قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال خطابه بمناسبة ذكري العاشر من رمضان: «أذكر الإعلاميين بدورهم فى الحرب التى نخوضها لبناء مصر رغم التحديات الأمنية، الإعلام له دور كبير فى الحرب التى نخوضها لبناء مصر ضد التحديات الأمنية والاقتصادية داخليًا وخارجيًا». وعلق الكاتب الصحفي والروائي خالد إسماعيل على ذلك قائلا: إنه من المعتاد فى تاريخنا القريب الذى بدأ مع تأميم الصحافة فى ستينيات القرن الماضى أن تعتمد الدولة على وسائل تشكيل الرأى العام ومنها الصحافة الورقية والإذاعة والتليفزيون والشيوخ والقساوسة والمدرسين فى إقناع الجماهير بسلامة خطواتها التى تتخذها وكان المتبع فى ذلك تضخيم الخطر الذى يتعرض له الوطن. وأضاف «إسماعيل» أنه كان هناك بالفعل خطر يتمثل فى الكيان الصهيوني الذي صنعه الغرب الاستعمارى لكن الوضع الراهن مختلف، فالإعلام الذى يتحدث عنه «السيسى» هو إعلام يملكه رجال الأعمال الذين نهبوا ثروات البلاد، وبالتالى هو يطالب الإعلام المملوك لرجال الأعمال بالقيام بدوره فى غسل عقول الفقراء وإدخالهم حالة الرعب من الخطر الخارجى المتمثل فى الإرهاب والكيان الصهيوني. وتابع: «التركيز على وضع المواطنين فى رعب من مصير دول عربية أخرى مثل ليبيا وسوريا يهدف إلى قبول القرارات الاقتصادية الظالمة للفقراء، والتى تأتى تمهيدا لنيل الرضا من جانب المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، رغم أن الإعلام الذى يطالبه الرئيس بالاشتراك فى الحرب يصور للناس أن قرارات رفع الأسعار هدفها عدم اللجوء للاقتراض من المؤسسات المالية الدولية. وأوضح أن «السيسي» يطالب الإعلام المملوك للأغنياء والمملوك للدولة، بالقيام بدوره فى تخديرالجماهير وخلق شعبية مؤيدة لقرارات رفع الأسعار وإلغاء الدعم الأخيرة التى ستؤدى بالضرورة إلى تفجير موجة ثورية عنيفة بل دموية فى غضون الشهور المقبلة. وأكد الكاتب الصحفي هشام فؤاد – عضو حركة الاشتراكيين الثوريين، أن خطاب «السيسي» أشبه بالخطاب الناصري «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وهو خطاب تبنته كل الأنظمة المستبدة لكي تمنع القوى الحية في المجتمع من الاحتجاج على سياسات مناهضة لمصالحها، وكذلك لقمع الرأي الآخر. وأشار إلى أن «السيسي» يتبنى نظرية الإعلام الموجه الذي يخدم السلطة ويروج لأفكارها، وهو ما انعكس وظهر في التغييرات الصحفية الأخيرة من تعيينات ومن زرع عناصر للمخابرات داخل وسائل الإعلام، موضحا أن للدعاية والإعلام حدود، ومهما كان الإعلام تابعا مغيرا للحقائق، فالواقع أكثر وضوحا وسيكشف زيف كلام السيسي، لافتا إلى أن «السيسي، بالإجراءات التقشفية الأخيرة، يخوض حربا بالفعل لكنها ليس ضد الصهاينة ولكن ضد الفقراء». وأوضح أبو المعاطي السندوبي – عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، أن خطاب الرئيس السيسي يدعو الإعلام والصحافة أن يكونوا معه لإقناع الشعب بأن القرارات التي تم اتخاذها في صالح الوطن، فهو يستخدم سلاح الإعلام مرة أخرى بعد أن استخدمه في الوصول إلى السلطة، مشيرا إلى أن الإعلاميين التابعين للسلطة سيفقدون مصداقيتهم لأن الحياة أصبحت أصعب اقتصاديا. وأكد «السندوبي» أن «السيسي» ينتقل إلى درجة أعلى من الاختلاف، وهي أن من يعترض عليه يعد غير وطني وأن أي تحركات أو تظاهرات ضد زيادة الأسعار تعد ضد الوطن، لأن مصر في حالة حرب خارجية وداخلية، مشيراً إلى أن السيسي ينطلق من عدم الاعتراض علي قراراته واستخدام الإعلام لإظهار أن قراراته مع الشعب وهذا سيفشل لأن المعركة الآن معركة خدمات وسلع وأجور وأسعار ملموسة لكل الشعب وليست معركة فكرية.