احتفلت اليوم بعض المنظمات النسوية في مصر، باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، حيث أكدوا سعيهم للاشتراك في الحملة الدولية “16 يوم ضد العنف المبني على النوع الاجتماعي”، وذلك عن طريق تنظيم عدد من الفعاليات في مصر، خاصة أن موضوع هذا العام هو مقاومة العسكرة وإنهاء العنف ضد النساء، وذلك للفت الأنظار إلى حقيقة الوضع الحالي في مصر، وكيف يساهم العيش تحت الحكم العسكري في تعاظم معدلات العنف ضد النساء من خلال تعزيز القيم الأبوية. وأشارت المنظمات في بيان لهم اليوم الي قيامهم بالإتفاق والتخطيط لإجراء عدد من الفعاليات تتماشى مع موضوع هذا العام، ولكن نظراً لما تشهده الساحة من انتهاكات وجرائم واسعة النطاق بحق المشتركين والمشتركات في المظاهرات والاحتجاجات، قرروا وقف أنشطة الحملة وعدم المشاركة فيها، والإنضمام إلى الجماهير الواسعة في نضالها ضد جرائم الشرطة المدنية والعسكرية، وتجاوزات القائمين علي إدارة شئون البلاد. وأضاف البيان: ” إن العنف الذي نواجهه في اللحظة الآنية من الشرطة والقوات المسلحة هو أكبر تجلي للأسباب التي نحارب العسكرة لأجلها، بعد استمرار العنف لليوم السابع على التوالي، مما أدي لتصاعد الموجة الثانية من الثورة المعارضة للعسكرة وليس فقط ضد عنف الشرطة”. وأكد البيان علي المشاركة الميداينة من جانب المرأة في الاحداث الأخيرة، حيث شاركت النساء في المستشفيات الميدانية المتواجدة في المناطق التي تشهد اشتباكات، وفي الشوارع الأكثر خطورة مثل شارع محمد محمود، وتم حملهن من الصفوف الأمامية فاقدات الوعي من تأثير الغازات المسيلة للدموع، مع التأكيد علي تتبع حالات لنساء اُعتقلن من قبل قوات الأمن، وهو ما تحاول المنظمات النسائية الآن توثيق الظروف التي تم اعتقالهن فيها والعنف الذي تعرضن له. وقالت يارا سلام – مديرة برنامج المدافعات عن حقوق الإنسان بنظرة للدراسات النسوية: “في البداية كنت أحاول أن أكون أقرب ما يكون إلى خطوط المواجهة حتى لا يكون عدد المتظاهرين هناك قليلاً، بعدها قررت أن أقدم الإسعافات الطبية العاجلة للتخفيف من أثر قنابل الغاز الذي يُلقى على المتظاهرين في شارع محمد محمود”.. وأضافت: “لقد شعرت بقوة هائلة بسبب وجود النساء في هذه المواقع للمشاركة، متحديات دور الحماية الذي دائماً ما يلعبه الرجال في حياتهن”. وفي هذا السياق، قالت داليا عبد الحميد – مسئولة النوع الإجتماعي وحقوق النساء بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: “لقد كنا في المشرحة يوم 21 نوفمبر، وكان هناك تواجد قوي للناشطات اللائي ساعدن في جمع التبرعات لتغطية تكاليف الدفن، وحماية حقوق أسر الشهداء في إجراء تشريح وتحقيق شفافين”. وأضافت: “إننا نحارب – وسنحارب دائما – ضد عسكرة المجتمع، ولن ننسى أبدا كيف انتهكت المؤسسة العسكرية كرامة النساء وحقوقهن الجسدية، بإجراء فحوص عذرية إجبارية عليهن في أعقاب فض اعتصام 8 مارس من العام الجاري، ونحن في انتظار قرار المحكمة في هذا الشأن يوم 29 نوفمبر القادم”. وطالب البيان في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء، جميع طوائف المجتمع أن يدعموا الثورة المصرية في موجتها الثانية، لنتمكن من الوصول إلى مرحلة ديمقراطية آمنة ونستكمل دورنا في بناء وطننا والنضال لتحقيق المساواة النوعية. وحمل البيان توقيع العديد من المنظمات النسوية وهي: نظرة للدراسات النسوية، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ومؤسسة المرأة الجديدة، ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، ومؤسسة المرأة والذاكرة.