وُلد رفاعة رافع الطهطاوى فى مثل هذا اليوم عام 1801م، بمدينة طهطا بمحافظة سوهاج، حفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماماً كبيراً حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التي كانت متداولة في هذا العصر، وقرأ عليهم شيئًا من الفقه والنحو، ثم التحق رفاعة وهو في السادسة عشرة من عمره بالأزهر في عام 1817وشملت دراسته فى الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف.. وغير ذلك. سافر سنة 1822 إلى باريس ضمن بعثة عددها أربعون طالباً أرسلها محمد على على متن سفينة حربية فرنسية لدراسة العلوم الحديثة، فدرس اللغة الفرنسية، وبعد خمس سنوات حافلة أدى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذى نال بعد ذلك شهرة واسعة وهو "تخليص الإبريز فى تلخيص باريز"، ولما عاد إلى مصر اشتغل بالترجمة فى مدرسة الطب ثُمَّ عمل على تطوير مناهج الدراسة فى العلوم الطبيعية. وافتتح سنة 1835 مدرسة الترجمة، التي صارت فيما بعد مدرسة الألسن وعُيِّن مديراً لها إلى جانب عمله مدرساً بها، وظل جهد رفاعة يتنامى بين ترجمةً وتخطيط وإشراف على التعليم والصحافة، فأنشأ أقساماً متخصِّصة للترجمة فى العلوم الطبيعية وأنشأ مدرسة المحاسبة ومدرسة الإدارة لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية. بعد تولِّى عباس باشا حكم مصر، أغلق مدرسة الألسن وأوقف أعمال الترجمة، وقصر توزيع جريدة الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك، ونفى رفاعة إلى السودان سنة 1850م. بعد موت عباس وولاية سعيد باشا، وكانت أربعة أعوام من النفى قد مرَّتْ، عاد رفاعة بأنشط مما كان، فأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس وعاود عمله في الترجمة (المعاصرة) ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربى. قضى رفاعة فترةً حافلة أخرى من العمل الجامع بين الأصالة والمعاصرة، حتى انتكس سعيد فأغلق المدارس وفصل رفاعة عن عمله سنة 1861م. يتولى الخديو إسماعيل الحكم بعد وفاة سعيد سنة 1863، سنة عاود رفاعة العمل وقضى العقد الأخير من عمره الحافل فى نشاط مفعم بالأمل، فأشرف مرة أخرى وأخيرة على مكاتب التعليم، ورأس إدارة الترجمة، وأصدر أول مجلة ثقافية في تاريخنا (روضة المدارس)، وكتب فى التاريخ (أَنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِى أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل)، وفى التربية والتعليم والتنشئة (مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ)، (المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ)، وفى السيرة النبوية كتب (نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ) ومن مؤلفاته أيضًا: (القول السديد في الاجتهاد والتجديد) و(تعريب القانون المدنى الفرنساوى) و(مغامرات تليماك) و(قلائد المفاخر) و(المعادن النافعة) والكثير من المؤلفات الأخرى. نال الطهطاوى رضاء محمد على ومعظم أبنائه الولاة لكثرة مديحه لهم فى قصائد عصماء كان أغلبها يفيض بالنفاق والتزلف، ولذا فقد بلغت ثروته يوم وفاته فى 27 مايو 1873، بلغت ثروته 1600 ألف وستمائة فدان غير العقارات وهذه ثروته كما ذكرها على مبارك باشا فى خططه: • أهدى له إبراهيم باشا حديقة نادرة المثال فى (الخانقاة) تبلغ 36 فدانًا. • أهداه محمد على 250 فدانًا بمدينة طهطا.. • أهداه سعيد باشا 200 فدان.. • وأهداه الخديوى إسماعيل 250 فدانًا.. • واشترى الطهطاوى 900 فدان.. فبلغ جميع ما فى ملكه إلى حين وفاته 1600 فدان، غير ما اشتراه من العقارات العديدة فى بلده طهطا وفى القاهرة.