ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن البوسنيين يصوتون اليوم، في الانتخابات العامة في سياق من السخط الاجتماعي والأزمة الاقتصادية التي تواجهها هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة والتي أحيت الانتخابات فيها الخطاب القومي والانفصالي. بعد ما يقرب من 20 عامًا على الحرب الدامية التي قتل فيها ما يقدر بنحو 100 ألف شخص والتي دارت خلالها مواجهات بين الطوائف الرئيسية (الاسلامية والصربية والكرواتية)، تظل البوسنة واحدة من أفقر دول أوروبا التي لا تزال منقسمة عرقيًا. وأشارت المجلة إلى أن اتفاق دايتون للسلام الذي وضع حدًا للصراع قسم البلاد إلى كيانين: جمهورية صربسكا واتحاد المسلمين الكروات مع درجة عالية من الحكم الذاتي لكل منهما ولكن مع الحفاظ على وحدتهما من خلال مؤسسات مركزية ضعيفة. دعي 3.3 مليون ناخب لاختيار أعضاء الرئاسة المشتركة، والتي تتشكل من ثلاثة أشخاص هم صربي ومسلم وكرواتي، وبرلمانين محليين وبرلمان مركزي. وبالاضافة إلى ذلك، سينتخب الكيان الصربي رئيسه. فتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها 5.400 أبوابها في تمام الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت جرينتش ومن المقرر أن تغلقها في تمام الساعة الخامسة مساءً وسيتم الاعلان عن النتائج الأولية الساعة العاشرة مساءً. ونقلت المجلة عن احدى المواطنات قولها "صوتت ضد من كانوا في السلطة لأنهم لم يفعلوا شيئًا"، مضيفة "أتمنى أن يذهب الشباب بكثرة للتصويت وأن تكون لديهم الشجاعة في اختيار أولئك الذين لم يصلوا إلى السلطة أبدًا". من جانبه، يرى المحلل السياسي "انفر قزاز" أن الأزمة الاجتماعية في البوسنة صارت أكثر عمقًا وعدد العاطلين عن العمل في زيادة، وصارت جميع الشروط لحدوث انفجار اجتماعي متوفرة. وأضاف "أيًا كان أولئك الذين سيتولون السلطة، فإنهم قد يواجهون سريعًا سخط اجتماعي كبير". ولفتت المجلة إلى أن البوسنة، التي يعيش 18% من سكانها البالغ عددهم 3.8 مليون نسمة في فقر مدقع، شهدت في فبراير الماضي موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة منذ نهاية الحرب ضد الفقر والفساد. وكما هو الحال كل أربع سنوات، عندما تقترب الانتخابات، يكثف القوميون الصرب تهديداتهم بانفصال كيانهم عن البوسنة. وقال رئيس الكيان الصربي المنتهية ولايته "ميلوراد دوديك" الذي يسعى للفوز بولاية ثانية "الهدف من سياستي هو تحويل كياننا إلى دولة". ووفقًا لأستاذ علم الاجتماع "ايفان سيجاكوفيتش" إن هذه الصيغة أثبتت فعاليتها لدى الناخبين وهو تلاعب قد يدفع القوميين مرة أخرى للفوز بالسلطة.