صاحب مخبز: ارتفاع الأسعار نتيجة لزيادة سعر الغاز المستخدم في الأفران عامل بمخبز: كعك العيد عادة مصرية لا يكف الناس عنها مهما زادات الأسعار ربة منزل: فرحة العيد في عمل الكعك بالبيت.. وانقطاع الكهرباء يؤرقنا «بعد العيد ما يتفتلش كحك».. مثل شعبي قديم، يعبر عن حال البيوت المصرية هذه الأيام مع استقبال عيد الفطر المبارك، حيث تحرص كل الأسر المصرية على شراء "كحك العيد" أو صنعه في المنزل مهما كانت الظروف الاقتصادية التي تمر بها الأسرة. يعتبر "كحك العيد" من التراث المصري القديم، الذي لا يمكن الاستغناء عنه في العيد، فهو رمز للتعيبر عن السعادة والبهجة التي تسيطر على الصغار والكبار بقدوم العيد. ففي العشر الأواخر من شهر رمضان، لا تخلو الشوارع من مناظر الكحك في المحلات، أو لمة الأسرة لصنعه في المنزل، ويبقى مشهد "صواني الكحك" وهي منتشرة في الشوارع أمرًا حتميًا يدخل الفرحة والسرور للناس. "كعك العيد".. ظاهرة أو عادة توارثت منذ عصر الفراعنة، منذ العصر الفرعونى مرورا بالأخشيديين والمماليك حتى الفاطميين والأيوبيين، إلى أن وصل إلى عصرنا هذا، وجدران معابد أجدادنا الفراعنة شاهدة على تواجده كعادة مصرية أصيلة، حيث كان يقدمه الفراعنة كقرابيين وهدايا للآلهة، وظل الكعك رمزا دينيا والأساطير القديمة؛ لأنهم كانوا يربطون الكعك بالفلك، على حسب استدارته. وانتشر الكعك في العصر الأخشيدي سنة 924م، مرورًا بالعصر الفاطمي، حتى العصر الأيوبي، أما المماليك، فقد بالغوا الاهتمام بالكعك، حيث اعتبره من أوجة البر والصدقات على الفقراء. تجولت "البديل" في عدد من الشوارع المصرية؛ لترصد فرحه الناس بالعيد وسط محلات الحلوى التى تشهد إقبالا متوسط.. قال أيمن محمد، أحد العاملين في محلات الكعك بمنطقة "فيصل"، إن حكك العيد عادة مصرية لا يكف عنها أحد، مشيرًا إلى أن الإقبال في كل الأعوام متساو مهما تفاوتت الحاله الاقتصادية، ولكن الإقبال في يوم وقفة عيد الفطر يكون كبير للغاية؛ نظرا لفرحة الأسر بقدوم العيد. وأضاف "محمد" أن سعر الحكك السادة "44″ جنيهًا والمكسرات "54″، في حين أن سعر البسكوت يترواح بين "30 حتى 40″ جنيها، اما سعر "البيتي فور" و"الغريبة" فيتراوح بين "35 حتى 45″ جنيهًا، موضحا أن زيادة الأسعار هذا العام ليس كبيرة عن العام الماضي، وأنها لاتعدوا جنيهين أو ثلاثة فقط. وبسؤاله عما إذا كانت منافذ القوات المسلحة التي تبيع الكحك بأسعار أقل تنافسه في عمله أم لا، فأجاب "هما بينافسونا في شغلنا، بس برضو فيه ناس كتير مبتثقش في الحاجات دي، وخاصًة مبتبقاش عارفة هي معمولة من ايه؟، بس المحلات مضمونة ومعروفة، وبعدين المحلات قدامهم طول السنين، أما منافذ الجيش خلاص كلها يومين وهتقفل". كما أكد ممدوح عبد الله، صاحب مخبز في الهرم، أن الإقبال هذا العام متوسط رغم ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن زيادة سعر الكعك هذا العام نتيجة لرفع سعر الغاز والسولار، وليس للمواد التي تصنع منها الحكك مثل الدقيق والخميرة وغيره. وأوضح أن سعر الحكك لديه يترواح بين 40 جنيها حتى 60 حسب نوع "السمن" المستخدم به، أما "البيتي فور" فسعره "35 جنيهًا" وهكذا البسكوت. وعلى الجانب الآخر، قالت مديحة أحمد، موظفة، إن أسعار الحكك هذا العام جيدة، موضحة أن المخابز تنافس بعضها في تقديم المنتج الأفضل وهذا يجعل المواطن في حيرة شراء الحكك من أي محل. وتابعت "المصريون يتفننون في الحكك سواء بصنعه في المنازل أو شرائه من المحلات، حتي يفرح الأطفال في عيدهم". وأكدت آمال محمد، ربه منزل، أنها تصنع الكعك في المنزل؛ لكي تفرح أولادها بعمله، مشيرة إلى أن كعك المنزل يكون "بالسمن البلدي" ويكون أكثر ضمانا عن الحكك المباع في المحلات. واختتمت أن اسعار الدقيق والسمن والأدوات التى تستخدمها لم تختلف كثيرًا عن العام الماضي، لكن ما يؤرقها هو قطع الكهرباء في المنزل أثناء عمل الحكك.