بدأت الانتخابات المصرية لمنصب رئيس الجمهورية فعليا يوم الإثنين وفتحت اللجان أبوابها للناخبين بعد استعدادات كبيرة ومجهودات كبيرة سبقتها كان أهمها الاستعدادات الأمنية في حماية وتأمين الناخبين وفي هذا الصدد توالت تصريحات المسئولين الأمنيين عن استعداد كل من الشرطة والقوات المسلحة حيث قامت الشرطة المصرية بحملة "انزل احنا هنحميك" التي كان الهدف منها تشجيع الناخبين للنزول وعدم الخوف من تهديدات الجماعات المتطرفة والإرهابية ، ومن جهة أخرى سبق بداية الانتخابات حملات إعلامية مكثفة وتوجيه للرأي العام بالمشاركة كان أبرزه أغنية بشرة خير الشهيرة وكذلك الحملات المكثفة التي قامت بها أغلب القنوات الفضائية المصرية .. بدأت الانتخابات بتصويت كل من المرشحين عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي اللذان توجها مبكرا للادلاء بأصواتهما وبدا الإقبال فوق المتوسط في الساعات الأولى من صباح اليوم الأول ثم ما لبث هذا الإقبال أن بدا في شاشات التلفاز وفي تقارير المراسلين قليلا وفي بعض الساعات شبه منعدم مما أدى لارتباك إعلامي حيث بدأت أغلب وسائل الإعلام في توجيه رسائل تحث الناخبين للنزول للادلاء بأصواتهم .. وأعزى البعض قلة المشاركة إلى عوامل عديدة منها ارتفاع حرارة الجو وانشغال الفلاحين بموسم الحصاد، كذلك منع الوافدين من الإدلاء بأصواتهم و مقاطعة الشباب للانتخابات ، فيما وجه البعض اللوم لبعض القضاة الذين التزموا حرفيا بنص القانون وأغلقوا اللجان في تمام التاسعة .. في اليوم التالي بدا الأمر إعلاميا أكثر سوءا حيث كانت اللجان شبه خاوية علي شاشات التلفاز وفي تقارير المراسلين وصرح عدد من الإعلاميين أن هذا ليس مؤشرا حيث أن اللجان المغطاة مهما بلغ عددها هي نسبة قليلة في مقابل 14000 لجنة في أنحاء الجمهورية وبدأت بعض الجهات تتحدث عن وصول المشاركة ل20 مليون وأكثر .. على الجانب الآخر ازدادت ثقة الشباب المقاطع للتصويت بقوة تأثيره في الشارع بعد ما ظهر من قلة الأعداد التي قامت بالتصويت واعتمادها علي النساء وكبار السن وخلو اللجان من الشباب، وانعكست هذه الثقة علي شبكات التواصل الاجتماعي في بعض الهاشتاج الذي انتشر في الفيس بوك وتويتر مثل "الدولة تبحث عن صوت " و "مقاطعون " وغيرهما .. وفي مساء اليوم الثاني للانتخابات فوجئ الجميع بقرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت ليوم ثالث وهو ما لم يحدث في أي انتخابات مصرية سابقة وهو ما أدى لاعتراض الحملتين على القرار فأعلن كل من السيسي وصباحي اعتراضهما على القرار ولكن كان رد اللجنة العليا حاسما وهو الاصرار على مد فترة التصويت.. بدأ الشباب يدعون المرشح حمدين صباحي بالانسحاب وتحدثت بعض الصحف العالمية عن أن تمديد فترة التصويت كان لإنقاذ المرشح عبد الفتاح السيسي، و كان أبرزها رويترز وفاينانشال تايمز ولوس انجلوس تايم. وبالفعل قررت حملة حمدين صباحي الانسحاب من مقار اللجان معلنة عن عدد من الانتهاكات يتمثل في اعتقال بعض أعضائها واعتراضها على مد التصويت، بينما أعلن المرشح نفسه استمراره في الانتخابات حفاظا على أمن الوطن وإمكانية استغلال أعداء الوطن لانسحابه في تحقيق مآربهم وأهدافهم على حد وصفه، ولكنه أشار إلى الانتهاكات واعتراضه على بعض التجاوزات الموثقة قانونيا أثناء العملية الانتخابية من حالات تصويت جماعي وتسويد و تحرش وتضييق .. بدا المشهد متناقضا صباح اليوم الثالث من جهة الدعوة للمشاركة ومن جهة رفض مصر فتح السفارة السورية حيث تجري في نفس اليوم انتخابات الرئاسة السورية ولم تختلف نسبة المشاركة كثيرا في صباح اليوم الثالث حيث كان الاختلاف فقط في حملات تجوب الشوارع تدعو الناخبين للإدلاء بأصواتهم والنزول مع التركيز على ان المقاطعين سيطبق عليهم القانون بالغرامة وقيمتها 500 جنيه واتهامهم من قبل بعض الإعلاميين بالخيانة وخذلان الوطن ..