تقول صحيفة "الوطن" الجزائرية الصادرة بالفرنسية إن مصر والجزائر يستعدان جديًا لمواجهة أي احتمال لظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في ليبيا. ووفقًا لمصادر أمنية، تم تشكيل لجنة أمنية مكونة من ضباط المخابرات بكلا الدولتين، وتستعد اللجنة حاليًا لعقد اجتماعًا تعاونيًا قريبًا وذلك للتعامل مع أي تهديد أمني وتهدئة الوضع في ليبيا التي يخشى أن تندلع فيها حربًا أهلية. وقد انتقل ضباط جزائريين إلى مصر بناءً على أوامر من الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" لوضع خارطة طريق للتعاون الإستراتيجي الأمني بشأن المسألة الليبية. ومن المقرر أن يتم إقرار خارطة الطريق قريبًا في القاهرة من خلال كبار المسئولين العسكريين الجزائريين والمصريين. وتشير الصحيفة، نقلا عن مصدرها، إلى أن الضباط الذين جاءوا في مهمة إلى القاهرة من المعروف أنهم خبراء في التكفيريين المغاربة النشطين حاليًا في سورياوالعراق، وهناك غيرهم من الخبراء مكلفين بمراقبة الجماعات المسلحة التي تقوم بتهريب الأسلحة في ليبيا. وهناك بعض الضباط الآخرون خبراء في المسألة الليبية مكلفون بوضع استراتيجية أمنية مصرية جزائرية طويلة الأجل لإحباط نشاط الجماعات التكفيرية الليبية وإجهاض خطة إقامة الخلافة في هذه الدولة مما قد يسبب حربًا أهلية. ويشير المصدر نفسه إلى أن هناك ضغوطًا دولية تمارس على الجزائروالقاهرة للتدخل عسكريًا في ليبيا. وتوضح الصحيفة أن التقارير الأمنية، التي تظل سرية حتى يومنا هذا، تؤكد ضرورة وأهمية تدخل الجيش الجزائري في ليبيا، كما ترى أن التدخل الجزائري ليس إلا مسألة وقت، فالجزائر موجودة بالفعل في ليبيا من خلال أجهزتها المخابراتية والأمنية التي تتتبع أمراء تنظيم القاعدة في ليبيا. وهذا الوضع الأمني، الذي يتدهور يومًا بعد يوم على الحدود الشرقية والغربية، كلّف الجزائر ملياري دولار منذ عام 2011.