عبرت عديد من شعوب العالم عن غضبها من الجرائم التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني ضد فلسطين وشعبها، وطرحت عدة جهات مبادرات تسعى إلى احتواء الأزمة. دولة واحدة قريبة جغرافيا من الأحداث، لم تبد أية ردود فعل تجاه القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وهي تركيا. يقول كريم عبد الراضي – الناشط الحقوقي، إن تركيا لها مصالح اقتصادية وعسكرية كبيرة مع مجموعة الدول الغربية الداعمة تاريخيا للكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، كما أنها عضو بحلف الناتو، ولديها توازنات ومصالح اقتصادية مع العدو الصهيوني، خاصة في مجالات السياحة والتجارة. وأضاف «عبد الراضي» أن تركيا تسعي للاضطلاع بدور قيادي في المنطقة، لذلك تحاول أن تظهر أمام الشعوب مهتمة بقضايا منطقة الشرق الأوسط ومنحازة لشعوبها، بالإضافة إلى أن الحزب الحاكم في تركيا الآن تربطه علاقة قوية بتيارات الإسلام السياسي ويحاول أن يوازن بين مصالحه المتشابكة عن طريق خطاب يوجهه عبر وسائل الإعلام يظهر خلاله في صورة الداعم للقضية الفلسطنية ولحقوق الشعب الفلسطيني ليكسب جماهيرية لدي الشعب العربي. وتابع: في الوقت نفسه، نجد أن الحزب لا يتخذ أية إجراءات حقيقية تدعم خطابه, لأنه في النهاية حريص علي علاقته بالكيان الصهيوني والدول الداعمة له؛ وهناك كثير من الإجراءات التي كان من الممكن أن تتخذها تركيا إذا أرادت دعم القضية الفلسطينية، عن طريق دعم المقاومة، وإرسال مساعدات، واتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد الكيان الصهيوني والحد من الشراكة الاقتصادية بينها وبين الكيان الصهيوني، مشيرا إلى أن عدم اتخاذ أي من تلك الإجراءات يوضح أن التصريحات التي يطلقها الأتراك عبر وسائل الإعلام للاستهلاك الإقليمي فقط، وتحاول من خلالها تركيا تدعيم شعبيتها في منطقة الشرق الأوسط. قال محمد عبد الله نصر – مؤسس حركة «أزهريون مع الدولة المدنية» إن تركيا لن تقوم بخطوات ملموسة لوقف العدوان على غزة، لأنها شريك فى هذا العدوان فهي أكبر حليف للكيان الصهيوني، مضيفا أن اتفاقيات التعاون المشترك بينها وبين الكيان الصهيوني كثيرة ومتشابكة، وعلاقتهما كزاوج لا طلاق فيه، وتعدى التعاون بينهما الشق الاقتصادى ووصل إلى الشق العسكرى وتقديم الدعم اللوجستى، وليس من مصلحة تركيا توقف عدوان الجيش الصهيوني، لأنه سيصب فى صالح تركيا لتستعيد دورها الإقليمى الذى تقلص بعد 30 يونيو. وأوضح أحمد عبد اللطيف – القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي، أنه رغم تصريحات الرئيس التركى عبد الله جول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وانتقادهم العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فإن الحكومة التركية اكتفت فقط بالتصريحات، دون اتخاذ أى إجراء ملموس، بل بالعكس حرصت على الحفاظ على الاتفاقيات السياسية وحركة التجارة بينها وبين العدو الصهيوني، الأمر الذي يؤكد اتخاذ الحكومة التركية قرارات تحافظ على مصلحتها فقط دون مصلحة أهل قطاع غزة.