العاملون: مصنع العبور غير مطابق للمواصفات.. والحماية المدنية فشلت فى العثور على 3 جثث منذ أمس مدير معهد الحماية المدنية: «الخرسانة» أعاقتنا عن إنقاذ العمال الأجهزة الأمنية: المصنع انهار نتيجة ضعف سمك طبقة الأسقف الخرسانية مرفق صور من داخل المصنع المنهار ربما لم تعد حوادث الموت فى مصر ذات طابع مأساوى كما السابق، ولكن أن تموت ضحية الجشع والإهمال، فتلك هى المأساة الحقيقية، التى يعيشها أهالى ضحايا حادث انهيار مصنع للصباغة بمدينة العبور فى محافظة القليوبية. صاحب المصنع ومقاول البناء، هما رمزا الجشع، إذ أصروا على بناء دور مخالف لشروط ومواصفات السلامة «الإنسانية»، ما أدى إلى انهيار المصنع فوق رؤوس العاملين، ولا تزال قوات الحماية المدنية، منذ صباح أمس الأحد، وحتى كتابة هذه السطور تبحث عن العمال المفقودين تحت الأنقاض، فيما لقى صمويل شحاتة مصرعه جراء الحادث، بالإضافة إلى 20 مصاب آخرين. أما المسؤولون فى الدولة، فهم رمز الإهمال، إذ رصدت «البديل» معاناة أهالى 3 عمال مازالوا تحت الأنقاض، بعدما استطاعت قوات الحماية المدنية انتشال جثة حنا رضا صديق، رئيس وردية الصباغة بالمصنع، صباح اليوم الاثنين، وعصرًا عثرت على جثة ماجد جرجس، 29 سنة، من شبرا الخيمة، ولا يزال عاطف أحمد حماية، الشهير ب«حماية»، 18 سنة، عامل، من سوهاج، ومحمود محمد، 30 سنة، من عزبة النخل، عامل، ويوسف عايد لبيب، 31 سنة، من المنيا تحت الأنقاض قال صلاح مدكور، ذو صلة قراب بإحد المفقودين: «المصنع انهار منذ أكثر من 24 ساعة، ولم يتم انتشال الجثث حتى الآن، ولم يأت (الكباش) لرفع أسطح الأسقف الساقطة على العمال». وأكد نصحى وهيب، خال ماجد جرجس، أأحد المفقودين تحت الأنقاض، أن اليوم هو عيد ميلاد نجل اخته، وهو وحيد والديه، ولم يستطعوا انتشال جثته إلا عند الساعة الرابعة عصرًا، وحتى الآن لم يستطعوا انتشال جثته، قائلاً: «منه لله المقاول وصاحب المصنع المتسببين فى الحادث». وروى مدحت نبيل، 25 سنة، عامل بالمصنع، تفاصيل الحادث، موضحًا: «صباح أمس، أثناء صب أخر متر فى سقف المصنع، بدأ المبنى فى الانهيار فجأة، وبدأ العمال فى الهرب». وطالب محمد إبراهيم، أحد العاملين بالمصنع، المسئولين بالتدخل الفورى لإنقاذ أصدقائهم من تحت الأنقاض، ومراعاة الله فى حقوق العمال المتضررين، خصوصًا أن هناك بعض العمال لا يخضعون لأية مظلة تأمينية. «حسبى الله ونعم الوكيل»، هكذا بدأ موريس المصرى، عامل بالمصنع، كلامه، قائلاً: «جشع صاحب المصنع أدى إلى ما نحن فيه الآن..والمسؤولون مشغولون بتفقد المشروعات الجديدة وافتتاح المنشآت». وقال حسين على، أحد أهالى المنطقة المحيطة بالمصنع: «عند وصولى إلى موقع الحادث صباح أمس، فوجئت بلودر واحد وحفار واحد لرفع الأنقاض، وبدآ فى العمل بعد الساعة الواحدة ظهرا، ثم جاءت 5 سيارات لإطفاء حرائق و4 سيارات إسعاف، وسيارتين للأمن المركزى. من جانبه، قال عماد عياد، محاسب بالمصنع، إن العمال المصابين سيعالجون فى مستشفيات خاصة، والمتوفين سيحصل أهاليهم على تعويضات مالية، مؤكدًا صرف جميع مستحقات العاملين بالمصنع لحين عودتة للعمل مرة أخرى. وأكد مصدر أمنى بجهاز الحماية المدنية بمدينة العبور، أن المصنع مبنى على مساحة 3000 متر سقط منها 1000 متر مبنية على 9 أعمدة 30 سم فى 30 سم، وتم عمل جنحة جنائية بالواقعة، ووقف أعمال البناء، ولكن السبب وراء سقوط المصنع هو ضعف سمك أسقف المصنع التى لم تتحمل بناء أدوار جديدة فوقه. وقال العميد طارق الجمال، مدير معهد تدريب الحماية المدنية، إن «كلام الأهالى والعمال عن سماع أصوات زملائهم تحت الأنقاض نابع من الظروف التى يمروا بها والكارثة التى وقعت ولكن أفراد الحماية دخلت الأنقاض للتأكد ولم نسمع أصواتًا»، مضيفًا:«هناك بعض الإعاقات من التسليح والماكينات والخرسانات تتسبب فى صعوبة الإنقاذ، ولكننا بالطبع سنستمر فى البحث». كان اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، أن أجهزة الدفاع والحماية المدنية بالقليوبية قد رفعت من حالة الطوارئ بمحيط المصنع، وتم الدفع بعدد من الكلاب البوليسية لتفقد آثار الانهيار، والبحث عن جثث العمال.