رفض عدد كبير من الأهالى دفع فاتورة كهرباء الشهر الجارى، بسبب ارتفاعها مقارنة بالشهور الماضية، بعدما زادت أسعار الكهرباء، فى ظل تفاقم الأزمة والانقطاع المتكرر لعدة مرات فى اليوم الواحد. وقالت إيمان رجب، إنها تعمل مشرفة بحضانة، ولديها 3 أولاد في مراحل تعليمة مختلفة، ودخل أسرتها لا يتعدى 600 جنيه شهريا، وتعيش فى شقة غرفتين وصالة، وكانت تدفع حوالى 30 ل 35 جنيه شهريا للكهرباء، ولكن وعند ارتفاع الفاتورة بشكل مبالغ فيه أصبحت تدفع 100جنيه فأكثر، ورغم اعتراضها على ارتفاع الفاتورة إلا إنها تخاف من قضاء باقى عمرها مع أولادها في الظلام. ورفض إيهاب فتحى، معاش مبكر، إن معاشه لا يزيد عن 370 جنيها، ولديه شاب وطفلان، ويعيش فى شقة غرفة واحدة وصالة، ولم يدفع الفاتورة، لأنه لا يملك المبلغ، كما أن قيمتها مرتفعة جدًا مقارنة بالاستخدامات. وأضافت زوجته إن الفاتورة تأتى شهريا من 25 إلى 30 جنيه، أما الشهر الماضى فجاءت قيمتها 125 جنيها، موضحة أن التيار الكهربى ينقطع أكثر من 8 مرات، ما تسبب فى تعطل الأجهزة الكهربية، وتلف المواد الغذائية المحفوظة فى الثلاجة، معلقة "ده خراب بيوت"، على حد تعبيرها. أما محمود، صاحب سوبر ماركت فى المعادى،يدفع له إيجار 2000 جنيه شهريا، فيقول إن الفاتورة تأتيه كل شهر بمبلغ يتراوح بين 90 ل 100 جنيه، ولكن الشهر الجاري جاءت بقيمة 600 جنيه، موضحا أنه معترض على الدفع، قائلا: هجيب منين؟، مضيفا أن مبيعات المحلات التجارية انخفضت بنسبة 35%، وأدى غياب التيار إلى فساد السلع وتلفها، خاصة منها المواد الغذائيةوالخضروات والفاكهة. من جانبه قال محمد يمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء: من يروج لحملة عدم دفع الفاتورة شأنه شأن الذي يروج للأعمال الإرهابية، فهو شخص غير وطنى، لأنه يساعد فى تخريب البلد، ومن يعترض على الدفع سوف يقابل بعقوبة، ومن يعترض على ارتفاع الفاتورة عليه الذهاب للشهر العقارى ليلغى التعاقد بينه وبين شركات الكهرباء، موجها رسالة لصاحب حملة مش دافع قائلا: "كنت فين لما كنت بتاخد الكهرباء بنصف ثمنها. واضاف يماني: ثمن الفاتورة من حق الدولة، وقراءة العداد هو حجم الاستهلاك، وعليه يتم تحديد الفاتورة، وعلى كل مواطن متابعة العداد أولا بأول، موضحا أن هناك تحسين ملحوظ فى معدلات تخفيف الأحمال أو العدالة فى انقطاع التيار الكهربائى. ويتفق معه المهندس حامد عمارى، رئيس شركة كهرباء الريف، فى الاعتراض على الحملة قائلا: عدم الدفع ليس حلا، بل يزيد من خطورة المشكلة، معتبرا أن الداعي للحملة هو نفسه المخرب الذى يقوم بتفجير الأبراج، لافتًا إلى أن زيادة فترة انقطاع التيار ترجع إلى نقص الوقود، علاوة على ارتفاع درجات الحرارة المؤدية إلى زيادة الأحمال، وعواقب عدم دفع الفواتير يؤدى إلى انتهاء وقود المحطات، مضيفا أن من لا يسدد فواتيره يتراكم عليه مبالغ كبيرة بالإضافة إلى غرامة التأخير. وقال المهندس بركات سيف، العضو المتفرغ بالمنطقة الشمالية بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، إن الدولة تنفق يوميا ما يقرب من مليار جنيه لدعم الطاقة. وذكر مرصد الكهرباء أنه تم تخفيف أحمال كهربائية بلغت 5540 ميجاوات، حيث ارتفع الحد الأقصى بنسبة 15.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، وارتفع الحد الأدنى بنسبة 10.7%، ووصلت الانقطاعات إلى ذروتها فى الساعة الثامنةوعشر دقائق، حيث بلغت الأحمال 27 ألفا و890 ميجاوات لأول مرة منذ سنوات.