لطالما تمنى الأزهريون قبل المواطنين وجود اتفاقية بين وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر من جهة، والقنوات التليفزيونية والإذاعة من جهة أخرى، تقضي بعدم ظهور غير الأزهريين على الشاشات على غرار الستينيات، ولكن كثرة القنوات الخاصة قد تعيق الأمر. قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ الفلسفة والعقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن إفاقة الأزهر وعودته لدوره الحقيقي وتفرده بتخصصه وعدم ترك مسئولية الدعوة لغير الأزهريين، الذي أحدث لغطا وتطرفا كبيرا، أمر جيد يحسب لمؤسسة الأزهر، مشيرة إلى أن 60 % من التطرف والفوضى العقائدية التي تسود المجتمع، كانت ثمارا لترك الدعوة لغير المتخصصين. وأضافت "نصير" أن عودة الأزهر لدوره، أمر جيد؛ لأن مسئولتيه تحويل ما فات من تطرف وآراء شاذة على المجتمع، إلى مستقبل فيه الحكمة واللين والتوضيح لعظمة هذا الدين، لافتة إلى أن سيطرة الأزهر على الإعلام يخرجنا من حالة الفوضى التي لحقت مصر بسبب التشدد. من جانبه، قال الشيخ محمد عبد الله نصر، مؤسس حركة أزهريون مع الدولة المدنية، إنه منذ ظهور الفضائيات الخاصة، أصبحت البرامج الدينية سلعة كأى سلعة خاضعة لموازين الربح والخسارة، ولم يصدر قانون ينظم العمل الدعوى أسوة بقانون نقابة الأطباء والمهندسين والمحامين، الذى ينظم عمل أصحاب هذه المهن، وأصبح امتهان مهنة الدعوة لكل من "هب ودب". وتابع "نصر" أن هناك أيضاً المد والتمويل الوهابى الذى مكن السلفيين والإخوان من إنشاء 8 قنوات فضائية دينية، بينما عجز الأزهر عن إنشاء قناة واحدة، وانسحاب الأزهر والأوقاف من المشهد الدينى، وسيطرة جماعات التأسلم السياسى على المشهد الدعوى، وسيطرة المتأسلمين على معظم منابر مصر عن طريق الجمعية الشرعية وجمعية أنصار السنة. وأكد "نصر" أن سيطرة الأزهر على الإعلام ستوحد الخطاب الدينى وتنشر المنهج الوسطى، وتسهل محاسبة المخطئ، كما تساعد أيضا الدولة على رقابة منهجية الخطاب الدينى وتقنين العمل الدعوى. وأوضح عبد الغني هندي، المتحدث الرسمي لنقابة الأئمة المستقلة، أن الإعلام في السابق عبارة عن التلفزيون المصري وإذاعة القرآن الكريم، وكان من السهل أن يفرض الأزهر سيطرته عليهم بكل سهولة، ولكن الآن أصبح الإعلام الخاص عبارة عن قنوات يمتلكها أشخاص وبعضها يقدم مناهج ليس لها علاقة بالأزهر. وشدد "هندي" على أن الأمر يحتاج إلى مبادرة من الإعلام الخاص نفسه بحيث يكون منبر لدعوة الأزهر، تكون عبر منهج معلوم ومدروس، مضيفا: «920 عاما هي عمر مدرسة الأزهر، ولم تنقطع أبداً، وتؤمن بالتعددية والاختلاف، وتحض على التسامح والوسطية».