"أرض الفيروز" جزء غالي من أرض مصر، فهي درع من دروع مصر الذي يحميها من العدوان الخارجي منذ غزو الهكسوس لمصر حتى حرب أكتوبر المجيدة…مازالت صامدة بكل فخر وشموخ آبية تقاوم أعدائها بكل قوة وعزيمة طوال فترات الحروب ….والآن مع تحريرها من كافة القيود الخارجية لا تزل تقاوم الكثير والكثير، لم يقتصر الأمر على "العمليات الإرهابية " وأصوات الانفجارات و الترهيب والترويع، لكنها تعاني صراع غلاء الأسعار والأسواق، وما ترتب عليه من غموض لملاح الذكرى ال42 للاحتفال بانتصار العاشر من رمضان 1435ه ل" تحرير سيناء . الحديث عن سيناء دائمًا وأبدًا لن يكون حديثًا عادياً، فهي تمثل مصر، فقد أحبها الله ووهبها من جميع خيراته منحها " المناخ – التربة الجيدة – المعادن ".. وغيرها من الثروات، ولذلك لم تغفل العيون المصرية منذ سرقتها وانتزاعها في حرب يونيو 1967، لينتفض الجيش المصري العظيم ببسالة من أجل استرداد العزة الوطنية في حرب أكتوبر 1973، لتظل مناسبة الاحتفال العاشر من رمضان ذكرى سامية يحتفل بها شعب مصر الأصيل اعتزازاً بالقوات المسلحة، وتظل تذكارًا ووسم لأهالي محافظة سيناء . فقد اختلطت دماء الجنود الشرفاء برمال أرض الفيروز وسالت الدماء الذكية على أرضها لتعود سيناء إلى أحضان المصريين مرة أخري، وتكون ذكرى " تحرير سيناء " مناسبة غالية على نفوس كل أبناء هذا الوطن لتؤكد على عزمهم واستردادهم الحرية مرة أخري فكانت سيناء وستظل أرض لجميع المصريين، إذ شهدت أرض سيناء معارك عديدة، فهي تحكي قصة "شعب و جيش" اختلطت دماؤهم فلم يحاربوا عدوًا ظالمًا بل حاربوا المستحيل بعد هزيمة دمرت الأمل في نفوس المصريين . و استردت سيناء كرامتها وعادت الأرض بسلام لأهلها، فتظل أرض سيناء صامدة تقاوم كل ما تواجه أرضها منذ حرب الهكسوس لحرب أكتوبر المجيد " انتصار العاشر من رمضان "، لتواجه عدوها في الوقت الحالي من المعارك والمواجهات بين المسلحين وقوات الأمن التي يعاني بسببها الأهالي، بالإضافة غلق الكثير من المناطق بالمحافظة ومنها المنطقة الممتدة من العريش شرقًا حتى الحدود الدولية مع قطاع غزة والأراضي الفلسطينية مع مغيب شمس كل يوم، مع فرض حالة حظر التجوال بها ليلاً ، ولذلك لم يشعر أهالي سيناء بطعم رمضان أو يعيشون مظاهره السنوية، وذكري انتصار العاشر من رمضان وإن كان متواجدًا فهو متواجد فقط بمعناه الروحي . وفي الوقت الذي يحتفل به كل أهالي مصر بذكرى انتصار العاشر من رمضان، ويتسامرون ليلًا في أجواء الطليقة، يلتزم أهالي سيناء بمنازلهم كل ليلة ولا يخرجوا منها تحت أي ظرف من الظروف لفرض حالة الحظر بسبب الوضع الأمني، وما تشنه قوات الأمن من حملات و دوريات تمشيط ومنع سير السيارات والأفراد ليلاً، بالإضافة إلى مراقبة كل الطرق والمحاور الرئيسية من خلال أكمنة أمنية ثابتة تنتشر في ارتكازات تراقب المنطقة، فضلاً عن تحركات لحملات أمنية وتواجد لطائرات استطلاع ليلاً في بعض الأحيان بهدف القضاء على البؤر الإرهابية وضبط العناصر التكفيرية التي تشن العمليات الإرهابية من استهداف عناصر الجيش والشرطة . وفي ذات الوقت تشهد سيناء معركة حقيقية لارتفاع أسعار الوقود والسلع في الأسواق بشكل فائق، وما نتج عنه من معاناة للفقراء والمستضعفين من أهالي سيناء الباسلة، وهكذا ذكري انتصار العاشر من رمضان تأتي في ذلك العام على أهالي سيناء بالشكاوى، فقد أشتكي أهالي سيناء من ارتفاع الأسعار وخاصة وأن شهر رمضان يزيد فيه استهلاك الأسر، وانتاب المواطنون حالة توتر من ارتفاع أسعار الخضروات واللحوم الغير مبرر في شهر رمضان المبارك، مع اضطرار المواطنين لشراء السلع رغم ارتفاع أسعارها فارتفاع أسعار السلع المترتبة عن ارتفاع أسعار الوقود بغير مبرر تزيد من عبء وأحمال أهالي سيناء، ولذا قاومت أرض الفيروز مواجهات الحرب والعراك طالبة للحرية، ومازالت تواجه وتقاوم أزمات ومعاناة أهالي سيناء من الضغوط الاقتصادية بالمحافظة .