علقت صحيفة المونيتور الأمريكية على الوضع المصرى الملتهب والمتراوح بين توقعات وطموحات حادة التباين من قبل الجانبين – المؤيد ،والمعارض للرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر . وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المؤيدين للرئيس الحالى متفائلين كثيرا بتحسن الموقف المصرى ، على الجانب الآخر يقف المعارضون – فى الغالب من جماعة الإخوان المسلمين أو الموالين لهم – على النقيض تماما تسيطر عليهم هواجس كثيرة فهم لا يجدون فى تولى عبد الفتاح السيسى سوى عودة للنظام البائد ورموزه وعلى رأسهم حسنى مبارك . هناك من أسمتهم الصحيفة " القوى المدنية" التى تشارك جماعة الإخوان مخاوفها وترى الموقف المصرى من نفس المنظور التى تراه تلك الجماعة وان اختلفت والمبررات . هناك فئة من الشعب تلتزم الصمت رافضة مبررين ذلك بأنه " لم يمض وقت كاف على تولى السيسى حكم مصر " مفضلة الانتظار ولو لمدة بسيطة للوصول إلى حكمها النهائى عندما تتاح للرئيس الفرصة . -متأن حذر إلى درجة البطء أحيانا بناءا على ذلك قامت "المونيتور"،بتحليل مضمون بسيط ،لخطابات "السيسى" السابقة حيث أشارت إلى أن مايثير السخرية هو " إن آليات التفسير تجاهلت مضمون وسياق كلمات" السيسى" وأولوياته ، كما أنها لم تضع وزنا لصمته وتحركاته الحذرة المتأنية التى تبدو بطيئة إلى حد ما . كما ذكرت الصحيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يصرح بجديد خلال خطابه الافتتاحى ولكنه اقتصر على التأكيد على الأولويات والمواقف المعلنة خلال الحملة الانتخابية حول الأمن القومى العربى والأمن الخليجى وآليات التنمية والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار وكيفية المحافظة على حقوق الفقراء وتحقيقها كما سلط الضوء على قيم المواطنة وتطوير الخطاب الدينى وحل مشكلة سد النهضة بأثيوبيا . -ذكر " الشباب" خمس مرات فقط مقترنة بمشكلة "البطالة" ومن خلال الخطاب الأفتتاحى لاحظت الصحيفة أن "السيسى" لم يقل شيئا عن الشباب الذى كان ولايزال هو القضية الرئيسية فى الخطاب الإعلامى والسياسى بعد ثورة 25 يناير والموجه الثانية لها _ ثورة 30 يونيو _ وتابعت أن السيسى ذكر كلمة ( الشباب ) فيما لا يتجاوز عن 5 مرات تقريبا فى سياق الحديث عن دورهم فى معالجة البطالة . -ذكر "الثورة" أربع مرات والعين على مفهوم "الدولة"…22 مرة وبالمثل كلمة ( ثورة ) لم يذكرها سوا 4 مرات احداهما فى حديثة عن ثورة 25 يناير والثانية حيت تحدث عن ثورة 30 يونيو والثالثة حين تحدث عن ثورة 1919 والرابعة وهى الأخيره حين قصد التعبير عن ثورتى 25 يناير و 30 يونيو . ومن خلال تحليل اكثر للصحيفة وجدت ان السيسى قد ركز فى خطابه على مفهوم الدولة وانه ذكرها 22 مره تقريبا ؛ ولذلك يتضح ان الدولة اهم فى الوضع الحالى والثورة هى الغائبة نسبيا ، لكن ولايظل من الأفضل الانتظار وتجنب الحكم السريع على إدارة عبدالفتاح السيسى من خلال فترة ال 100 يوم الأولى فى حكمه . -ميل شعبوى جارف ضد الحرية وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن أكثر المخاوف شيوعا فى الوقت الحالى ترتبط بقوة الميول الشعبية المتخوفة من رجوع الإخوان المسلمين مرة أخرى للحكم فالدولة قد تنهار وتصبح على أبواب حرب اهليه حتمية كما هو الحال فى ليبيا وسوريا والعراق ؛ ولذلك فالشعب هنا يريد قوة الدولة على حساب الحرية . - بعض سيناريوهات الانتخابات البرلمانية..توقعات باكتساح "المستقلين" تطرح الصحيفة الأمريكية ثلاث ارتكازات رئيسية فى طريق مصر : 1 _ تكوين أحزاب سياسة موالية لثورة 30 يونيو وخارطة الطريق وبالتالى تشارك فى الانتخابات البرلمانية ضد جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية ومن بينهم حزب النور ؛ وعلى الرغم من طرح هذه الفكره كفكرة جديدة إلا أنها تبدو قديمة وخارج سياق التاريخ فهى تتعارض مع التحول الديمقراطى فى مصر وتعمق الانقسامات . 2_ تشكيل حزب سياسى داعم "للسيسى" من الموالين له لسد الفراغ الموجود بعد نهاية الحزب الوطنى ، ولكن " السيسى " سيرفض ذلك خوفا من تجمع المنافقين فى ذلك الحزب من طالبى السلطة وتشكيل نسخة مشوهة من الحزب الوطنى بل ودمج الكيانات السياسية مع أجهزة الدولة وبالتالى تلقى الحياة السياسية حتفها . 3_ اقتراح عمرو موسى _ مقرب من السيسى _ التنسيق مع عدد من الاحزاب لخوض الانتخابات البرلمانية وتتضمن فكرته خلق مجموعة من الأحزاب السياسية المتنافسة ورفض فكرة هيمنة حزب بعينه وخلق جبهة حزبية مؤيدة لخارطة الطريق والرئيس السيسى ولكن هذه الفكرة قوبلت بمعارضة شديدة ، لانها تعمق الخلافات فى المجتمع من خلال عزل شريحة كبيرة من الناصريين واليساريين والشباب الثورى . وذكرت الصحيفة ان الساحة السياسية مهيئه لظهور اربعة او خمسة تحالفات متفاوتة القوة من الاحزاب السياسية للشخصيات المستقلة سوف تخوض الانتخابات البرلمانية . ويتوقع الكثير من المستقلين الفوز بعدد كبير من المقاعد فى البرلمان مقارنة بالتحالفات الحزبية ، وذلك لما لهم من نسبة كبيرة فى الريف حيث العائلات الكبيرة ورجال الأعمال فى المدن ولذلك فهى تميل لدعم الرئيس . تختتم الصحيفة الامريكية : أنه إذا كان هذا هو السيناريو المحتمل فسيكون من الممكن التحدث بثقة عن برلمان يختلف عن الواقع السياسى مما يعنى الدخول مجددا فى أزمة لأن البرلمان لن يعكس بدقة ميزان القوة بين الأطراف السياسية المختلفة