ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية في تقرير لها أن الوقت قد حان لطرد تركيا من حلف "الناتو"، لعدم تعاونها الكافي واشتراكها في عمليات الناتو العديدة. وتضيف المجلة أن المدينة الكردية "كوباني" بغرب سوريا تعد الآن تحت حصار التنظيم الإرهابي "داعش"، وقد وجه التحالف المدينة بالضربات الجوية يومي الأربعاء والخميس فقط 13 ضربة، موضحة أن الجيش التركي المستقر الآن على الحدود بالدبابات قد يكون أفضل من يستطيع درء القتل الجماعي، لكن الأتراك رافضين الانضمام للقتال ضد التنظيم على الأراضي السورية، على الرغم من موافقة البرلمان على نشر الجيش التركي من أجل القتال في العراقوسوريا، بجانب السماح للقوات الأجنبية بالوجود على الأراضي التركية، لكنها لاتزال غير مشاركة في أي من العمليات ضد "داعش". وتلفت المجلة إلى أن أسهم تركيا كحليف للغرب في الانخفاض، حيث أنها تقاوم بعناد الانضمام للتحالف ما لم يتم توسيع هدفه ليشمل إسقاط نظام "بشار الأسد" في سوريا، فتقف مقاتلاتها دون تحرك بينما تحقق "داعش" مكاسب مهولة تثير القلق في نفوس الجميع في أنحاء العراقوسوريا، وهذا يعد تناقضا لما يفعله بقية العالم العربي ممن شاركوا في الضربات الجوية ضد التنظيم، مثل: السعودية والبحرين والإمارات وقطر وحتى الأردن. وتوضح أن غياب تصرف تركيا أمر جلي جدا، خاصة وأنها عضو الناتو الوحيد في العالم الإسلامي، وعلى الرغم من أن ضرب "داعش" ليست مهمة لحلف الناتو" إلا أن عدم التصرف يعد بمثابة تذكير حول كيف لم يفعل نظام "أردوغان" شيئا في المساعدة على استعادة النظام والاستقرار في الشرق الأوسط. وتؤكد "بوليتكو" أنه في نواح عدة، تركيا جعلت الحرب ضد "داعش" أكثر صعوبة، فقد رفضت السماح للغرب بالعمل انطلاقا من القواعد الجوية التركية، مما أجبرهم على الانطلاق من قطروالأردن والإمارات، ووضعت قاعدة "انجرليك" الجوية الخاصة بالناتو غير مسموح باستخدامها للعمليات المسلحة، بينما تم استخدام القاعدة للخدمات اللوجستية والدعم والتدريب؛ تركيا تملك المكان لكن وفقا للمادة الخامسة من ميثاق الناتو، لا يمكنها تقييد أنشطة الناتو في عملية تم الموافقة عليها، لكن يمكنها تقييد أفراد ومعدات الخاصة بالولايات المتحدة. وتختتم أنه باعتراف الجميع أنه من حق الأتراك الامتناع عن الانضمام للحروب الأمريكية، لكن تجاهلها لدورها في نزاعات حلف "الناتو" التي هي من أعضائه المؤسسين، مثل اقتصار دورها في حرب أفغانستان على العمليات اللوجستية والتدريب رافضين المشاركة في القتال، ومثلها في كوسوفو والبلقان، قاصرة العمل على الأتراك بالتدريب والمراقبة والدعم فقط.