بعد أن حسم الرئيس عبد الفتاح السيسى قراره بالاعتذار عن حضور القمة الأمريكية الإفريقية بعد تلقيه دعوة من البيت الأبيض بالحضور الأسبوع الماضى، وتكليف محلب بالحضور عنه، تباينت ردود الأفعال، حيث أيد البعض القرار ووصفه بالصائب بعد تأخرت دعوة الولاياتالمتحدة التى وجهت لمصر، في حين رأى البعض الآخر أنه كان على السيسي الحضور بنفسه؛ لإثبات دور مصر الإقليمي. في الوقت ذاته ينتظر العالم انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية الشهر القادم؛ وذلك لمشاركة عدد كبير من الدول الرائدة في الشرق الأوسط وفي الغرب، وعلى رأسها مصر، وذلك عقب عودة عضويتها للاتحاد الإفريقي، وأمريكا التى ستكون منظمة لتلك القمة. ويعقب الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام السياسي، على مشاركة مصر في القمة الأمريكية الإفريقية قائلا:"أمر ضروري، ولا بد أن يحدث، خاصة أن مصر لها دور إقليمي واضح على الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن عدم مشاركة السيسي ليس له مردود سوى عدم الاهتمام بما تفعله أمريكا بعد أن ثبت دعمها للإرهاب". وأكد "اللاوندي" أن أمريكا تخشى تنفيذ مصر للمطالب الإفريقية بشكل جيد، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية أصبحت حساسة مؤخرًا، لأن السلطات المصرية تنامى لديها الشعور بأن أمريكا تقف وراء جميع الشرور فى المنطقة. وأوضح خبير العلاقات الدولية، أن أمريكا سعت لاحتضان القمة، لكي تفرض المطالب التى تخدم مصالحها فى القارة السمراء، مطالبًا الجانب المصري بالحذر من تلك المطالب. أما دكتور أيمن عبد الوهاب الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فيؤكد، أن القمة الأمريكية الإفريقية، ستناقش الإرهاب وأزمة مصر وسد النهضة، وذلك في حضور باراك أوباما رئيس أمريكا الذي ينحاز بشكل واضح للجانب الإثيوبي. فيما أشار دكتور محمود سلمان أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن عودة مصر للدول الإفريقية أجبر أوباما على إرسال دعوة للسيسي، مشيرًا إلى أن أمريكا تسير وفق مصالحها الخاصة وهم الآن ليسوا على عداء مع السيسي، مشيرًا إلى أن موقف السيسي حاسم يدل على أن العلاقات بين مصر وأمريكا ستظل متوترة. وتابع"سلمان":من المنتظر أن تتحسن العلاقات المصرية الأمريكية خلال تلك القمة الشهر المقبل، وعلى أساسه سيكون هناك تطور واضح في علاقات مصر مع بقية الدول وعلى رأسها إثيوبيا، موضحا أن القمة الأمريكية الإفريقية ستناقش القضايا الإقليمية على كافة المستويات".