عاد الجدل يخيم على الوسط الطلابي حول عودة الحرس الجامعي من عدمه، فبعد استعانة الجامعات بشركة فالكون للأمن الإداري للتأمين، بجانب أمن الجامعة، شهد اليوم الثاني من العام الدراسي الجديد مشادات وصلت إلى اشتباكات بالأيدي بجامعة القاهرة، فيما تسببت هذه الحادثة في عودة الجدل مرة أخرى عن ضرورة عودة الحرس الجامعي والذي يطلق عليه من قبل الحركات الطلابية "سيئ السمعة"؛ لما ارتكبه فى حق الطلاب أثناء وجوده داخل الحرم الجامعي. وعن هذا الجدل يقول محمد ناجي الباحث ببرنامج الحرية الأكاديمية والحقوق الطلابية بمؤسسة حرية الفكر والتعبير "أولًا خروج الحرس التابع لوزارة الداخلية من الجامعات كان بناءً على حكم قضائي نهائي من المحكمة الإدارية العليا، وهي المحكمة ذات الاختصاص في هذا الشأن، فالمحكمة رأت أن الحرس الجامعي يؤثر بشكل كبير على استقلال الجامعة، وبالتالي حكمت بخروجه من الجامعة". وتابع "إذًا هناك إشكالية قانونية في عودة الحرس الجامعي مرة أخرى، وإضافة إلى الجانب القانوني هناك جانب آخر مهم، وهو أن عودة الحرس الجامعي لن تؤدي مطلقًا لتهدئة الأوضاع بالجامعات، بل ستزيد الأمر سوءًا، فطلاب القوى السياسية جميعًا، وليس طلاب الإخوان فقط، لديهم مشاكل واضحة مع عودة الحرس الجامعي، ولن يقبلوا بوجوده، وهذا ما سوف يؤدي إلى وجود اشتباكات متكررة بين الجانبين ستؤثر على سير العملية التعليمية واستقرارها". وأضاف "أما بخصوص الاشتباكات التي وقعت بين طلاب ضد الانقلاب وأفراد شركة فالكون في جامعتي القاهرة والأزهر، فليس من المفيد النظر إلى هذه الاشتباكات في حد ذاتها، وإنما يجب النظر إليها كنتيجة للحملة الأمنية التي أدت إلى القبض على أكثر من 70 طالبًا فجر اليومين الأول والثاني للدراسة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لابد أن نرى هذه الاشتباكات في ظل الإجراءات التي تتبعها الشركة لتفتيش الطلاب قبل دخولهم للجامعة، وهي إجراءات مهينة وتأخذ وقتًا طويلاً؛ ما يثير غضب الطلاب". وأكد وسام البكري عضو مؤسس بجبهة طريق الثورة أن "النظام الحالي يدرك جيدًا أن هناك حالة من الاحتقان بين الحرس الجامعي والطلاب لما فعلوه أثناء وجودهم بالجامعة، كما أن هناك حالة من الغضب بانتداب والاستعانة بشركة تأمين تابعة للمخابرات والتى كانت مسئولة عن تأمين عبد الفتاح السيسى أثناء الانتخابات ومن قبله أحمد شفيق، كل هذا حتى يضعوا الطلاب تحت طائلة الاختيار: إما فالكون المخابراتية أو الحرس الجامعي الذي هو في حقيقة الأمر ترك الجامعة بحكم قضائي نهائي، حالة من الالتفاف على إرادة استقلال الجامعات لعودة السيطرة عليها بسبب رعبهم الحقيقي من القوة الطلابية المنظمة والأكثر وعياً الموجودة حاليًّا". وقال معاذ سيد عضو حركة مقاومة الطلابية بجامعة حلوان "إن عودة الحرس الجامعى لن يكون حلاًّ نهائيًّا في الجامعات، بل سيكون أكثر تعقيداً، وشهدنا ذلك العام الماضي عندما اقتحمت الداخلية الحرم الجامعي، فكانت النتيجة قتلاً واعتقالات وزيادة احتقان، فما بالكم عندما تكون متواجدة بشكل دائم داخل الجامعة؟". وتابع "الحل الأمني لن يكون أبدًا حلاًّ، و بالأخص فى الحالة التي تتعامل بها الداخلية مع الطلبة، وأخيراً استحالة نتنازل عن أهم مكاسب ثورة يناير، وهو طرد الحرس الجامعي خارج سور الجامعة". ولفت محمود أحمد المتحدث الإعلامي لطلاب حزب الدستور إلى أن "عودة التبرير لضرورة وجود حرس جامعي يعنى أن هناك نية واضحة للزج بالحرس مرة أخرى ووجود حالة من المواجهة الساخنة بين الطلاب الذين من أهم مكتسباتهم نضالهم ضد الحرس حتى طرده عن طريق القضاء الإداري". وأضاف أن "حالة الإصرار لعودة الحرس نابعة من حالة الإصرار على السيطرة على الجامعة فى أفكارها وآرائها؛ للخوف والرعب من الطلاب ونضالهم لانتزاع حقوقهم والنضال ضد قمع النظام".