كنا دائماً نتندر بالثورة البلشفية التي قامت أول ما قامت في روسيا، وهي في بدايات القرن الماضي مجتمع يرزح تحت وطأة الإقطاع وحكم القياصرة، ولم تندلع الثورة في أقوي حلقات الرأسمالية الغربية المتوحشة وإنما اندلعت في أضعف الحلقات في مجتمع الإقطاع ،دفع المجتمع الإقطاعي الثمن مبكرا واستطاعت الرأسمالية ان توجد دائماً حلولا تواجه بها صعوبات كل مرحلة وتحمي نفسها من التدهور والانهيار. والآن يحدث شيئا يشابه هذا الأمر في مصر فقد قامت ثورة دفع ثمنها أضعف حلقات المجتمع المصري فقد فقد الفقراء والمعوزين أعز ما لديهم وهم أبناءهم وفقد الأبناء أعز ما لديهم وهو عيونهم، استطاع من تعلموا وتحدثوا بالانجليزية ويعرفون طريق الإعلام والمؤتمرات والندوات وورش الدراسة والتدريب وقاعات المحاضرات، استطاعوا أن يحموا أنفسهم واستطاعوا أن يصنعوا ثروات والأهم أنهم كانوا أبطال ثورة وقيادات مرحلة وكانوا دائماً في قلب اهتمام الإعلام ومركز يسعي اليهم الآخرون ويعتبرون التقرب منهم شيئا يضيف المكانة والاعتبار، ودفع الفقراء والنساء وأطفال الشوارع ثمن الثورة وفاتورتها ومازالوا. والآن نتحدث جميعا عن مايسمي في مصر بظاهرة أطفال الشوارع، ويردد البعض أن عددهم يزيد علي المليونين، دفع الأطفال حياتهم مرتين مرة عندما كان الشارع هو الملاذ الآمن لهم ومرة عندما طالب البعض بالتخلص منهم. وإنهاء وجودهم المادي من الحياة حتي تستطيع الرأسمالية أن تبني مجدها في هدوء وبعيدا عن المنغصات. والآن نتحدث جميعا عن كيف أن المراة المصرية عوضت غياب الرجال وغياب الشباب في استقاقين علي طريق خريطة الطريق ولأنها أيضاً هي واحدة من الحلقات الضعيفة فقد تم تجاهلها في لجنة إعداد الدستور وفي كل التشكيلات الوزارية وكانت المراة موجودة فقط كن باب ذر الرماد. وفي الحلقات الضعيفة أيضاً كان الفقراء الذين نسميهم باعة جائلون ممن سيتم التضحية بهم، فقد انتزعوا. أو علي وشك الانتزاع من أماكنهم غير الشرعية وإلقائهم إلى المجهول، والمجهول هذا مكان غير معد وغير جاهز، وفي الحلقات الضعيفة أيضاً سيأتي آخرون وآخرون ربما يذهبون فطيسا والمبررات موجودة مرة باسم ثقافة مجتمع، ومرة باسم الحل البرازيلي، ومرة باسم هيبة الدولة ومرة باسم رونق المدينة، هي الحلقات الضعيفة التي تدفع. فاتورة الثورة والتغير، والحلقات القوية في البشر وفي الدول وفي الاقتصاد تستطيع أن تدبر أمورها دائماً.