رصدت "البديل" مأساة يعيشها "عساكر الدريسة"وهم عاملون بهيئة السكك الحديدية بالمنيا، حيث يسكنون في وحدات سكنية تقع خلف قضبان السكك الحديدية، وهي أشبه بالأكشاك، مشققة الجدران ومسقوفة من قضبان حديدية وتفتقر للخدمات الأساسية. ويشكو قاطنو المساكن من ضيق المسكن وعدم السماح لهم ببناء أدوار علوية، في حين يقطن من 5 إلى 8 أفراد داخل كل مسكن، كما يشكون من تشقق الجدران ودخول الثعابين والعقارب والفئران عليهم من السقف العلوي المكون من قضبان السكك الحديد وألواح النحاس ووجود ماسورة مياه واحدة تخدم كل المساكن. التقت "البديل" بقاطني المنطقة، وطالب جميعهم بتملك المساكن وبناء أدوار عليا أو توفير بديل، مؤكدين أن أجورهم لا تتعدى 600 جنيه يخصم 10% منها للسكن و6% مستحقات مياه، وأكدوا أن الهيئة تطردهم فور وصولهم لسن المعاش، وأنهم يمكثون عنوة. وقال محمود مختار سيد أحد قاطني المنطقة وعامل بهيئة السكك الحديدية إن مساكنهم تشبه الأكواخ وإنهم يفتقرون لخدمات المياه والصرف الصحي، وتهاجمهم الثعابين بشكل يومي؛ لوجود فتحات في السقف المكون من قضبان وألواح نحاسية لا يحتمل الجلوس تحتها في فصل الصيف. وقال سيد همام موظف بالهيئة بالمعاش إنه اضطر لتحويل المسكن باسم نجله الذي يعمل بالهيئة؛ حتى لا يتم طرده من السكن ولعدم تملكه أي مسكن آخر، موضحًا أنه يتقاضى 600 جنيها فقط، ولا يمكنه شراء غرفة وصالة. تبدأ مساكن خلف القضبان بالمنيا من مزلقان الحبشي، وتصل إلى نادي السكك الحديدية، وهي مقسمة إلى 3 مناطق سكنية يقطنها عمال السكك الحديدة يطلق عليهم عساكر الدريسة، وتحوي كل منطقة قرابة 28 منزلاً أو كوخًا بعضها مكون من غرفتين وبعضها من غرفة وصالة تتوسطها دورة مياه.