* قراصنة إنترنت هاجموا المواقع الحقوقية والإعلامية المستقلة يوم الانتخابات لمنعها من رصد الانتهاكات * اعتقال 170 من المحتجين على الانتخابات وجماعة مؤيدة للكريملين تعلن حشد 15 ألف ناشط لمواجهة “التشكيك” في النتيجة موسكو- وكالات: تصدر حزب روسيا الموحدة برئاسة فلاديمير بوتين نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد على رغم تراجع واضح في شعبيته حاصدا نحو 50% من الأصوات بعد إنتهاء العملية الانتخابية التي شابتها اتهامات بالتزوير وتخللها اعتقال معارضين. وبعد فرز الاصوات في 90.17% من مكاتب الاقتراع، حصد روسيا الموحدة 49,93 في المئة من الأصوات وفق ما أعلنت اللجنة الانتخابية المركزية، ومن المتوقع أن يتمكن من الحفاظ على الأغلبية المطلقة من المقاعد بفضل نظام معقد لتوزيع الأصوات مرتبط بنظام اقتراع نسبي. إلا أن النتيجة التي حققها الحزب تظهر تراجعا بحوالى 15 نقطة مقارنة مع انتخابات عام 2007 التشريعية (64,7%). وحصل حينها على 315 من مقاعد مجلس الدوما ال450 أي ما يفوق نسبة الثلثين المطلوبة لتعديل الدستور. وقال الرئيس ديمتري مدفيديف عبر التلفزيون أن هذه الانتخابات تظهر “الممارسة الديمقراطية”. وأضاف “قالوا إن الحزب يتمتع بالغالبية الدستورية وسيسعى إلى الحفاظ على موقعه المهيمن عبر ممارسة التلاعب. الحزب أثبت أن لديه الحق المعنوي في مواصلة النهج الذي اخترناه”. وتابع “تلك هي التعددية، تلك هي الديمقراطية”. بدوره، قال رئيس الوزراء فلاديمير بوتين “انها نتيجة تعكس الوضع الحقيقي في البلاد. بالاستناد إلى هذه النتيجة، يمكننا أن نؤمن تنمية مستقرة للبلاد”. وشكلت هذه الانتخابات اختبارا لبوتين الذي تولى الرئاسة بين العامين 2000 و2008 ويستعد للعودة إلى الكرملين في انتخابات مارس 2012 الرئاسية. وحصل الحزب الشيوعي أكبر أحزاب المعارضة في الدوما (مجلس النواب) على 19,13% من الاصوات فيما حاز حزب روسيا العادلة (يسار وسط) 13,07% والحزب الليبرالي الديموقراطي (قومي) 11,65%. ولم يتجاوز حزب يابلوكو الليبرالي عتبة 7% المطلوبة ليكون له ممثلون في مجلس النواب، وفق النتائج. وأشاد أحد قادة روسيا الموحدة بوريس جريسلوف ب”الانتصار”، معتبرا أن حزبه سيحتفظ ب”الغالبية في الدوما”. وكان الحزب يتمتع بغالبية ثلثي المقاعد ال450 في مجلس النواب المنتهية ولايته. لكن الاستطلاعات كانت أظهرت في الأشهر الأخيرة تراجع شعبية الحزب الحاكم بزعامة بوتين والذي ترأس مدفيديف قائمته الانتخابية. وقال رئيس اللجنة الانتخابية المركزية فلاديمير تشوروف “بحسب معلوماتي، لم تحصل تجاوزات”، معلنا أن نسبة المشاركة كانت “ستين في المائة على الأقل”. من جهته، تحدث الحزب الشيوعي المعارض عن عمليات تزوير “كبيرة”. وقال ايفان ملنيكوف أحد قادة اللجنة المركزية للحزب في بيان “تلقينا آلاف الشكاوى من المناطق تؤكد الحجم الكبير لعمليات التزوير”. وانضم الحزب الشيوعي أيضا إلى الاتهامات التي ساقتها المعارضة الليبرالية والمدافعون عن حقوق الإنسان ووسائل الإعلام المستقلة والمنظمات غير الحكومية التي تحدثت عن حملة ضغوط بدأت قبل الانتخابات. وقالت مواقع عدة لوسائل إعلام مستقلة ومنظمات غير حكومية إنها تعرضت الأحد لهجمات إلكترونية منهجية لمنعها من نشر معلومات عن عمليات تزوير. وحصل هذا الأمر خصوصا مع مواقع إذاعة صدى موسكو وصحيفة كومرسانت ومجلة نيو تايمز ومنظمة جولوس غير الحكومية. وفي سان بطرسبورج قال الناخب ألكسي (23 عاما) إنه صوت عشر مرات لروسيا الموحدة مقابل ألفي روبل (نحو خمسين يورو) بفضل نظام يتيح للناخب الإدلاء بصوته خارج مكتب الاقتراع عبر الحصول على بطاقة انتخابية سلفا. وأوضح “سلموني 30 بطاقة تحمل اسمي. أتيح لي الوقت لأجول على عشرة مكاتب. روسيا الموحدة كان سيزور النتائج في أي حال وأحتاج إلى المال قبل عيد الميلاد”. وأكدت زويا سفيتوفا الصحفية والمراقبة المستقلة أن ما بين عشرين ألفا وثلاثين ألف شاب ينتمون إلى حركة ناشي الشبابية الموالية للكرملين قاموا بالممارسة نفسها في موسكو. وقالت: “لقد اتجهوا من مكتب إلى آخر حاملين هذه البطاقات وصوتوا لروسيا الموحدة. من الصعوبة بمكان ضبطهم بالجرم المشهود”. واعتبر المحلل السياسي ديمتري أورشكين “أنها الانتخابات الأسوأ في تاريخ روسيا”. واعتقل 170 معارضا على الأقل خلال تظاهرات في موسكو وسان بطرسبورج، حيث تم تنظيم تجمعات رغم حظر السلطات. وأعلنت حركة ناشي الشبابية الموالية للكرملين أنها ستجمع من الأحد الى الثلاثاء حتى 15 ألف ناشط ل”التصدي” لأي تحرك يهدف إلى التشكيك في نتائج الانتخابات.