تُجرّبكَ العواصفُ والحَرونُ من الجبالِ. فاحمِلْ من العثراتِ ذكراها ولا تحمل صداها فوق ظهركَ ما استطعتَ ولو تَكَسَّرَتِ النّصَالُ على النّصَالِ. هفواتُنا تمضي ويبقى أن نُعمِّرَ كاملَ الغَدِ بالأماني والجمالِ. ** وتأمَّلِ الأرضَ الدؤوبَ تكرّرُ الهفواتِ من دهرٍ وما زالتْ تدورُ. تَتَكَرَّرُ الواحاتُ فيها والسرابُ. تتكررُ الغاباتُ والحطّابُ. يتكررُ الصيّادُ والعصفورُ. تتكررُ الأصفادُ والمقهورُ. ولأنها أبداً تدورُ.. يتكررُ الأطفالُ فيها.... والقبورُ. ستدورُ هذي الأرضُ ما دمنا نغنّي كلّما انكسرتْ جرارُ الغيمِ وانتبهت جذورُ. ** ستدورُ ما لم يفرغِ الغاوونَ من وصف المليحةِ في الخمارِ الأسودِ. وتدورُ ما لم يَنْجَلِ السرُّ العصيُّ لناسكٍ متعبّدِ. ستدورُ... من دهرٍ تدورُ ولم تقف يوماً لتَعْتَبَ من ملاوعة النسائمِ لليدِ. ستدورُ ما دامت خطانا مخلصاتٍ للرؤى مهما تروحُ وتغتدي. ** أخطاؤنا ... برهانُ أنّا سوف نُلدغ من رؤانا مرتينِ ... ومرتينِ.. بلا عتابٍ جارحٍ يقسو على القلبِ الجسورِ. أخطاؤنا خطواتُنا الأولى إلى السِرّيّ في البشريّ والمكتوبِ ما بين السطورِ. لكأنَّها سردٌ حداثيٌ للُعبَتنا القديمةِ في الخروجِ على النصوصِ وكشفِ ما خلف الستورِ. أخطاؤنا أبناؤنا العاصونَ، رَميتُنا على الواحاتِ حين تصيبُ ساقَ الرملِ نحفظُها ونحفظُهم كَسِرٍّ في الصدورِ. ** ستدورُ هذي الأرضُ حتى يسكَرَ الجرسُ المخبَّأُ في الضلوعِ من الرنينِ نكايةً بتواطؤِ العمرِ القصيرِ مع الغيابِ. وستخطئُ الخطواتُ وجهَتَها فلا معنى لماءٍ بعد صحراءٍ إذا كفَّ السرابُ عن السرابِ. ستدورُ... والأبعادُ تَكْسِرُ سورَها فلربّما أخطاؤنا احتُسِبَتْ بدائرة الصوابِ!!