شهدت سماء قلعة صلاح الدين الأيوبي أمس السبت 20 سبتمبر تسبيح الشرق والغرب وحلقت فيها الموسيقى الروحية من أنحاء العالم من خلال فرق 14 دولة أجنبية وعربية بالإضافة إلى مصر تمثل تراثها الموسيقي الروحي ، وذلك في افتتاح الدورة السابعة لمهرجان " سماع " الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية " والذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة ، و يستمر لمدة أسبوع ليكون ختامه يوم 27 من سبتمبر الجاري ، يقع بين أيام السلام والسياحة حيث يتزامن افتتاحه مع يوم السلام العالمي الموافق ليوم 21 سبتمبر من كل عام بينما يوافق ختامه اليوم العالمي للسياحة ، متخذا من " رسالة سلام " شعارا ملاصقا لاسم المهرجان الذي تشارك فيه مصرالهند والمغرب والكويتوباكستان ونيجيريا والأردنوتونسوأندونيسيا والبوسنة وزامبياوأمريكا والصين وبنجلاديش واليونان ، فيما كان " فلنسمع حتى نرى .. ونرى حتى نسمع " شعارا آخر جانبيا للمهرجان أطلقه مؤسسه وصاحب رؤيته الفنان " انتصار عبد الفتاح " . وسط أجواء من الإبهار الهادىء من الإضاءة وألوانها على جدران القلعة بتشكيلات جذابة ومع حضور جماهيري كثيف اصطف عدد كبير منه على الجانبين وقوفا وخلف سور القلعة في خلفية الساحة ، بدأ افتتاح المهرجان في الثامنة والنصف بمجيء وزير الثقافة جابر عصفور، ليعزف السلام الجمهوري ويبدأ تقديم الحفل بمدح لمصر " سيدة الأرض وأم البدايات " لتتولى الفنانة سميرة عبد العزيز تقديم الحفل باللغة العربية وتقدمه الفنانة لقاء سويدان بالإنجليزية ، حيث بدأت الفنانة سميرة عبد العزيز بمقولة من التراث الفرعوني تتلاقى مع المناسبة عن التعبد والتسبيح وسط الطبيعة والترنم بمدح الخالق ، ليلقي بعدها الفنان " انتصار عبد الفتاح " مؤسس المهرجان كلمة تضمنت الحديث عن فلسفة المهرجان بتجميع التراث الموسيقي الروحي لمصر والعالم وعن رسالة المهرجان الدولية من أجل السلام والمحبة في العالم كله ، كما أعلن عن إنشاء مدرسة ومركز " سماع " للإنشاد والموسيقى الروحية وكذلك مدرسة " براعم سماع " التي سوف يقام من خلالها أول مهرجان للأطفال ، كما أعلن عن إقامة ورشة هامة يوم الثلاثاء القادم خاصة بالوطن العربي وعن إقامة ديفيليه اليوم الأحد بشارع المعز ، ثم تحدث عن ختام المهرجان الذي سيكون بالصوت والضوء بكل اللغات عند الأهرامات حيث يتحدث أبو الهول . لتأتي بعد ذلك كلمة الوزير جابر عصفور التي بدأها بتحية الوزراء والسفراء وجمهور الحضور ليذكر أن هذه الدورة جاءت لتذكرنا بوحدة الثقافة الإنسانية الناتجة عن تعاقب الأمم ، ولتأكيد مبدأ الحوار لا الصراع وإطلاق رسالة سلام من مصر إلى العالم ، مشيدا برؤية الفنان انتصار عبد الفتاح للمهرجان وأنها رؤية للمستقبل مليئة بالأمل والتفاؤل والتسامح وكذلك مواجهة الإرهاب الذي عاد يهدد البشرية من جديد ، مشيرا إلى أن المهرجان دعوة للسلام والمحبة في أحد أكثر الصور تسامحا وهو الإبداع ، وبعد انتهاء الوزير من كلمته بدأ تكريمه لستة أسماء تمثل قيمة لمجال المهرجان أولها لاقي تصفيقا كبيرا من الجمهور هو اسم الشيخ " سيد النقشبندي " إمام الإنشاد الديني وأوسع أصوات المنشدين مساحة ، وثانيها "محمود عزب" وكان منسق الحوار بين المسلمين والقباط في العالم وله مؤلفات في الشعر الصوفي والحضارة الإسلامية ، ليكون ثالث الأسماء المفكر والكاتب "جمال الغيطاني" الذي استوحى من تاريخ وتراث مصر الكثير من رواياته ، أما الإسم الرابع المفكر والكاتب المسرحي والروائي التونسي " عز الدين مدني " ، والخامس للأب " بطرس دانيال " الراهب والكاهن الفرنسيسكاني ورئيس المركز الكاثوليكي للسينما والذي عمل على تشجيع الفنون والفاعليات المتصلة بالتسامح وربط الفن بالمجتمع ، لتختتم الأسماء المكرمة بالأديبة د. " ثريا إقبال " من المغرب الشاعرة والباحثة في التصوف اللإسلامي والمساهمة بقوة في إحياء التراث . وبانتهاء التكريم انطلقت فعاليات المهرجان بآيات من القرآن الكريم عن ذكر الله ، ليبدأ إنشادا جماعيا لكل الفرق والتي يجمعها فقط الافتتاح فيقدمون أغنية في حب الرسول بمقاطع بالإنجليزية عن رسالة الحب والسلام بموسيقى رغم روحانيتها تميزت بالإيقاع العصري والجاذبية ، لتقدم بعد ذلك كل فرقة جزءا من تراثها الروحي وقد ارتدت أزياء وطنية تعبر عن بلدانها ، لتفتتح الإنشاد دولة الكويت لتنشد فرقة معيوف مجلي " الله مولانا " بلكنة كويتية بمصاحبة طبول وموسيقى خليجية الإيقاع ، لتقدم بعدها زامبيا جزءا بلغتها من خلال " منتخب زامبيا الصوتي " بلحن وإيقاع مميز يعبر عن روح موسيقاها ، يليها فرقة " سلامة الهناء " من تونس حيث سيطر العزف على الطبلة مع استعراض بالدفوف ، لتأتي سوريا ممثلة بفرقتين عائليتين هما "المرعشلي" و"أبو شعر" .. حيث تبدأ " المرعشلي " بجزء يحمل الطابع السوري في الموسيقى والأداء لتشدو " نحن السود العيون " بلحن شرقي مألوف بتجاوب كبير للجمهور ، ليأتي دور أمريكا" فرقة بروكلين " فتغني جزءا بأسلوب غربي كلاسيكي جذاب ، ليقدم الأردن بعدها أحد براعم سماع تفريدة عن حب الرسول تستتبع بإنشاد فرقة الأردن بإيقاع الدبكة الشامية ، لتقدم مصر التراث القبطي من خلال فرقة " التراتيل والألحان القبطية " التي تخللها صوت رقيق لآلة النحاسية ، لتقدم بعدها فرقة " أكابيلا " الترانيم الكنسية بغناء أوبرالي مبدع وأصوات رائعة ، لنصل إلى الهند والتي تفاعل الناس معها بقوة بمجرد ذكرها لتقدم غناء جماعيا للرجال مع صوت نسائي منفرد جميل يعبر عن الطابع الهندي ، لتبدع بعدها أندونيسيا بفرقتها " داعي الندا " التي قدمت إنشادا في حب الله بشكل روحي جميل مميز صفق له الجمهور بقوة ، لتقدم فرقة " معرفات " من باكستان بقيادة البروفيسور د. محمد إقبال عزفا موسيقيا تسود معه الطبول بشكل جذاب ، ثم تقدم فرقة " الليجرو" النسائية من البوسنة التي أتت رأسا من المطار بدون بروفة مدحا للرسول ، وتقدم فرقة " مصطفى أنور " من بنجلاديش جزءا سادته آلة مميزة للنفخ مع صوت نسائي وسط أداء جماعي بطابع يماثل الهندي بطبيعة التجاور والثقافة ، لتأتي الفرقة السورية الثانية " أبو شعر " لتؤدي ابتهال " مولاي " للنقشبندي بتفاعل كبير معه ، وتعود مصر فتقدم تفريدة من الشيخ أحمد على القانون في مدح الرسول يتسارع ويتدفق إيقاعها مع إنشاد منفرد للطفل محمد محمود ليتداخل الغناء الجماعي ، لتأتي بعدها أغنية تجمع بين الإنجليزية وإحدى اللغات المتواجدة وينتهي الافتتاح بوقوف جميع الفرق لتحية الحمهور ، فتختتم ليلة روحانية مميزة الإبداع لتتابع بعدها فعاليات المهرجان في الأيام القادمة في القلعة ومسرح ساحة الهناجر وقبة الغوري وشارع المعز .