مفتي الجمهورية: الفكر الديني حينما يهتم بقضايا التنمية فإنما ينطلق من مبدأ سام    شمال سيناء تدعم مبادرة «صحح مفاهيمك» كمشروع وطني شامل لتعزيز قيم الانتماء    التعليم تصدر توجيهات جديدة للاستعداد بمرحلة رياض الاطفال    تراجع أسعار الذهب اليوم الخميس 18 سبتمبر بالتعاملات المسائية    كتائب القسام توجه رسالة للاحتلال: لا نخشاكم.. وغزة ستكون مقبرة لجنودكم    «إثارة في الاتحاد».. بدء مباراة السيتي ونابولي بدوري أبطال أوروبا    انطلاق مباراة نيوكاسل أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا    رسميا.. المقاولون العرب يرفض استقالة محمد مكي    حبس 4 موظفين بتهمة التنقيب عن الآثار داخل مستوصف طبي في قنا    التعليم ترد على شائعات توجيه طلاب الثانوية للالتحاق بنظام البكالوريا    أشرف عبد الباقي: «ظلم ليا تشبيهي بالزعيم عادل إمام»    هشام مبارك يكتب: «آرِنكا».. الحكاية والرواية!    تعرف على مواقيت الصلاة وموعد صلاة الجمعة في محافظة قنا    من أسرة واحدة.. إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي بالإسماعيلية    أحلام الكلب وربيع اليمامة    الرئيس الكازاخي لوفد أزهري: تجمعني علاقات ود وصداقة بالرئيس السيسي    الهولندي أرت لانجيلير مديرًا فنيًّا لقطاع الناشئين في الأهلي    بعد سرقتها وصهرها وبيعها للصاغة.. 5 معلومات عن إسورة الملك أمنمؤوبي    إعلام غزة الحكومى: 44% من الشهداء فى مناطق يدعى الاحتلال أنها "إنسانية آمنة"    ما حكم تبديل سلعة بسلعة؟.. أمين الفتوى يجيب    القنوات الناقلة مباشر مباراة مانشستر سيتي ونابولي في دوري أبطال أوروبا 2025- 2026    ليس صلاح.. كيليان مبابي يتوقع الفائز بجائزة الكرة الذهبية    نائب محافظ الجيزة يلتقى مستثمرى المنطقة الصناعية لبحث المشاكل والتحديات    جامعة أسيوط تجدد تعاونها مع الجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية في المجالات الأكاديمية والبحثية    قبل انتخابات النواب.. الهيئة الوطنية تتيح خدمة مجانية للاستعلام عن الناخبين    ضبط 280 كيلو لحوم فاسدة بأختام مزوّرة في حملة للطب البيطري بسوهاج    تأجيل نظر تجديد حبس "علياء قمرون" بتهمة خدش الحياء العام ل 20 سبتمبر    سحب 961 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    رغم الحرب والحصار.. فلسطين تطلق رؤيتها نحو المستقبل 2050    دخول 103 شاحنات مساعدات عبر معبر رفح البري لإغاثة أهالي قطاع غزة    مذكرة تفاهم مصرية يابانية لتصنيع محطات إنتاج المياه من الهواء    البورصة المصرية تربح 15.5 مليار جنيه في ختام تعاملات الخميس    ماستر كلاس للناقد السينمائي رامي عبد الرازق ضمن فعاليات مهرجان ميدفست مصر    بخسارة وزن ملحوظة.. شيماء سيف تخطف الأنظار برفقة إليسا    «هربانة منهم».. نساء هذه الأبراج الأكثر جنونًا    إقامة 21 معرض «أهلا مدارس» في المنوفية.. وحملات رقابية لضبط المخالفات (تفاصيل)    الكابينة الفردي ب850 جنيهًا.. مواعيد وأسعار قطارات النوم اليوم الخميس    الإمام الأكبر يكرِّم الطلاب الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 18-9-2025 في بني سويف    هل تواجد امرأة في بلكونة المسجد وقت العذر الشرعي يُعتبر جلوسا داخله؟.. أمين الفتوى يوضح    محافظ البحيرة: افتتاح 5 مشروعات طبية جديدة بتكلفة 84 مليون جنيه تزامنا مع العيد القومي للمحافظة    فيديو.. وزير الصحة: جامعة الجلالة أنشئت في وقت قياسي وبتكليف رئاسي مباشر    سرقتها أخصائية ترميم.. الداخلية تتمكن من ضبط مرتكبى واقعة سرقة أسورة ذهبية من المتحف المصرى    الكلاسيكو 147.. التاريخ يميل نحو الزمالك قبل مواجهة الإسماعيلي الليلة    300 مليون جنيه لاستكمال مشروع إحلال وتجديد مساكن المغتربين في نصر النوبة بأسوان    ديستيني كوسيسو خليفة ميسي ويامال يتألق فى أكاديمية لا ماسيا    ملك إسبانيا في الأقصر.. ننشر جدول الزيارة الكامل    سرداب دشنا.. صور جديدة من مكان التنقيب عن الآثار داخل مكتب صحة بقنا    التأمين الصحي الشامل: 495 جهة حاصلة على الاعتماد متعاقدة مع المنظومة حتى أغسطس 2025    جبران: تحرير 3676 محضرًا خاصًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 5 أيام فقط    «أنتي بليوشن» تعتزم إنشاء مشروع لمعالجة المخلفات البحرية بإستثمارات 150 مليون دولار    مورينيو يرحب بالعودة لتدريب بنفيكا بعد رحيل لاجي    مصر وروسيا تبحثان سبل التعاون بمجالات التعليم الطبي والسياحة العلاجية    مفوضية اللاجئين ترحب بخارطة طريق لحل أزمة السويداء وتؤكد دعم النازحين    الاحتلال الاسرائيلى يقتحم عدة مناطق فى محافظة بيت لحم    الهلال الأحمر يدفع بأكثر من 80 ألف سلة غذائية للأشقاء الفلسطينيين عبر قافلة «زاد العزة» ال 40    ملك إسبانيا: المتحف الكبير أيقونة مصر السياحية والثقافية الجديدة    نائب وزير الصحة تتفقد وحدة طب الأسرة ومركز تنمية الأسرة بقرية بخانس بقنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انقطاع الكهرباء.. ليل لا نهار له
نشر في البديل يوم 20 - 08 - 2014

بسمة السعيد و شيماء عثمان و محمد ربيع و محمود دوير و مي حجي و الورداني السيد و صبري أنور
لم يعد لأحد طاقة يحتمل بها الظلام الدامس، والحر الشديد، والشوارع الموحشة، فانقطاع الكهرباء أصبح الأصل، ووجودها هو الاستثناء، حيث تتوقف الحياة لساعات طويلة، في المحال التجارية والورش والمصانع ومحطات الوقود.. وتتحول البيوت إلى مقابر موحشة، فلا تليفزيون ولا إنترنت ولا مراوح ولا أجهزة تكييف، في أجواء صيف قائظ.
خسائر بالملايين، تكبدها مواطنون من أصحاب المشاريع الصغيرة، واضطر أصحاب الورش لتسريح العمال بعدما عجزوا عن الوفاء بأجورهم بسبب الانخفاض الاضطراري في ساعات العمل بسبب غياب الكهرباء.. بضائع ومواد غذائية فسدت في الثلاجات، وأجهزة كهربائية تتلف في المنازل والمحال.. وتبقى الحكومة عاجزة، تكتفي بالوعود والتصريحات.
عروس البحر تتشح بالظلام
جرت العادة على أن ينتظر أهالي الإسكندرية موسم الصيف كسوق سياحي يعوضهم عما يفوتهم من كسب طوال العام، حيث يعمل الجميع بما فيهم الأطفال من بيع الفريسكا والترمس والجيلاتي وملابس صيفية ولعب الأطفال وغيرها بطوال الشواطئ، جاء هذا العام لتتشح عروس البحر بالظلام، ليصاب أهلها وضيوفها بالاكتئاب، خاصة أن أزمة انقطاع الكهرباء تتسبب أيضًا في تعطل عمل المصاعد وانقطاع وصول المياه عن الأدوار العليا فأصبح المصيفون يهربون من تأجيرها.
تقاقت الأزمة بالمحافظة وبلغت ذروتها، حيث تنقطع أكثر من خمس مرات يوميًّا وفي كل مرة تستمر لقرابة الساعتين، ما أصاب المواطن السكندري بالأسى، خاصة أصحاب الحرف والأعمال البسيطة التي تتطلب وجود التيار الكهربائي .
يقول محمود الصعيدي، أحد الشباب السكدرى ل"لبديل": استأجرت محلًّا صغيرًا وجلبت ماكينة دوارة لتصنيع الخبز وتعمل بالكهرباء حتى يعمل الجزء الدوار منها وأتربح منه أنا وأسرتي بدلًا من النضمام لطابور العاطلين، وبسبب انقطاع الكهرباء المتكرر تتلف مني كميات كبيرة من "العجين" إضافة إلى عدم العمل وجلب الأموال التي تجعلني أدفع إيجار المكان، ومع انقطاع الكهرباء أتفاجأ بارتفاع جنوني في فاتورة الكهرباء.
بينما يقول سعيد عبد اللطيف "مكوجي" تم تحصيل 500 جنيه فاتورة الكهرباء الشهر الماضي رغم أن الكهرباء تنقطع معظم الوقت، وأنا أعمل بمكواة تعمل بالكهرباء، فكيف أستطيع القيام بعملي لإطعام أولادي، ويتساءل: هل هذا ما نرجوه من السيسي وما نادت به الثورة من العيش والعدالة الاجتماعية؟
وتؤكد سمر موسى صاحبة "سوبر ماركت" خسارتها مئات الجنيهات يوميًّا لفساد كمية كبيرة من الألبان لانقطاع التيار الكهربائي عن أجهزة التبريد.
ولجأت المستشفيات الخاصة بالإسكندرية إلى شراء المولدات الكهربائية التي تعمل بالسولار، كنوع من أنواع الحماية للمرضى داخل غرف العمليات من انقطاع التيار الكهربي الذي يؤدي في هذه الحالة إلى فقدان أرواح المرضى.
يذكر أن مدينة الإسكندرية ساحلية تجارية صناعية، واتشح كورنيشها بالسواد هذا الصيف بعد انقطاع الكهرباء، ما سبب الحزن للمصطافين ومستاجري الشواطئ والمحال التجارية بمحطة الرمل وشارع اللاجتيه بالإبراهمية.
كاد انقطاع الكهرباء اليومي والذي يستمر لساعات طوال أن يُفقِقد أحمد السيد، صاحب محل ملابس بالإسكندرية، زبائنه، خاصة بعد أن اشترى أحدهم بدلة عُرسه قبل موعد زفافه بأسبوع ليفاجأ بأنها لن تعد بعد؛ لانقطاع الكهرباء المستمر، ما جعله يضطر إلى الجلوس بجواره ساعتين كاملتين يوم الزفاف.
وأشار السيد أنه يتأخر عن عمله يوميًّا، حيث يسكن في الطابق السابع فلا تصعد المياه إلَّا باستخدام المواتير، وبالتالي فإنه في تلك الأوقات يتوجه إلى العمل في السابعة مساءً، أما في الأيام التي لا يحدث فيها انقطاع فيكون في عمله في الثانية ظهرًا، مضيفًا: الفاترينة مطفية والزبون مبيرضاش يقيس في الضلمة، ولو خسرني زبون في اليوم يبقى خسرني 30 ألف جنيه في الشهر".
وقال خميس أحمد محمد، ترزي وعامل بإحدى الشركات: إن صاحب الشركة التي يعمل بها يتكبد خسائر كبيرة؛ لانقطاع التيار الكهربائي، فضلًا عن تلف الأجهزة الكهربائية والمصابيح، مضيفًا: "عايزين الكهرباء تبقى على طول في البلد كويسة"، مستنكرًا رفع فاتورة الكهرباء إلى النصف، فبعد أن كان يستهلك كهرباء بقيمة 30 جنيهًا أصبحت 60 جنيهًا .
وفي أحد الشوارع المظلمة لانقطاع الكهرباء، فوجئت "البديل" بأسرة تجلس أمام منزلها في الهواء الطلق بمنطقة محطة الرمل، حيث قال إسلام الغمراوي: إن الكهرباء تنقطع ثلاث مرات يوميًّا، تستغرق كل منها ساعتين تقريبًا .
وأكد محمد خميس، عامل بمحل أحذية بشارع النبي دانيال بالإسكندرية، أن بعض السيدات والفتيات يخشين دخول المحل للشراء، خاصة وأن العاملين به من الشباب، ويضطررن للتوجه إلى محلات أخرى أو العودة لاحقًا، بالإضافة إلى عدم قدرة الكشافات على توضيح ما يحتويه المحل من بضائع، والتي تستنفذ الطاقة خلال ساعة ونصف يلجأ بعدها إلى استخدام كشافات أجهزة التليفون المحمول.
المحلة.. شلل في قلعة الصناعة
أدى استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي إلى وجود حالة من الغضب الشديد بين مواطني محافظة الغربية بمراكزها الثمانية، كما نتج عنها شلل كامل بالأنشطة التجارية وانقطاع الحرارة عن الهواتف المحمولة والمنزلية وخدمة الإنترنت، وهدد أهالي المدن والقرى بتنظيم وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة، ما لم يتم حل تلك الأزمة خلال الايام المقبلة.
كما هدد أصحاب وعمال مصانع الغزل والنسيج ومشاغل التطريز بمدينة المحلة الكبرى بالتجمهر أمام مجلس المدينة وقطع طريق شارع البحر مانعين السيارات من المرور؛ احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتجاوز 10 ساعات على مدى 5 مرات بانقطاع ساعتين في كل مرة، ما أدى إلى إغلاق مصانع النسيج والملابس الجاهزة والمحال التجارية وتسود حالة من الإحباط الشديد بين الأهالي والطلاب؛ لشدة الحرارة وصعوبة الحياة كما لوحوا بالامتناع عن دفع فواتير الكهرباء لسوء الخدمة.
وطالبوا بالتدخل الفوري للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لحل مشكلة انقطاع الكهرباء المتواصلة والتي أدت إلى خسائر فادحة لأصحاب المال والأعمال وخلفت حالة من الاستياء بين الأهالي وصعوبة تحمل معاناة انقطاع الكهرباء والمياه والحرارة الشديدة.
وهدد المئات من أهالي قرية كفر قريطنة بالتجمهر أمام ديوان محافظة الغربية وقطع الطريق؛ للتنديد بانقطاع التيار الكهربائي طوال 4 أيام متواصلة، وناشدوا محافظ الغربية بتخصيص محول كهربائي جديد بديلًا للذي احترق؛ لزيادة الأحمال الكهربائية خلال الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن الجهات التنفيذية تتجاهل شكواهم وأن هناك حالة تعنت كبيرة من شركة الكهرباء على حد قولهم؛ لمنع تركيب أي محولات بدعوى عدم توافر موقع لإنشائه، ما أصابهم بحالة من الغضب العارم.
وتشهد محافظة الغربية كغيرها من المحافظات الأخرى مشاجرات ومناوشات كلامية بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى وأنصار الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ لاستمرار انقطاع الكهرباء عن محافظة الغربية التي تصل إلى 7 مرات في اليوم بمعدل 14 ساعة.
وفي مدينة طنطا أشار عدد كبير من الأهالي إلى تزايد ساعات الانقطاع في اليوم الواحد إلى 8 ساعات، ما أدى إلى فساد الأطعمة المحفوظة في الثلاجات وتلف الأجهزة الكهربائية، وأنهم يخشون تعرضهم للخطر لشراء لوازمهم من اللحوم والدواجن والخضراوات من المحلات، فيما أبدى أصاحبها بشارعي البورصة وأحمد ماهر استياءهم لفساد السلع، مطالبين محافظ الغربية ووزير الكهرباء بضرورة وضع حل لهذه المشكلة؛ لأنهم يتعرضون للخسارة وغلق المحلات لفترات طويلة أمام الزبائن.
وقال اللواء دكتور محمد نعيم محافظ الغربية خلال تصريحات له: إنه طالب رؤساء المدن والأحياء بإعداد تقرير يومي يوضع على مكتبه في تمام الثامنة صباحًا؛ لبيان حالة التيار الكهربائي في اليوم السابق متضمنًا عدد حالات الانقطاع والفترات الزمنية التي انقطع فيها التيار الكهربائي؛ لإرسالها إلى وزير الكهرباء لتلافي الانقطاع المتكرر وتقليل شكوى المواطنين وأصحاب المصالح والشركات خاصة في مدينة المحلة قلعة الصناعة المصرية.
البحيرة.. معاناة متواصلة وخسائر فادحة
تبدو مدن البحيرة في معظمها كأماكن هجرها البشر، ابتداءً من الثامنة مساء، حيث تبدأ جولة جديدة بانقطاع التيار الكهربائي مع بداية الليل ولا تتوقف مبررات مسئولي شركة كهرباء البحيرة رغم عدم اقتناع المواطن.
ويؤكد فتحى مرسي، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية، أن انقطاع الكهرباء يؤثر على المشروعات كافة التجارية والصناعية، فتتوقف الثلاجات عن العمل، ما يؤدي إلى تلف البضائع وخاصة اللحوم، مضيفًا أن انقطاع الكهرباء يتسبب في شلل المكاتب والمنشآت التجارية والبنوك التي تعمل جميعها بالحاسبات الآلية ويعطل مصالح المواطنين ويطالب بمراعاة وجود مصالح حكومية بالأماكن التى يتم قطع الكهرباء عنها، وعن النشاط الصناعي يؤكد أن انقطاع الكهرباء عن المصانع يتسبب في ضعف الإنتاج، ما يكبد أصحاب المصانع خسائر كثيرة ويمنع التزامهم بتوريد الإنتاج في المدد المحددة ويؤثر على أرباحهم، وبالتالي مكتسبات عمالهم الذين يحصلون على مرتباتهم بالكاد كذلك تتوقف الثلاجات والمكامر في أسواق الجملة، ما يعرّض البضائع للتلف ويتسبب بالتالي في رفع الأسعار لتعويض التجار خسارتهم علاوة على استغلالهم رفع الأسعار.
كما يؤثر ذلك على مزارع الدواجن التي تهلك الكثير منها لانقطاع التيار الكهربائي، ففي الشتاء تتوقف السخانات عن العمل، وفي الصيف تتوقف المراوح والشفاطات، ما يساعد على نمو الحشرات والقوارض ويتسبب في هلاك الكثير منها ..
ويرى رئيس الغرفة التجارية أنه إذا كان قطع الكهرباء شرًّا لابد منه يجب عمل دراسة على الأماكن التي بها منشآت اقتصادية أو صناعية وقطعه عنها وعن تلك المنطقة في الأوقات التي لا تعمل.
من جانبه أكد "عاطف فراج"، رئيس شعبة المخابز بالبحيرة، أن معظم المخابز تعمل آليًّا، وبالتالي فإن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر جدًّا على العجين، ما يؤدى إلى إنتاج خبر رديء جدًّا وإهدار كميات كبيرة من العجين.
ويؤكد وليد الحناوي، رجل أعمال أن انقطاع الكهرباء بصورة مستمرة اصبح كابوسًا يؤرق أصحاب الأعمال؛ لأن أغلب الأجهزة تعمل بالكهرباء، منتقدًا إدارة الوزير الحالي التى تسببت فى تفاقم الأزمة؛ لأن الوزير غريب عن الوزارة ومن طبقة رجال الأعمال، ويتعامل مع المشكلة بكل استعلاء وتساءل: لمَ الإبقاء على وزير كان متعاونًا مع مشروع الإخوان؟!
وحول تزايد معدلات انقطاع الكهرباء أرجع المهندس رمضان عثمان بخيت، رئيس شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء، السبب إلى نقص الوقود وخروج بعض الوحدات للصيانة نتيجة استهداف عناصر من جماعة الإخوان تفجير محطات الكهرباء وأبراج الضغط العالي بنطاق المحافظة، مضيفًا أن آخر تلك الوقائع استهداف مجموعة مسلحة برج 13 الكهربائي الواقع بمنطقة الحدين التابعة لمركز كوم حمادة بالبحيرة، والذي أدى لتحطيم عازل أسلاك الضغط العالي وانقطاع الكهرباء.
كهرباء الدقهلية.. أعمدة الإنارة مضيئة في عز الظهر.. والمنازل مظلمة
تسود حالة من الغضب بين مواطني الدقهلية، إثر تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي على مستوى جميع قرى ومراكز المحافظة، تصل إلى 10 ساعات يوميًّا في أغلب المراكز والقرى، مقسمة على 5 مرات يوميًّا، فيما تصل بمدينة المنصورة ل6 ساعات مقسمة علي 4 مرات .
وتسبب حادث وفاة مولود لم يتجاوز 5 أيام بحضانة مستشفى اجا التابعة لمركز المنصورة الأسبوع الماضي، في غضب الأهالي فحطموا أبواب المستشفى، وعمل محضر ضد مدير المستشفى ومحافظ الدقهلية ورئيس شركة الكهرباء، بعد اشتباكات بين أهالي المولود وبعض الأطباء، فيما تنقطع الكهرباء بالفعل في بعض مستشفيات المنصورة لمدة تتجاوز الساعة، وهو ما يخالف تصريحات وزير الكهرباء، في حين هناك بعض المناطق لا تنقطع عنها الكهرباء تمامًا لوجود أحد المسئولين بالمحافظة بها .
كما أن تفاقم الأزمة بالمنصورة نتج منه شعور لدى المواطنين بعدم الأمان على أنفسهم وصغارهم سواء بالخروج من المنزل أو وهم داخل منازلهم، كما ينتاب الكثيرين شعور بالقلق كلما تقترب المدارس، من استمرار انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المنتجات الدراسية وأجرة الأتوبيسات .
والمثير للغضب استمرار إضاءة أعمدة الإنارة على طريق "المنصورة – جمصة"، خاصة مدخل المركز، في عز الظهر، في الوقت الذي تعلل فيه الحكومة زيادة الأحمال وتبرر الانقطاع بأنه لتخفيف الأحمال.
سوهاج.. انقطاع التيار يفتك بالمستشفيات
أصبح انقطاع التيار الكهربائي كابوسًا، يؤرق أبناء سوهاج وصداعًا مزمنًا يعيشه السوهاجية، الذي يعاني الأمرّين ويعاني الأمرين جراء هذا الانقطاع، مع تكراره لفترات طويلة على مدى اليوم.
فالجميع يعتمد على التيار الكهربائي، وبشكل خاص المصالح الخدمية ومديريات التموين والصحة "المستشفيات "بشكل أساسي" في تشغيل الأجهزة الطبية التي تعالج المرضى، وهناك أقسام لا يمكن أن تعمل بدون الكهرباء مثل "العناية المركزة وقسم الأطفال المبتسرين والعمليات، وأقسام الغسيل الكلوي، والجراحة ويتسبب انقطاع التيار الكهربائي في تعرض حياة المرضى للخطر والوفاة، بالمستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة، خاصة مع وجود مولدات كهربائية معطلة وغير قادرة علي استيعاب طاقة المستشفي بالكامل.
يقول السيد رمضان، صاحب محل بقالة: إنه تعرض لخسائر فادحة لانقطاع الكهرباء المستمر، حيث تم إتلاف مواد غذائية ولحوم ودواجن بأكثر من 50 ألف جنيه، ما يمثل ضربة قوية، ويضيف إسماعيل أبو الوفا، موظف، أنه تعرض لخسائر فادحة؛ لانقطاع التيار الكهربائي وعودتها فجأة، حيث احترقت الأجهزة الكهربائية بالكامل.
ويقول أحمد علي، موظف: إن هناك حالات وفاة تعرض لها أطفال في قسم المبتسرين بمستشفيات سوهاج العام والتعليمي والمستشفى الجامعي؛ لانقطاع الكهرباء وعودته، ما حدث بالمستشفى الجامعي، حيث اشتعلت النيران في قسم الأطفال المبتسرين، وحدثت وفيات بسبب الحريق والأدخنة، كما تسبب الحريق الناتج عن "ماس كهربائي" في حريق هائل بمستشفى "اليوم الواحد" منذ أشهر قليلة، ونقل أجهزة المحافظة كلها المرضى إلى مستشفيات أخرى وتم إخلاؤها، ونتج منه إصابات ووفيات جراء هذا الحريق.
من جانبه أكد المهندس أبو العزايم، رئيس شركة توزيع الكهرباء بسوهاج، أن شركة توزيع الكهرباء غير مسئولة عن انقطاع الكهرباء؛ لأنه مسئولية شركة النقل، وقطاع التوزيع يقطع التيار في حالة وجود عطل، أما بخصوص تخفيف الأحمال فهي مسئولية شركة النقل.
وعن الخسائر المالية التي يتعرض لها المواطنون لانقطاع الكهرباء وعودته، خاصة وأن الفترة الماضية شهدت احتراق الكثير من الأجهزة الكهربائية بالمنازل، ما أدى إلى تقديم بعضهم شكاوى ورفضهم دفع فواتير الكهرباء، حيث أكد رئيس الشركة أن هناك جهة قانونية تبحث أي شكوى من أي مواطن تضرر من انقطاع الكهرباء باحتراق أجهزة الكهرباء بمنزله، وأنه في حال ثبوت خطأ أدى إلى احتراق الأجهزة، تكون الشركة مسئولة عنه، فتصرف تعويضًا ماليًّا للمتضرر، وعلى الرغم من أن هناك عشرات المنازل والشقق احترقت بالكامل بسبب "ماس كهربائي" ووجود أكثر من حالة وفاة بسببه، لا أحد يحاسب أو يعوض أحدًا عن الخسائر المادية أو البشرية للمضارين.
دمياط بلا كهرباء.. موت بطيء لمدينة العمل
فاقت أزمة انقطاع الكهرباء بدمياط الحد، فانقطاعه لا يقل في اليوم الواحد عن 4 مرات، بإجمالي من أربع ساعات إلى ست ساعات، ولأن لدمياط خصوصية في التصنيع، فمعظم العاملين فيها بمجال صناعة الموبيليا يعتمدون كليًّا على الكهرباء في تشغيل الميكنة في الورش والمصانع، فإن الانقطاع المستمر للتيار الكهربي لهذه الفترات أدى إلى خسائر كبيرة للكثير من أصحاب الورش والمصانع؛ لتعطل العمالة وتأخر تسليم الشغل .
عادل . ع . صاحب مصنع لتصنيع الموبيليا لدية 50 عاملًا يقول: في البداية كنا نظن أن انقطاع التيار سيكون ساعة على يوميًّا نتحملها ونحاول التعويض، ولكن تطور الأمر إلى 4 و6 ساعات في اليوم يعني تقريبًا أكثر من نصف وردية العمل بالنسبة للعامل، ما يسبب خسائر كبيرة؛ لأن مدة الانقطاع تعطل أكثر من 50 عاملًا لفترة لا تقل عن أربع ساعات، تحملنا كثيرًا من الأجر وتأخر في التسليم، وكنت مضطر اشترى مولد كهربائي ب50 ألف جنيه لتقليل خسائري، والمولّد خسارة في حد ذاته، فثمنه غال بالنسبة لي .
وتقول فاطمة غالي، استشاري نساء إحدى طبيبات النساء بقرية العنانية بمركز دمياط: إنها أجرت عملية ولادة لإحدى السيدات على ضوء الشموع وكشافات الموبيلات؛ لأن الكهرباء انقطعت وهي بغرفة العمليات ولم يجد العامل وقودًا لتشغيل المولد فأكملت عملية الولادة على الشموع .
أيضًا أصحاب ورش تصنيع سفن الصيد بعزبة البرج يعتمدون كليًّا على الكهرباء في تشغيل عدد التصنيع ويقول أحمد .ر.ع. صاحب ورشة: أنا عندي 11 عاملًا غير الشباب اللي بيتعلم، والحقيقة قطع الكهرباء ضرنا كثيرًا جدًّا؛ لأن العمال تجلس بالساعات دون عمل، وكثرًا ما يعودون إلى منازلهم، وتضيع عليهم أجرة يومهم، غير الخسارة على صاحب الورشة لتأخره في إنجاز عمله .
جدير بالذكر أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بدمياط آخذة في الزيادة، ففي الأيام الأخيرة لا تقل مرات الانقطاع عن أربع مرات وكل مرة ساعة ونصف وهناك ليال تستحق أن يطلق عليها ليالي الظلام في دمياط، حيث يستمر انقطاع التيار الكهربائي من أول الليل وحتى الثالثة صباحًا .
مسئول بشركة كهرباء دمياط فضل عدم ذكر اسمه، أرجع هذا الانقطاع إلى نقص الوقود لتشغيل محطات التوليد وبالتالي تزداد فترات تخفيف الأحمال، ويؤكد أن تخفيف الأحمال بدمياط يتم التحكم فيه مركزيًّا من المنصورة وليس للشركة بدمياط علاقة به .
وهناك أيضًا حركات تدعو المواطنين لعدم دفع الفواتير وتهدد محصلي شركة الكهرباء بعدم طلب فواتير إلَّا بعد انتظام التيار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.