مقالات الثورة ومبدان التحرير (36) نقول لمجلس مبارك العسكري إرحل ، فيكلف ” كمال الجنزوري ” بتشكيل الحكومة . وكأنه لا يسمع و لا يفهم . ومن الأصل فإن الناس لم تعد تتقبل أي قرار في السياسة والحياة المدنية يتخذه جنرالات الولا ء والطاعة للدكتاتور ” مبارك “. المشكلة تتجاوز ” الجنزوري “ وشخصه. وكذا أي شخص آخر يكلفه المجلس العسكري . لأن شرعية ” المجلس ” إنكشفت وسقطت . ولأن لا أحد في ميادين الثورة يقبل بقرار له ، إلا قرارا وحيدا أخيرا هو تسليم مقاليد الأمور الآن وليس غدا الى المدنيين من أهل الميادين. أي أن يتولى ثوار25 يناير 2011 السلطة بأنفسهم بعد نحو عشرة أشهر من منحها لمن لايستحق ولا يؤتمن. وفي هذا السياق ، فإن أقوال نخبة بيع الشعب لكل سلطة بأن ” الجنزوري الرجل المناسب في الوقت المناسب أو غير المناسب ” تثير السخرية . لهذا السبب المبدئي . ولجملة أسباب تخص الرجل نفسه الذي تلقف عرض العسكر و تشبث بأن يأتي لموقع رئيس الوزراء على دبابة ملطخة بدماء المصريين و بدعم قيادات أحزاب وجماعات دينية لم يكن لها شأن حقيقي بالثورة . وبات كل ما يعنيها الآن هو إقتسام كعكعة السلطة مع جنرالات مبارك وسرقة أبسط حقوق الإنسان من شعبهم تحت شعارات إسلامية مضللة . وتحديدا بالنسبة للملا ” الجنزوري ” القادم على الدبابة المضمخة بدماء ثوار التحرير فهو الرجل المناسب تماما لجنرالات مبارك و مع حدود تفكيرهم و حسهم السياسي بالغ التواضع . فلاعجب أن ” الجنزوري” ( يبلغ 79 عاما في 12 يناير المقبل ) هو الآخر رجل مستدعى من المعاش ، تماما كمن كلفوه برئاسة الوزراء . والرجل فلول إبن فلول بلا شك . بحكم عضويته القيادية في الحزب الوطني .ولأنه ظل في كافة مناصبه الحكومية خادما أمينا لسيده في قصر الرئاسة ووفق صيغة ” تعليمات السيد الرئيس ” . ولم يخطئ ” الجنزوري” الذي لم يتخط يوما دور الموظف السكرتارية عندما قال عن نفسه وهو رئيس وزراء بين عامي 1996 و1999 أنه ” مجرد معاون للرئيس مبارك “. والرجل الموظف المنوفي التابع لرئيسه دائما لم يتعلم في حياته إلا تنفيذ تعليمات رئيسه الأعلى. أما سجل حكومته في العدوان على الحريات فحدث ولا حرج .ونكتفي هنا بالإشارة الى تعديل قانون الشركات المساهمة بشأن إصدار الصحف ليضع الترخيص في يد الحكومة لا تمنحه إلا لرجال أعمال رأسمالية المحاسيب بمقتضى موافقات أجهزة الأمن . وكذا بضيقه الشديد من أي نقد . وعلى صعيد الإقتصاد فقد كان الرجل فاشلا بإمتياز ومنحازا للفساد والإفساد . ونكتفى بمنح آلاف الأفدنة للأمراء الخليجيين في ” توشكي ” وغير توشكي وبإنهيار سعر العملة المصرية وبيع القطاع العام في صفقات نهب لم يعرفها تاريخ البلاد منذ أيام الخديوي إسماعيل منتصف القرن التاسع عشر . هنيئا لجنرلات مبارك بالملا ” الجنزوري “. وهنيئا للملا بجنرالات سيده . أما الشعب والثوار فلهم كلمة أخرى بكل تأكيد . كارم يحيى صحفي بالأهرام في26 نوفمبر 2011