بدأت الحكومة المصرية الإعداد للاجتماع الثلاثي لدول النيل الشرقي «مصر، والسودان، وإثيوبيا» بالعاصمة السودانية الخرطوم، والمقرر انعقاده في النصف الثاني من شهر أغسطس المقبل؛ بعد إعادة وزارة الري لمائدة المفاوضات، التى أسندت إلى وزارة الخارجية فيما قبل. وقال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، إن دور وزارة الري مازال ذو أهمية في إدارة ملف سد النهضة، خاصة بعد البيان المصري الإثيوبي المشترك الذي أقر العودة إلى اللجنة الثلاثية لتقييم السد فنيا، لافتا إلى تعنت إثيوبيا مسبقا فى عدم الاستعانة بأى خبرات دولية فى أعمال هذه اللجنة. وتساءل "علام": ماذا تفيد الدراسات إذا انتهى بناء السد وأصبحنا أمام أمر واقع، وبماذا تفيد الدراسات الإنشائية المطلوبة للسد وقد قاربت أساسات السد على الانتهاء، وهل من المنطق أن ندرس السلامة الإنشائية للسد بأبعاده الحالية بينما الدراسات الخاصة بآثار السد السلبية على مصر لم تستكمل ولم يتم الاتفاق حتى حول سعة السد التخزينية؟. وأشار "علام" ل"البديل" اليوم، إلى بعض التوصيات التي يجب اتخاذها في الحسبان أثناء المفاوضات والمتمثلة في ضرورة الاتفاق مع اللجنة الثلاثية على أولويات الدراسات المطلوبة وإعطاء الأولوية القصوى لدراسة الآثار السلبية للسد على حصة مصر المائية وتوليد الكهرباء من السد العالى وخزان أسوان؛ من خلال الاستعانة بالخبرات الدولية فى هذا المجال. ولفت إلى أنه يجب أن تشمل الدراسات المائية بدائل لارتفاعات أقل "سعات تخزينية أقل" للسد لتقليل الأضرار على مصر، وتحديد جدول زمنى للدراسات لا يزيد على ستة أشهر، مع رفع تقرير شهرى إلى القيادة السياسية للدولتين لمناقشته فى اللجنة العليا واتخاذ أى قرارات ضرورية لتوجيه وتطوير أعمال اللجنة. ومن جانبه، أكد الدكتور هيثم ممدوح، أستاذ مساعد بهندسة الري والهيدروليكا بهندسة الإسكندرية، أن الدور الفني لملف سد النهضة لم ينته وما زال مستمرا، مضيفا: "لابد من مشاركة وزير الري في المباحثات والاجتماعات الخاصة به"، لافتا إلى أن هناك نقاط فنية لم يتفق عليه كالأسلوب المتبع في ملئ السد وقواعد تشغيله، واسلوب تبادل الطاقة وشرائها، بجانب تحديد الموقف النهائي من السدود الإثيوبية ككل. وأوضح أستاذ هندسة الري أن القيادات السياسية تعي تماما آثار السد على مصر سواء الإيجابية أو السلبية، لافتا إلى أن اختيار إثيوبيا الخرطوم مقرا لإجراء الاجتماع الثلاثي كنوع من الحيادية لعقد الاجتماع.