امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بردود الأفعال المختلفة حول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وقال عدد من الناشطين أن مصر تسعى من خلال هذه المباحثات إلى رأب الصدع وعودة الاستقرار إلى المنطقة من خلال وقف إطلاق النار من الطرفين. وبرغم الإعلان عن وجود وساطات قوية لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، إلا أنَّ استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي للمناطق المختلفة في قطاع غزة ما زال مستمراً قبل الوصول بساعات للتهدئة المقرر بدء سريانها في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 15 يوليو 2014. وفي حديث لمراسل البديل في غزة إلى عدد من الناشطين الفلسطينيين قال الناشط فادي الشيخ يوسف: "من الجيد أن يكون هناك وقف للدماء التي امتلأت بها غزة، ولكنني أشعر أن بنود الاتفاق ما زالت ضبابية وغير واضحة، خصوصاً البند المتعلق بالعودة إلى اتفاق 2012″، وأضاف الشيخ يوسف " لم تُضف هذه البنود أيَّ جديد، ومن الواضح أنَّ المسعى الرئيس لهذا الاتفاق هو وقف إطلاق النار دون الرجوع إلى البنود المتعلقة بالاستقرار الأمني والاقتصادي لقطاع غزة، مما يعطي المساحة لإسرائيل للتنصل من أيِّ اتفاق حقيقي قد يعود على الفلسطينيين بالفائدة". أما عن سالم عيسى فاستهجن أن يكون هناك اتفاق لا يحمل في جعبته شيئاً جديداً يصبُّ في مصلحة الفلسطينيين قائلاً: "دماء الشهداء لا تنتظر العودة إلى الوراء، يجب أن يكون الاتفاق عادلاٍ ومنصفاً للشهداء الذين قضوا دون أيِّ جريمة". وتوقع البعض أن يكون إعلان وقف إطلاق النار من الجانب الاسرائيلي ورفض فصائل المقاومة للبنود المطروحة هو محاولة من الاحتلال للالتفاف على المقاومة وعودة العدوان على غزة بمبررات جديدة، حيث قال الناشط المجتمعي إياد بلعاوي: " هذا إن حدث يعني احتمال من اثنين، الأول هو أن تقبل المقاومة بهذا الاقتراح وتوقف إطلاق النار من طرفها، وبذلك يستمر الوضع كما هو عليه دون فائدةٍ تُذكر، الأسرى في السجون والمعابر مغلقة، والحصار مستمر، أما الثاني فهو أن ترفض المقاومة هذا الاقتراح الاسرائيلي وبالتالي يستعيد الكيان الصهيوني زمام المبادرة في هذا العدوان، ويجد أمامه مبرراً لتوسيع العدوان وبغطاء دولي هذه المرة لأننا سنصبح جناة من وجهة نظر العالم لا مجني عليهم، وذلك أننا استمررنا في القتال رغم وقف الجانب الآخر لإطلاق النار من طرفه، وهذا يعني مزيد من الدماء والوحشية والتي قد تصل الى الاجتياح البري الذي لا تريده اسرائيل ولا حماس ولا نحن، وسيستمر القتال حتى يرضخ أحد الطرفين لمطالب الآخر، وأنا أعتقد أنَّ اعلان أطلاق النار من طرف واحد هو هروب الى الامام من قبل اسرائيل. ومن الضفة الغربية، قالت ندى يحيى: "أكثر ما أتمناه هو رفع الحصار عن المظلومين في غزة حتى لا يستمر الموت في هذه المدينة أكثر من ذلك". وأضاف الصحفي سالم حمد: "نحن كفلسطينيين دفعنا ثمناً كبيراً نتيجة هذا العدوان، وبالتالي ليس من المنطق أن ينتهي العدوان بالعودة لما كنا عليه سابقاً, وكمواطن فلسطيني لن أقبل بانتهاء العدوان دون فتح معبر رفح ورفع الحصار بشكل كامل ودخول مواد البناء عبر معبر كرم أبو سالم ورفع الحصار البحري، إضافةً إلى الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار، وإلا فلن يكون هناك معنى لكل ما قدمناه، وإكرامنا للتضحيات الكبيرة يكون من خلال التوصل الى اتفاق مُشرِّف يلبي قناعتنا كفلسطينيين". يُذكر أنَّ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي قد صرّح بأن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لن تقبل بتهدئة ووقف المعركة دون رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وفتح المعابر، وتأكيد الحق الفلسطيني في الرد على أي عدوان إسرائيلي قادم.