بسبب وضعها الجغرافي، تأتي محافظة سوهاج ، علي رأس المحافظات التي يعيش علي أرضها أنواع كثيرة من الزواحف، كونها تقع بين جبلين، ومن أخطر تلك الزواحف الثعابين والعقارب ليتعرض العشرات يوميا للدغ الثعبان أو العقرب، والذي يعرض حياة المواطنين لخطر الوفاة، وهو ما يتطلب وجود الأمصال بالمستشفيات العامة والمركزي، والوحدات الصحية. المدهش والعجيب أن مستشفيات سوهاج، يوجد بها نقص حاد في الأمصال، خاصة " العقرب"، حيث إن الكمية التي تصل المحافظة لا تكفي لعلاج 10 حالات فقط ، حيث تبلغ الكمية من 300 إلي 500 مصل كل شهر، في حين أن الشخص الذي يتعرض إلي لدغ العقرب، يحتاج من مصل إلي 30 و 40 مصل لإنقاذ حياته، وهو ما حدث من أسبوع بمستشفي سوهاج العام، عندما تعرض طفل لا يتعدي عمره عام واحد، للدغ عقرب، وتمكنت إحدي الطبيبات وتدعي " نسرين " بقسم الأطفال من إنقاذ حيانه، لكن بعد أن اضطرت إلي إعطائه 40 مصلا، وبدلا من أن يتم توجيه الشكر لهذه الطبيبة علي رعايتها لهذا الطفل الرضيع، قامت مديرية الصحة بالتحقيق معها وإعطائها جزاء، بسبب أنها صرفت 40 مصلا لمريض واحد. ورغم المحاولات التي يقوم بها وكيل وزارة الصحة لتوفير أكبر كمية من المصل فإن مجهوداته لم تجلب إلا القليل في حين أن المحافظة تحتاج إلي ما يقرب من 500 مصل يوميا في المتوسط من أجل إنقاذ من يتعرضون للدغ العقرب أو الثعبان، في حين أن الموجود بالفعل والذي تم صرفه من وزارة الصحة لمديرية الصحة بسوهاج 250 مصل فقط، ولم يلتفت إلي مطالب مدراء المستشفيات وإلحاحهم في طلب كميات من مصل العقرب. وتسبب نقص الأمصال في قيام الدكتور – محمد عبد العال – وكيل وزارة الصحة بسوهاج، البحث وتسول الأمصال من الوحدات الريفية ولجوئه إلي مستشفي أسيوط ، من أجل توفير أي كمية لمستشفي سوهاج العام وبشكل خاص، حيث تردد عليها أكثر من 4 آلاف مريض يوميا طلبا في العلاج من بينهم لا يقل عن 50 مما يتعرضون للدغ العقرب، حيث تقوم الوحدات الصحية بالقري والنجوع من تحويل الحالات التي تتعرض للدغ العقرب إلي المستشفي العام، وذلك بسبب عدم وجود أمصال بتلك الوحدات. ويقول أحد الأطباء بمستشفي سوهاج " رفض عدم ذكر اسمه"، إن المصاب بلدغ العقرب يجب أعطاؤه الكمية التي تحارب كمية السم التي دخلت جسده وإلا سوف يتعرض المصاب لهبوط حاد في الرئتين وعدم انتظام في ضربات القلب وفي النهاية يتوفي المريض، متسائلا لماذا لا تقوم وزارة الصحة بتوفيركميات كبيرة من مصل العقرب، خاصة أن تكلفته زهيدة مقارنة بأي دواء أو مصل آخر فمحافظات الصعيد بشكل عام ومحافظة سوهاج بشكل خاص، وحسب الطبيعة الجبلية التي تحكم قبضتها علي مساحة الأرض يوجد بها زواحف كثيرة مثل الثعابين والدفين والطريش والعقرب وهؤلاء منتشرين بشكل كبير جدا في سوهاج ويجب علي وزارة الصحة سرعة توفير الأمصال والتدخل السريع لإنقاذ حياة أبناء المحافظة. التقت " البديل " بأحد الأشخاص ويدعي أحمد حسن على – يقيم بقرية مشطا ، دائرة مركز طما ، يقول إن نجله أصيب بلدغة عقرب وتوجه إلى مستشفى مشطا لإسعافه فتم تحويله إلى مستشفى طما المركزى، لكنه فوجئ بعدم وجود المصل داخل المستشفى فتم تحويله إلى مستشفى أسيوط ، ففوجئ بعدم وجود المصل، فقام أحد الأطباء بتوجيهه إلى العيادة الشاملة بأسيوط ، وبالفعل عثر علي مصل العقرب بها وتم حقنه بالمصل العقرب، لكن بعد فوات الأوان، حيث كان السم قد تملك بجسد نجله وفارق الطفل الحياة، وأنه فوجئ بأن تشخيص وفاة نجله هبوط حاد فى الدورة الدموية. ويضيف عادل إسماعيل " موظف"، أن مستشفى ساقلتة المركزى تعانى من نقص حاد في الأدوية، خاصة مصل " العقرب والكلب " وهوما أدى إلى وفاة أكثر من حالة بسبب نقص الأمصال. وأكد الدكتور – محمد عبد العال – وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أن جميع الأدوية متوفرة وأن ميزانيات الأدوية يتم صرفها إلى المستشفيات والإدارات الصحية بمجرد بدء السنة المالية للصرف منها بالإضافة إلى وجود رصيد استراتيجى بالمديرية من الأدوية، خاصة أدوية الإسعاف وأدوية الطوارئ للتدخل السريع والعاجل، مشيرا إلي أن مصل العقرب موجود ، لكن ليس بالكمية المطلوبة، وأنه يجب صرفه وفق حالة المريض، بحيث لا يتخطى 5 أمصال للمصاب، وهو المعمول به عالميا، وأنه طالب زيادة الكمية التي ترد من وزارة الصحة، حتى يتم دعم جميع الوحدات الصحية بالقري والنجوع ، وكذلك المستشفيات العامة والمركزية.