في الخامس عشر من أكتوبر عام 1801 كان ميلاد واحد من أهم قادة النهضة العلمية والفكرية في مصر وهو رفاعة الطهطاوي. رفاعة الطهطاوي ابن مدينة طهطا بمحافظة سوهاج بدأ رحلته التعليمية بدراسة علوم القرآن والحديث والفقه والتي أكملها عندما التحق بالأزهر الشريف. سافر الشيخ رفاعة مع بعثة طلابية إلي فرنسا عام 1826 كإمام وواعظ لطلاب البعثة، لكنّ حبه وتعطشه للعلم دفعه لتعلم اللغة الفرنسية واتقانها مما مكنه من قراءة الكثير من آدابها وتاريخها. وعندما عاد الي مصر اشتغل في البداية كمترجم الي ان افتتح مدرسة الترجمة عام 1835 والتي تحولت بعد ذلك الي مدرسة الالسن وعُين مديراَ عليها. تحول رفاعة إلي شعلة تُنير القطر المصري من خلال مشروعه الثقافي الذي أسفر عن عشرات الكتب المترجمة وافتتاح المدارس في الادارة والمحاسبة، الي أن قرر الخديوي عباس نفيه للسودان عام 1850. عاد رفاعة إلي مصر ولمشروعه التنويري مع تولي الخديوي سعيد الحكم، إللا أنه انتكس مرة أُخري في نهاية حكم سعيد. انهي الشيخ رفاعة حياته في إزدهار للمرة الثالثة في عهد الخديوي إسماعيل ليشرف علي الحركة التعليمية والتنويرية، غير أنه أصدر أول مجلة ثقافية في تاريخ مصر وهي مجلة روضة المدارس. توفي رفاعة الطهطاوي عام 1873 بعد عمر بلغ 72 عام تمكن خلاله من العودة بمصر للعصور التنويرية بعد العصور المظلمة التي قضاها المصريون تحت حكم المماليك والعثمانيين.