تشهد الدول العربية في السنوات الأخيرة، خاصة عقب ما أطلقت عليه الولاياتالمتحدة «الربيع العربي»، أخطاراً مختلفة على أرض الواقع، ومتشابهه كثيراً في النتائج المتوقعة، وهو الأمر الذي قال عنه بعض المحللين إنها مؤامرة جديدة على المنطقة بالكامل؛ لتفتيتها وإعادة تقسيمها، بما يحفظ أمن الكيان الصهيوني، بحيث يكون القوة الأكبر فى المنطقة. وعلى صعيد آخر تقوم القوات الصهيونية هذه الأيام بحملات أمنية موسعة ضد الفلسطينيين، حيث قامت بغارة منذ أيام تسببت فى قتل طفل (7 سنوات) وعمه أثناء ركوبهما دراجة نارية، على خلفية مزاعم إسرائيلية بخطف 3 جنود إسرائيليين، كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة اعتقالات ل 30 مواطناً فلسطينيًّا بالخليل، وألقت القبض على 24 آخرين من الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في صفقة تحرير الجندي الصهيوني "شاليط". كما تواجه قوات الجيش اليمني تحت قيادة الرئيس عبد ربه منصور، بالتعاون مع الجيش الأمريكي، عناصر تنظيم القاعدة التي تستهدف البلاد. وفي ليبيا تستمر عملية "الكرامة" التي يقوم بها اللواء متقاعد خليفة حفتر، والذي يهدف إلى لم شتات الجيش الليبي ومواجهة القوات الإرهابية من جماعات الإخوان المسلمين والتكفيرين الجهاديين. «البديل» رصدت آراء بعض السياسيين فى الدول العربية حول الأخطار التي تهدد تلك الدول، وكيف يراد إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط.. يقول فراس صقر مدير بوزارة النقل السورية إن سوريا تتعرض منذ أكثر من 3 أعوام لمؤامرة كونية يشترك فيها قوى غربية وعربية رجعية، تعادي الدولة السورية، وقوى عالمية تهدف إلى إسقاط الدولة السورية وإضعافها؛ عقاباً لها على وقوفها ضمن مشروع المقاومة الذي دعم فلسطين دائماً وما زال. وأَضاف صقر أن الإعلام العربي فى مجمله كان فى البدايات لا يرى الحقيقة بوضوح فى أحداث سوريا، وأخطأ الحكم، وتسبب فى عمل تعبئة عامة ضد الدولة السورية، ولكن مؤخراً وبعد الفيديوهات التى تذاع فى كل مكان عن الإرهابيين الدوليين والمتطرفين التكفيرين الذي يقتلون كافة أشكال الحياة فى سوريا وجرائمهم البشعة، اتضح للجميع أن سوريا ليست بها ثورة، وإنما عصابات مسلحة تريد تركيع سوريا، مؤكداً أن الوضع الحالي في العراق أيضاً واللقطات التى يبثها إرهابيو "داعش" جعلت الشعوب العربية تستشعر الخطر الحقيقي من انتشار مثل تلك العمليات، وتدرك حجم الإرهاب التى تعاني منه سوريا. وعن خطر "داعش" وتهديداتها على مصر، قال أحمد بلال أمين اتحاد الشباب الاشتراكي المصري إن الجماعات الإرهابية، سواء "داعش" أو غيرها نظرتها إلى مصر تتفق فى السيطرة على الدولة المصرية، سواء بمشروع الإخوان أو المشروع السلفي الجهادي الداعشي الآن، مضيفاً أن هذه الجماعات الإرهابية لا تستهدف أبدًا سوى الجيوش العربية، فهي استهدفت الجيش العربي فى سوريا، وتسهدف الجيش العراقي، كما تهدد باستهداف الجيش المصري، ولا نجدها أبدًا تعلن عن استهدافها أو تبنيها أي عمليات ضد الجيش الإسرائيلي. وأَضاف بلال أن هذه الجماعات التى ترفع شعار الإسلام السياسي وجودها يتناسب تماماً مع مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي طرحه الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز والإدارة الأمريكية، والذي نشرت خرائطه فى مجلة القوات المسلحة الأمريكية عام 2006، لإعادة تقسيم دول المنطقة لدول طائفية، والذي تبناه مؤتمر هرتزيليا الإسرائيلي بتأجيج الصراع السني الشيعي، لافتًا إلى أن هذه الجماعات تخدم هذا المشروع، وتعيد تقسيم الشرق الأوسط على أساس طائفي؛ لتخرج إسرائيل من الصراع العربي.