مقاعد المعينين للنساء لنصل إلى 70 مقعدًا، بالإضافة إلى مقاعد لنصل إلى 15% من السيدات وليس 2%، ما يستلزم أهمية السعي في مشروع "نساء من أجل النساء" لدعم السيدات للنجاح على مقاعد الفردي، التي تكون منافستها شرسة. ولكني ما يهمني نوعية السيدات التي تصل إلى البرلمان من كفاءات تضمن الدفاع عن قضايا المرأة والوطن بشكل عام؛ لأهمية ذلك في تنفيذ خارطة الطريق وتحقيق أهداف الثورة وترسيخ قواعد الديمقراطية. - لماذا سميت المبادرة "نساء من أجل النساء"، ألا يدعو هذا لاتهامكن بالعنصرية والتمييز؟ لا، في الحقيقة اسم المبادرة له تكملة وهي "نساء من أجل النساء من أجل مصر"، فهي مبادرة لمصر كلها لأجل برلمان حقيقي يدافع عن مبادئ الثورتين وقضايا الوطن، ونرد على مقولة أن السيدات تكسر وتحارب بعضها، وهذا غير حقيقي، فما زالت سيدات تساعد بعضهن، ويدعمن انفسهن بقوة، ومن ثم نعمل أيضًا مع الناخبات عبر برنامج توعية كامل، من خلال تنمية وعي الناخبات بالمحافظات والأقاليم بأهمية الاختيار والمشاركة. - وماذا عن الدعم المادي الذي يقدمه مشروع "نساء من أجل النساء" للمرشحات؟ هذا مهم جدًّا، ويتم عن طريق تأسيس صندوق "نساء من أجل النساء" بعد استخراج التصاريح القانونية كافة من وزارة التضامن الاجتماعي، ويتم التبرع عبر شراء طوابع تتراوح قيمتها من أول جنيه، ولدينا حساب ببنك مصر 204660، بالإضافة إلى حساب في مكاتب البريد 3030 حتى يكون قريبًا من كل فلاحة في كل قرية ونجع، بالإضافة إلى تنظيم عرض أزياء بأكتوبر المقبل، ويدعمنا السفير البلجيكي بالقاهرة بالسماح بإقامة المعرض بقصره لجمع التبرعات، بل تواصلت مع رجال الأعمال، ونحضر لاجتماع قريب مع سيدات الأعمال، وكل ما نأمل فيه جمع 30 مليون جنيه لدعم المرشحات للبرلمان، تحصلنا منها حتى الآن على نصف مليون جنيه. - هل تم اختيار أسماء مرشحات سيدعمهن المشروع؟ بالفعل تم اختيار الدكتورة كريمة الحفناوي، ماجدة الخواجة طنطا، ماجدة النويشي الإسماعيلية، الدكتورة فاطمة خفاجي العجوزة، وكثير غيرهن، ولديَّ قائمة ب100 سيدة، ولكن تأكدنا حتى الآن من اختيار 15 سيدة، وجاري الاختيار من الأسماء المطروحة، إلى أن يتم عقد جماهيري في منتصف شهر أكتوبر لتقديم القائمة 100 سيدة إلى الجمهور وتعريف كل سيدة بتاريخها السياسي والاجتماعي. - هل يعني هذا أن الاتحاد يمكنه دعم مرشحات حزب النور؟ بضحكة هادئة، سألني البعض عن إمكانية ترشيح نساء الحرية والعدالة، مفيش حاجة اسمها الحرية والعدالة، وحتى المحسوبين على هذا التيار كيف يمكنني التعامل مع عقليات لا تؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة، بل ترى أن المرأة عورة، أما عن حزب "النور" ، فليس من المعقول أن أفتح صدري وأمد يدي لناس عايزين يرجعونا للوراء، ومع ذلك لو اتفق معي علي دور المرأة الأساسي وحقوقها ومكانتها في المجتمع، فلا مانع لديَّ، ولنا تجربة معهم سابقة في البرلمان الماضي 2012. - ماذا عن القائمة التي أعدها المجلس القومي للمرأة ب100 سيدة.. وهل تم التعاون مع اتحاد نساء مصر؟ في الحقيقة كان يجب أن يطلب المجلس القومي للمرأة من جميع المنظمات والحركات النسوية الحضور إلى جلسة نقاش؛ مفيش حاجة اسمها يرسل أوراق أو قوائم للأحزاب، وهذا أساس المشاركة، وليس تنفيذ أوامر أو تعليمات، فالمجلس يقول إنه يمثل كل السيدات، لكنه لم يدع الجمعيات المختلفة والعاملة علي ترشح النساء للبرلمان المقبل للنقاش ووضع قائمة، واختار المجلس 100 سيدة ودربهم ومنحهن شهادات، ثم تأتي هؤلاء السيدات لمبادرة "نساء من أجل النساء" حاملة الشهادات وتطالب بدعمها ماليًّا وتغطية تكاليف حملتها، وعلى من اختارهن دعمهن مالديًّا. - هناك جهات مختلفة أيضًا أعدت قائمة 100 سيدة، ألا يؤدي ذلك إلى تكرار الأسماء؟ هذا ما يحدث، فقد قرأت قائمة المجلس القومي للمرأة، وبها أسماء مكررة، ولكن لا أعرف المعايير التي تم الاختيار بناءً عليها، ونحن كاتحاد لن نشرك موظفين، فموظفات بالمجلس لا يصلحن كلهن بالضرورة، ولا أستطيع مشاركة جهة لم تدعوني منذ البداية في الإعداد. - هل تتفاءلين بالبرلمان المقبل؟ بكل تأكيد لن يكون هناك وجها للمقارنة بين برلمان ما بعد 30 يونيو وبرلمان الإخوان. - هل الفريق الذي يعد تقريرًا عن أوضاع النساء لعرضه على لجنة المرأة بالأممالمتحدة مستعد لمواجهة الاتهامات باعتقال الفتيات واغتصابهن في السجون وأقسام الشرطة؟ في اجتماع الأممالمتحدة بكل تأكيد تكون هناك مناقشة، ولابد من التحضير الجيد، لذا نرجو من لجنة تقصي الحقائق الانتهاء من تقريرها، لما يتمتع به من مصداقية وثقة؛ حتى يتم الاستعانة به في التقرير النهائي لدحض اي اتهامات توجه لمصر أثناء عقد هذه اللجنة المهمة، ورددت من قبل على تقرير رويترز بأن 98% من نساء مصر يتم التحرش بهن، الذي صدر لعام 2013 وبالفعل تم تفنيد التقرير وإثبات مبالغته وعدم صحته من ناحية البحث واختيار عينة البحث. وعن اغتصاب الفتيات بالسجون، ليس لدي معلومة بالنفي أو الإثبات، وأنتظر إحصائيات ومعلومات لجنة تقصي الحقائق. - ألا تلحظين تكرار انتهاكات الشرطة ضد المواطنين وآخرها اغتصاب فتاة قسم إمبابة على يد أمين شرطة؟ بكل تأكيد فيه تجاوزات، لكن هناك فرق بين ما كان يحدث قبل ثورة يناير وما يحدث الآن، هل هي سياسة عامة للجهاز من تعذيب واغتصاب أم مجرد أخطاء وحالات فردية، وهذا لا يعني تبريرها بل لابد من محاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة. - لماذا رفضتي الذهاب إلى اجتماع لمجموعة من النساء قبل الانتخابات الرئاسية؟ لأنه تم دعوتي من أحد ممثلي نوادي اللوينز، وعندما سألت عن برنامج الدعوة، وأجندة اليوم لم أجد أي إجابة، فقررت عدم الذهاب، وعندما جلس الرئيس معهم "مكنش عارف يتكلم معاهم" ، فضلًا عن حالة الهتاف المستمر "بنحبك يا سيسي" حولت الاجتماع اشبه بمؤتمر لدعم مرشح انتخابي وليس اجتماع يناقش فيه النساء الرئيس المحتمل في برنامجه حول دعم حقوق المرأة، فلم توجد القيادات النسائية الحقيقية داخل الاجتماع، ومن وقتها لم يقابل الرئيس السيسي سوى مجلس سيدات الأعمال العرب، وهو يعني أنه مفيش ستات في مصر. - ما هو السبب من وجهة نظرك في عدم استقباله القيادات النسوية المصرية؟ كان نفسي اعرف السبب، ليس لديَّ إجابة، فالنساء المصريات ليس لديهن مطالب شخصية، بل مطالبهن وطموحاتهن جزء لا يتجزأ من مطالب الوطن. - بعد فوزك بمنصب أمين الاتحاد النسائي العربي العام.. ما هي التحديات التي تواجه المرأة العربية في ظل التطرف والإرهاب؟ يضم اتحاد النساء العربي مجموعة من الاتحادات في أكثر من 10 دول عربية، وبعض الجمعيات، الاتحاد النسائي التونسي والمغربي من أقوي الاتحادات، وللأسف اتحاد النساء السوري كان قويًّا ولكن قبل الأزمة التي تشهدها سوريا الآن، واتحاد النساء التونسي خاض صولات وجولات ضد القرارات التي اتخذها الإخوان هناك، وفي الحقيقة أن اتحاد النسائي العربي نشأ قويًّا عندما أسسته هدي شعراوي، وله تاريخ بأجندة سياسية قوية ولم يعمل بالنواحي الاجتماعية والثقافية فقط، حتى عندما انتقل الاتحاد إلى العراق كان قويًّا جدًّا، أيضًا وكان صدام يدعمه جدًّا، ولكنه الأن انهار وأغلب عضواته تركن العراق ومنهن منال يونس الأمين العام للاتحاد تعيش في لندن الآن. - كيف يساعد الاتحاد نساء العراقوسوريا اللاتي يتم اغتصابهن والتنكيل بهن يوميًّا؟ المشكلة ان اتحاد النساء العربي انتقل إلى القاهرة كمقر له منذ شهرين، كما ورثنا الاتحاد مفلسًا لا يوجد به مليما، تقريبًا كان ميتًا وهو في اليمن، وما زالت هناك إجراءات كثيرة روتينية لتحويله إلى كيان قانوني له حساب بنكي ما بين الحصول على موافقة بين وزارة الخارجية ووزارة التضامن الاجتماعي، ولكن نحضّر في الفترة المقبلة لاجتماع لوضع خطة عمل حول كيفية مساعدة النساء العراقياتوالسوريات. - ولكن البدايات لا تبشر بدعم حقيقي من الدولة للنساء بالمحليات خاصة بعد تصريحات اللواء عادل لبيب بعدم تعيينه سيدة كمحافظ؟ في الحقيقة انزعجت بهذه التصريحات، وأعلنت ذلك بإحدى القنوات، ولكني فوجئت بمكالمة هاتفية من وزير التنمية المحلية يوضح موقفه بأنه لم يدْلِ بهذه التصريحات، وتم تحريفها في الإعلام، وعندما سألته هلي يعنى ذلك أنك لا تمانع من تعيين سيدة في منصب المحافظ؟ لم يرد الوزير وصمت!!