تستكمل «البديل» جولتها في مخيمات مركز شباب الهايكستب تستمع إلى ألام أهالي منطقة النهضة في الحلقة الثانية.. «ملناش غير ربنا.. وجرنالكم الوحيد اللي سأل فينا» سيدة عجوز تنام علي سرير بين الطرقات، عد الاقتراب منها اعتقدت أننا نتبع الحي أو المحافظة وجئنا لنقل الأهالي إلي الوحدات السكنية، إلى أن أصابتها خيبة الأمل عندما علمت بأن الأمر ليس كذلك، تقول الحاجة سيدة سلامة – 74 عاما – «أنا مريضة وكان نفسي اقضي أيامي الأخيرة في أوضة بسقف تسترني، لكن في الأخر يرمونا في الشارع وأنام علي سرير من غير حتى خيمة». تضيف «إحنا ملناش غير ربنا دلوقتي وجرنالكم هو الوحيد سأل فينا، مشفناش مسئول بعد ما طردونا من شققنا وضحكوا علينا بثلاث أيام مقابل نقلنا في وحدات جديدة، حتى الجماعة بتوع حقوق الإنسان الأمن طردهم من على الباب». «بيعاملونا زي اللاجئين ورامينا في مخيمات» بغضب شديد قاطعتها ابنتها - أم أيمن - قائلة «إحنا مجرد صراصير نداس بالرجلين من الكبار، إحنا بنتعامل زي اللاجئين ومرميين في مخيمات بلا مياه أو كهرباء وحتى الأمن اختفي بعد أول يومين، وهو اكبر دليل علي سوء نية المحافظة بعد أن خصصت للأهالي قوة شرطة تحرسهم في المساء». أضافت «أم أيمن»: «انتخبنا السيسي عشان كلامه الحلو بأنه لن يرضى بحال الغلابة وأن المواطن لازم يكون مصانة كرامته، وأريد أن أوجه له سؤالا أين هي كرامتنا يا سيادة الريس، بعد أن ألقى بنا المحافظ في الخيام وطردنا من شققنا دون مقابل». «موظفي الحي متواطئين مع السماسرة» تقول أمل صلاح، عاملة نظافة بالمطار، «إحنا لو بلطجية كنا قتلنا ضابط مثلما فعل بدو النهضة، القاطنين بجوار مبني الإنتاج الحربي، وبالرغم من ذلك قامت الدولة بتمليكهم الأراضي الموجودين عليها وخصصت 200 م لكل أسرة، فضلا عن البلوكات التي يتملكها في الأصل هؤلاء البدو الذين يتاجرون في الأسلحة، ولكن نحن صدقنا وعد المحافظ قبل أن نكتشف كذبة». تضيف «رأينا السماسرة يتواطؤون مع الموظفين بالحي في بيع الشقق التي تم طردنا منها، والحصول علي الشقة بأسعار زهيدة وضعيفة فبدل من أن يكون سعر الشقة 40 ألف فالسمسار يشتريها ب 10 أو 15 ألف جنيه ». ويتابع أحمد صبري، أحد الأهالي، «مطالبنا مشروعة وواضحة وهي الحصول علي سكن امن لنا ولأولادنا، وهذا ما اقره الدستور الجديد من حق السكن وتطوير المناطق العشوائية، والحفاظ علي أرواح سكانها وتوفير لهم كافة الخدمات والمرافق». «الحكومة لا تتذكرنا إلا في الاستفتاءات والانتخابات» تقول فاطمة محمد، ربة منزل، إن الحكومة لا تتذكرنا إلا في المناسبات التي تحقق مصالحهم، فنحن من نزلنا ودعمنا 30 يونيو ثم نزلنا في الاستفتاء والانتخابات الرئاسية ولا نطمح في شيء سوي الحياة الكريمة الآمنة. وتطالب رشا حسان، أحد الأهالي، بحضور رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، إلي خيام مركز شباب الهايكستب، قائلة «نحن لنا الفضل عليه في النجاح، والفوز بالانتخابات». سكان النهضة «المهجّرين».. آدمية غائبة (12)