كلام قولته كتير وغيري قاله كتير والناس عارفاه وفاهماه كويس .. بس ناس كتير بتعمل نفسها مش واخه بالها، وكتير بيكونوا فاهمين كويس لكن لازم مبرر للاستهبال، العلاقة بين الحاكم والمحكوم في مصر فيها كتير من الاستهبال، ومن فترة بسيطة كان العالم كله بيسخر مننا (بيسخر) بسبب تفشي نظرية المؤامرة في مصر بشكل جنوني، خصوصاً بعد قضية أبلة فاهيتا اللي بالفعل فيه ناس كتير مقتنعين ومصدقين، نظرية المؤامرة بقت عقيدة في مصر أصبحت هي الهوية المصرية، المصريين فشخوا الخيال بمراحل كتير. نظرية المؤامرة عموماً بتبقى أهم الوسائل اللي بتستخدمها الأنظمة الفاشية والسلطوية والفاشية، يتم تجييش كل إمكانيات الدولة من وسائل إعلام ومدارس ومساجد ونوادي ثقافية واجتماعية … ومخبرين وعصافير بالطبع … كل الامكانيات الشحيحة يتم توجيهها للحديث عن العدو الخفي اللي عايز يدمرنا … لماذا نحن متخلفين؟ إحنا اه متخلفين وضايعين بس بشرف .. اه امل انت فاكر ايه … هكذا تقول السلطة. لا تتحدث السلطة الفاشية عن الفساد والسرقة والنهب، لا يتحدث أحداً عن مشاكل في التشريعات والقوانين، لا يتحدث أحد عن مشاكل النظام القضائي، ولا التعليم العقيم ولا فساد منظومة الشرطة، ولا التعذيب وانتشاره في الأقسام، ولا غياب الشفافية ولا غياب القيم ولا غياب التخطيط، لا يتحدث أحد عن غياب العدالة، ولا عن زيادة المشاكل الإجتماعية والإنحطاط الأخلاقي وتغير ثقافة وعادات المجتمع للأسوأ، ولا غياب الديمقراطية والحرية و العدالة … لأ طبعاً. هناك فقط عدو خفي عايز يدمرنا وهو سبب تخلفنا، لكن أحنا زي الفل واحنا تمام التمام ولولا الأعداء اللي عمالين يعملوا مؤامرات ضدنا كان زماننا دلوقتي بنحكم العالم. طبعاً دي الاشتغالات اللي بيروجها الإعلام وكل أجهزة الدولة من عشرات السنين لتغطية على الفشل والنهب والسرقة والفساد، والأهم هو التغطية على العمالة الحقيقية للغرب. فدائماً النظام وحزبه وغلمانه في الإعلام بيتكلموا عن العملاء والخونة والمؤامرات الكبرى الكونيه ضد الوطن، وان الحزب الحاكم والجيش والشرطة بيحموا مصر من مؤامرات امريكا وعملاء أمريكا. مثلاً دلوقتي هتلاقي فلول مبارك والعسكر وبغبغانتهم في الإعلام شغالين ترويج لفكرة إن الثورة هي مؤامرة أمريكية ضد مصر، وإن الأفراد والحركات اللي كان لهم دور رئيسي في إطلاق شرارة الثورة كانوا عملاء ومدربين في الخارج و و و و صحيح إن وزير الدفاع الامريكي الأسبق كشف حاجات كتير عن علاقة مبارك ونظامة بالإدارة الأمريكية وكشف لكل ذو عقل إن المؤامرة كانت ضد الثورة مش لصناعة ثورة، وان امريكا اتفاجئت بالثورة أصلاً وكانت مرعوبة منها خوفاً على مصالحها اللي كان بيحققها نظام مبارك طوال ال 30 سنة اللي فاتت .. ولكن ناس كتير مستهبلة وعاملين نفسهم مش واخدين بالهم. في كتابه الأخير كشف روبرت جيتس عن مكالماته اليوميه مع عمر سليمان "الثعلب كما يطلق عليه أنصار مبارك" و إتصالات الادارة الامريكية مع مبارك وزيارات رئيس الأركان لأمريكا "سامي عنان" وذلك كله بسبب الرعب الامريكي اللي حصل عند قايم ثورة 25 يناير لأنهم إتفاجئوا ولم يكن هناك استعداد لذلك عند الادارة الامريكية وطبعاً كانوا خايفين على مصالحهم الاستراتيجية اللي هي قناة السويس اللي بيعدوا فيها براحتهم وخايفين على أمن اسرائيل من تولي الحكم في مصر نظام معادي لإسرائيل، وكمان الأمريكان كانوا خايفين من أن تجئ الثورة بنظام جديد يوقف ويمنع الإمتيازات اللي كان بيقدمها مبارك للامريكان زي فتح المجال الجوي وحرية الملاحة ومعاداة مصر لأمريكا و و و الكتاب كمان بيكشف الإرتياح الأمريكي لتولي المجلس العسكري -اللي السيسي كان عضو فيه- لزمام الأمور لإنه هيحافظ على المصالح ويكمل التواصل العميق خصوصاً بين العسكريين والعسكريين، خصوصاً إن معظم قيادات الجيش المصري على علاقة طيبة بالولاياتالمتحدة، مش طنطاوي وعنان فقط، ولا العصار المسئول عن التمويل الأمريكي للجيش المصري وصفقات السلاح، لأ كل المجلس العسكري اللي إتعلم وإتدرب في أمريكا زي السيسي وصدقي صبحي وغيرهم وغيرهم. كان الأمريكان مطمئنين للجيش المصري لإنهم من دربوه وهم من شكلوا عقيدته القتاليه، وبالتالي فإن ثورة 25 يناير لن تضر أمريكا في ظل تولي العسكر للسلطة. ولكن هذا الكتاب والعديد من الكتب والمقالات والتحليلات يتم تجاهلها عند الحديث عن نظرية المؤامرة التي تخاطب البسطاء وتحرك مشاعرهم. فالسلطة العسكرية دائما تروج انها تواجه مؤامرات امريكية وكونية كبرى في حين إن العلاقة بينهم زي السمن على العسل وان الجيش المصري يعتبر امريكي الهوية والتدريب والاولويات، والاتصال والتنسيق دائم بين مصر وامريكا واسرائيل، وان قادة الجيش المصري الحاليين لم يخوضوا حرب واحده رغم كل النياشين والرتب والترقيات السياسية، وان آخر حرب شارك فيها بعض القادة المصريين هي حرب العراق ضمن القوات التي كانت تقودها الولاياتالمتحدة، فالقادة الحاليين لم يحضروا حرب أكتوبر، وأن الجيش المصري الحالي يعتبر جيش صديق لأمريكا واسرائيل ولم يعد هناك تهديد حقيقي لإسرائيل بعد تغيير أولويات العسكرية المصرية الى الاهتمام اكثر بالسياسة والاقتصاد والمشورعات .. والحرب الوحيدة أصبحت الآن هي ما يسمى بالحرب على الارهاب التي تتم في سيناء وبتنسيق كامل مع امريكا واسرائيل، فكيف تكون امريكا هي العدو لمصر في حين أن هناك خطوط حمراء لا يمكن المساس بها بين الجيش المصري والجيش الأمريكي وهو التعاون العسكري والتسليح والمعونة الأمريكية للجيش المصري وفي مقابل ذلك يتم السماح للجيش الأمريكي بإستخدام قناة السويس والمجال الجوي المصري وكذلك التعاون الاستخباراتي المصري الأمريكي وكذلك إلتزام مصر بأمن اسرائيل. – ولذلك فالتعاون ومعاهدة السلام والتسهيلات العسكرية هي أمور لا يتم النقاش حولها مهما كان هناك خلاف سياسي بين القاهرة و واشنطن .. مين العميل؟ التمويل الأجنبي:- التمويل الاجنبي ده موضوع كبير قوى وله اقسام كتير، سيبك من الهري بتاع المستهبلين وتعالى نبدأ من الأول وشغل مخك شوية. التمويل الأجنبي له أنواع كتير وممكن نقول انه بينقسم ل3 أقسام رئيسية. -1- تمويل اجنبي عسكري:- وده الأكبر والاهم وده بدأ بشرط من شروط معاهدة السلام بين مصر واسرائيل ويقدر ب مليار و 300 مليون دولار أمريكي سنوياً "حاليا" وهو يعتبر ضمان ولاء الجيش المصري وضمان أمن اسرائيل وللتسهيلات اللوجيستية للجيش الامريكي ويتضمن الاسلحة وقطع الغيار والصيانة وتدريب الجيش المصري في امريكا. -2- التمويل الحكومي:- وهو تمويل الحكومات الغربية أمريكية و اوروبية وآسيوية وعربية للحكومة المصرية، إما على شكل منح أو على شكل مشروعات خدمية أو على شكل تطوير وتنمية أو على شكل تدريب لكوادر الدولة .. وكلنا طبعاً بنسمع عن المنح الأمريكية و الأوروبية أو اليابانية لتطوير قطاعات الصحة والتعليم والصرف الصحي وأكيد الكل عارف إن فيه تدريب أمريكي و أوروبي للقضاة المصريين والأطباء المصريين والمدرسين المصريين، وطبعاً المستهبلين مبيعتبروش ده تدريب أجنبي ولا تدخل أجنبي ولا ضمان ولاء ولا ولا ولا … طالما للحكومة يبقى حلال رغم إن الأصل ان الحكومات متغيره، وكتر خير الغرب انه بيدرب الموظفين الحكوميين المصريين والقادة المصريين، ضباط جيش وضباط شرطة وقضاة وأطباء ومدرسين … أمريكا لما بتدرب دول تبقى طيبة لكن لو واحد معارض راح يحضر مؤتمر أو ندوة يبقى خاين وعميل ورايح يتدرب عند أمريكا العدوة. -3- تمويل المجتمع المدني:- وده بقى اللي عليه الكلام كله، مع انه من نفس المصادر اللي بتمول الجيش والحكومة، وتمويل المجتمع المدني يعتبر جزء من المعونات الاجنبية لمصر .. وساعات الدول المانحة بتزود أو تقلل من العسكري للحكومي للمجتمع المدني حسب أولوياتها هي أو حسب علاقتها بمصر سياسياً، فممكن تلاقي الأمريكان أو الاوروبيين يقولك زود العسكري وقلل في المدني، او زود في الحكومي وقلل من تمويل الجمعيات .. وده كله بيرتبط بالتطورات السياسية المحلية والدولية والأولويات. والمجتمع المدني في مصر بينقسم لقسمين:- -1- جمعيات ومؤسسات مشهرة طبقاً لقانون الجمعيات 84 ودول بيكونوا تابعين لوزارة الشئون الإجتماعية ومسموح لهم قانوناً تلقي تمويل أجنبي بإشراف الحكومة المصرية المتمثلة في وزراة الشئون.. وفيه آلاف الجمعيات والمؤسسات المشهرة بتتلقى تمويل أجنبي تحت سمع وبصر وإشراف الحكومة المصرية .. منها جمعيات دينية بتتمول من الخليج ومنها جمعيات تنموية بتتمول من أوروبا وأمريكا والخليج بس الحكومة سيباها وبتسهل ليها التمويل الأجنبي علشان دي جمعيات موالية للحكومة ومالهاش توجهات سياسية أو ميول معارضة .. وأدينا كلنا شوفنا جمعية علاء مبارك اللي تلقت مبلغ مهول من التمويل الاجنبي بموافقة الحكومة المصرية وده ظهر في تقرير وزارة العدل عن التمويل الأجنبي … كله ماشي طالما بتسمع الكلام. ولكن لو جمعية عايزة تعمل حاجة تضايق الحكومة فبيتم التضييق عليها ورفض التمويل الأجنبي لها … وده بيخلي الناس تعمل شركات غير هادفة للربح، وده برضه بيبقى تحت بصر الحكومة المصرية وأمن الدولة ..وتلقي الأموال بيبقى اسهل ولا يحتاج لموافقة الحكومة المصرية … وبيتم السماح ليهم ولكن اللي بيزعل الحكومة في يوم من الأيام بيتقفل له المركز بتاعة بتهمة مخالفات مالية أو قانونية أو أي تلاكيك. وأكيد كلنا شفنا اللي حصل في مركز ابن خلدون و د.سعد الدين ابراهيم اللي تم حبسه زمان بتهمة العمالة وتلقي تمويل أجنبي ايام ما كان مزعل مبارك، لكن دلوقتي يعتبر من المقربيين للسلطة وأيد شفيق في انتخابات الرئاسة وحالياً مؤيد للسيسي .. فهل يجرؤ أحد انه يقرب منه؟؟ محدش. هل حد يجروء يقرب أو يتكلم عن تمويل الآلاف من المراكز والمجتمع المدني اللي أصحابه مواليين للسلطة وبيدافعوا عن السلطة؟ محدش بس لو حد منهم موقفة تحول وبدأ يعترض فهايتحوله ملفاته القديمة وهايتحبس بتهمة تلقي تمويل بشكل غير قانوني أو مخالفات مالية أو تخابر أو او أو وبص على الشخصيات الجديدة والمراكز الموالية للسلطة وللسيسي هتلاقي كتير منهم تلقى بالفعل تمويل أجنبي سواء سليم تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية أو قانوني مش قوي عن طريق شركات مدنية، ولكن لو حد فتح بوقه في يوم من الأيام هايبقى خاين وعميل وتمويل سبوبة ومؤامرة و و و … دعارة برخصة. طيب 6 إبريل ؟؟؟ 6 إبريل لم تتلقى أي تمويل أجنبي ولا غير أجنبي لا ككيان ولا كأفراد ولو كان فيه تمويل حقيقي تم بالفعل كانوا عملوا بيه قضايا كتير، التمويل المزعوم راح فين؟ واحنا كأفراد لا عندنا ثروة ولا ممتلكات ولا حساباتنا البنكية تم فيها تمويل ولو كان حصل ماكانش مبارك أو العسكر صبروا يوم واحد. يعني حتى مابناخدش تمويل زي الجمعيات الموالية للسلطة ولا بناخد تمويل عن طريق شركات غير هادفة للربح، وكل ما يقال إشتغالات وتلفيق ولو كان حقيقي يورونا نفسهم. المحزن في الأمر إن عندنا أجهزة مخابرات متفرغة للتشويه والكذب وتلقيح الكلام زي الحريم وسايبين الامن ومركزين في السياسة وسايبين شغلهم. لما يبقى عندنا مخابرات بالإنعدام الاخلاقي ده يبقى نقلق على البلد بجد. وبكده نكتشف إن فيه تمويل "برخصة" زي اللي بيجي للجيش والحكومة والجمعيات المرضي عنها. وفيه تمويل ممنوع بيجي لجمعيات مغضوب عليها آه نسيت .. إيران وصدام والقذافي و و و .. دول برضه ليهم ناسهم في مصر وطالما انت في مربع الممانعة وبتشتم في امريكا كل يوم يبقى الحكومة هاتسمحلك بالتمويل برضه من الأنظمة التانية … وكله برخصه. وأطلع اتكلم عن المقاومة والزعيم خالد الذكر وارفض التدخل الأجنبي، ولكن فلوس ايران حاليا وصدام والقذافي زمان .. حلال حلال حلال .. كله برخصه. وفيه برضه التدخل الأجنبي "اللي برخصة" زي الدعارة اللي برخصة بتاعة زمان طالما بموافقتها يبقى خلاص… يعني مسموح التدخل الخارجي والاملاءات من السعودية والكويت والامارات يتدخلوا ويعملوا طالما موافقين، ومسموح إن حكومتنا وإعلامنا يشيد ويبرز المقالات الأمريكية اللي بتشكر السيسي، ومسموح بتدخل وزيارة الجمهوريين في الكونجرس، في الكونجرس الموافقين على مشروع السيسي .. كله برخصة وطالما الطرفين موافقين يبقى مافيش مشاكل لكن امريكا وتركيا وأوروبا لما تعترض أو تنتقد يبقى ده تدخل غير مقبول " مش برخصه" حتى لو بيدفعوا معونات، حتى الامارات اللي تحيزت لشفيق اللي دفعت فيه دم قلبها ونصحت السيسي بعدم الترشح وافساح الطريق لشفيق .. يبقى غير مقبول ولن نقبل التدخل الخارجي. التطبيل والتهليل للعسكر يبقى اسمه اشاده ووعي "برخصة" لكن الانتقاد يبقى اسمه تدخل غير مقبول. التمويل للجيش والحكومة وتدريبهم في امريكا اسمه معونات مقبولة حتى المجتمع المدني الموالي من حقه التمويل الاجنبي، لكن اللي معارض وبياخد تمويل من نفس المصدر يبقى اسمه خاين، وحتى 6 إبريل اللي عمرها ما اخدت تمويل اجنبي أصلا برضه عملاء. الرك على الرخصة … ويتم الضحك على الناس بنظرية المؤامرة والعدو الخفي والصراع كله سياسي وصراع مصالح، وناس كتير مستهبلة وناس مش عايزة تشغل مخها، ياللا مش عايز أطول عليكم … لسه فيه كام تاني كتير. أحمد ماهر ليمان طره