ويعد أحدالأحرار العظام في التاريخ، الذين وضعوا في مطلع عصر النهضة الأوروبية أساس الدولة المدنية الحديثة التي تفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة السياسة، ويقوم فيها الحكام بالحكم وفق القانون، دون وساطة رجال الدين، وبذلك حمى كل سلطة من طغيان الأخرى عليها أو قهرها لها. دانتي أليجييري، الذي تمر اليوم ذكرى وفاته، يعرف عادة باسم دانتي، وهو شاعر إيطالي من فلورنسا، أعظم أعماله: الكوميديا الإلهية بشقيه الفردوس والجحيم، يعتبر البيان الأدبي الأعظم الذي أنتجه أوروبا أثناء العصور الوسطى، وقاعدة اللغة الإيطالية الحديثة، فهي واحدة من الأعمال الرئيسية لعملية الانتقال من العصور الوسطى إلى عصر النهضة الفكر، وتعتبر تحفة من الأدب الإيطالي وواحدة من قمم الأدب العالمية، عرف في الأدب الإيطالي بالشاعر الأعلى، "أبو اللغة الإيطالية"، وقد كتب جيوفاني بوكاتشيو أول سيرة ذاتية له. شارك بحماس في الصراع السياسي الذي كان يوجد في وقته، وتم نفيه من مسقط رأسه، فكان مؤيدا نشطا للوحدة الإيطالية، وقال إنه كتب العديد من الأطروحات اللاتينية في الأدب والسياسة والفلسفة، فقام بعمل الاطروحة اللاتينية دي الموناركية، في عام 1310، وهي عرض مفصل لأفكاره السياسية، من بينها الحاجة إلى وجود الإمبراطورية الرومانية المقدسة والفصل بين الكنيسة والدولة، وحارب ضد الغيبلينيين من أرزو، لكن تاريخ ميلاد دانتي مازال غير معروف بدقة حتى الآن، على الرغم من أنه يعتقدون عموما أن يكون تقريبا عام 1265. كان عضوا نشطا في الحياة السياسية والعسكرية لفلورنسا، التحق بالجندية عندما كان شابا، وتقلد مناصب مهمة في حكومة فلورنسا خلال التسعينيات من القرن الرابع عشر، أصبح منشغلا بصراع سياسي بين مجموعتين، مجموعة الغويلف ومجموعة الغبليون اللتين كانتا تتصارعان فيما بينهما للسيطرة على توسكاني، وقد استطاعت مجموعة سياسية من مجموعة الغويلف السيطرة على فلورنسا سنة 1301م. كانت هذه المجموعة السياسية تكره هذا الشاعر، مما أدى بها إلى نفيه سنة 1302م والحكم عليه بالموت في حالة رجوعه إلى فلورنسا، عاش دانتي ما تبقى من حياته بالمنفى وتوفي في رافينا ودفن بها. مثل الكثير من أبناء فلورنسا تورط دانتي في النزاع الغويلفي الغيبيلي، قاتل في معركة كامبالدنو مع فرسان غويلف، في عام 1294 كان من أبرز الفرسان الذين رافقوا كارلو مارتيلو دانجو (ابن تشارلز) حينما كان في فلورنسا، وصل إلى حد أبعد من مهنته السياسية، فعمل طبيبا وصيدليا. بعد هزيمة الغيبيلينيين، انقسم الغويلف إلى قسمين: الغويلف البيض، الحزب الذي انتمى إليه دانتي، الذي قاده فييري سيرتشي، والغويلف السود، تحت قيادة كورسو دوناتي. الألوان أعطيت عندما حمى فييري سيرتشي عائلة غراندي في بيستويا، التي كانت تدعى محليا الحزب الأبيض، وأصبحت هذه الألوان الألوان المميزة للأطراف في فلورنسا. الانشغال في السياسة لم يكن أمرا سهلا عندما كان البابا بونيفايس الثامن يخطط بالاحتلال العسكري لفلورنسا. في عام 1301 تشارلز دي فالويس، أخ الملك الفرنسي فيليب لو بيل، توقع زيارته لفلورنسا لأن البابا عينه صانع سلام لتسكانيا، لكن حكومة المدينة عاملت سفراء البابا بشكل سيئ قبل أسابيع قليلة، بغية الاستقلال عن التأثيرات البابوية، المجلس أرسل وفدا إلى روما لكي يحقق نوايا البابا، وكان دانتي رئيسا لهذا الوفد. بعد وفاة دانتي أدركت حكومة فلورنسا أنها أخطأت في حقه خطأ فادحا، وحاولت تدارك هذا الخطأ بطبع أعماله، ودعوة ابنه وبعض الأساتذة المتخصصين في الأدب إلي إلقاء المحاضرات عنه، ومنهم جيوفاني بوكاتشو الذي يعد أكبر الدارسين للشعر اللاتيني وقد جمعت نصوص محاضراته في كتاب "حياة دانتي".