أثارت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة عن فلسطين جدلًا واسعًا بين عدد كبير من المختصين في الشأن الإسرائيلي، حيث ترك الأصول ومضى مع الفروع، بانحيازه إلى الرواية (الإسرائيلية) بأن خطف الإسرائيليين الثلاثة السبب في الحرب!! متجاهلًا أن اغتصاب الأرض والعدوان المتكرر والاغتيال والاستيطان والأسرى والحصار هي أصل المشكلة. حيث تحدث باقتضاب عن الجهود التي بذلتها مصر منذ بداية الأزمة، ولم يذكر كلمة "المقاومة" مطلقًا، مؤكدًا في الوقت ذاته أن مصر بذلت جهودًا دبلوماسية؛ لوقف أي إجراءات تصعيدية من الطرفين، منذ واقعة اختطاف المستوطنين الإسرائيلين الثلاثة، الذين قتلوا قبل بداية العدوان، مشككًا في جدوى فكرة المقاومة، مدعيًا أنها لم تؤت أي ثمار على امتداد 30 عامًا، مخالفًا بذلك كل الثوابت الوطنية والسوابق التاريخية والمواثيق الدولية التي تنص على الحق في مقاومة الاحتلال. وعن ذلك قال دكتور مختار الحفناوي أستاذ الإسرائيليات في جامعة القاهرة: إن النظام السياسي القائم في مصر لا يمكن أن يغيّر من أساسيات السياسية المصرية تجاه القضية الفلسطينية، خاصة أن القوى السياسية لن تسمح له بذلك؛ لأنها تدرك جيدًا معنى كلمه مقاومة ودورها الفعال في محاربة الكيان الصهيوني، منتقدًا السيسي في تبرير الهجمات البربرية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينين بحجة خطف الجنود مشيرًا إلى تناسيه اغتصاب الكيان الصهيوني حق الشعوب العربية بأكملها، بالاعتداء على القدس واحتلال غزة ومناطق عدة بفلسطين. فيما أوضح دكتور هاني محمد الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن السيسي رجل دولة حكيم وكان من المفترض حين يتحدث عن فلسطين والمقاومة استخدام تعبيرات أفضل، مشيرًا إلى أن معاهدة كامب ديفيد والاتفاقيات بين مصر وإسرائيل لن تكمم الأفواه، وتابع: دول العالم تنظر إلى العبارات القليلة التي قالها السيسي على أنها معبرة عن الإرادة السياسية لمصر، وهذا خطأ لابد من توضيحة من قِبَل الحركات الثورية والأحزاب التي تدعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن السيسي يتحدث عن القضية الفلسطنية كما لو كانت الأرض العربية ملكًا لهم وفلسطين هي الكيان المغتصب. على الجانب الآخر قال دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن السيسي أراد التأكيد عن عدم تخلي الدولة المصرية عن القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه عبّر عن استيائه من تدخلات قطر وتركيا في الأزمة والمزايدة على الموقف المصري، مضيفًا أن السيسي أراد الإعراب عن الانزعاج من محاولات ثني مصر عن موقفها التاريخي في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، بحكم دور مصر الإقليمي في المنطقة، بخلاف العوامل الجغرافية من وجود حدود مشتركة بين مصر وفلسطين.