من ضمن المشاكل إللي بتواجه الدول في العصر الحديث من ناحية ال Reconciliation بعد الثورات أو أي تغيير راديكالي في النظم الحاكمة هو كيفية التعامل مع القوات المدربة على حمل السلاح (سواء مدنية زي الشرطة أو عسكرية) إللي بتتحول في الأنظمة الديكتاتورية إلى عصابات حامية للفرد أو الأسرة الحاكمة ؛ وطبعاً بيتصرف عليهم بلاوي في تدربيهم ، لأنها بسهولة ممكن تشكل عصابات إجرامية أو على المستوى الفردي إللي بيرجع فيهم للبيت بعد أي تغيير راديكالي أو فصل أو خلافه دون أي تأهيل نفسي بسهولة ممكن يرتكب جرايم في بيته (كأن يقتل مراته وعياله وينتحر مثلاً) أو بيمارس العنف بشكل همجي Domestic Violence . مثلاً لحد دلوقتي جيش العراق إللي انسحب أيام دخول الأمريكان وسقوط صدام ، وانسحب بكل الأسلحة الخفيفة في الغالب ، ماحدش يعرف هو فين ، مافيش إلا معسكر فيه كام نفر من الجيش ده معمول في السعودية ليهم (كمباوند) . والتساؤلات عن اختفاء أفراد الجيش النظامي العراقي ظهرت (ولازالت موجود) بكثرة خصوصاً مع ظهور التفجيرات الإرهابية في العراق بعدها ، وخصوصاً إن طريقة الذبح إللي بتقوم بيها تنظيمات إرهابية كان مشهور بيها صدام ونظامه ! والموضوع برضه ، وإن كان بطريقة مختلفة نسبياً ، حصل في دول تانية زي المكسيك مع العصابة الشهيرة Los Zetas إللي أسسها جنرال متقاعد وبدأها بتلاتين ضابط جيش مكسيكي خلعوا من الخدمة ، وكان الظباط دول من القوات الإيليت المتدربين تدريبات عالية جداً مقارنة بغيرهم ، وحالياً العصابة دي أصبحت أحد أخطر العصابات في أمريكا اللاتينية إن لم تكن أخطرهم على الإطلاق ، ومتقدمين جداً في استخدام التكنولوجيا وبرضه مشهورين بقطع الراس بالسكينة زي في المنطقة بتاعتنا . الموضوع برمته معقد ، خصوصاً إن القانون المدني غايب في الدول الديكتاتورية شكلاً وموضوعاً ومضموناً ، وعلشان كده رفض الإنقلابات العسكرية والحكم العسكري مش حاجة بريستيج مثلاً ، وإنما ضرورة لبقاء الدول وعدم تحولها إلى مناطق محكومة بتشكيلات عصابية مسنودة بشرعيات السلاح !