سلطت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية اليوم، الضوء على العقبات التي ستواجه الرئيس المصري القادم، موضحة أنه سيكون "عبد الفتاح السيسي" بشكل مؤكد، وقالت إن الطريق إلى الرئاسة يقترب منه يوما بعد يوم، رغم أن هناك علامات جديدة قد تهدد حكمه، وتلك العلامات ليست العدو اللدود المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين، بل إنه الاقتصاد. وتضيف الصحيفة أن الاضطرابات السياسية منذ ثلاث سنوات، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق "حسني مبارك" تشكل تهديدا خطيرا ومشاكل مزدوجة، فالدين العام يتزايد، إضافة إلى مشكلة انقطاع الكهرباء في فصل الصيف يوميا، ومن المتوقع أن يزداد نقص الطاقة بشكل سيء خلال الفترة المقبلة. وتشير إلى أن البطالة وصلت إلى مستويات كبيرة، إضافة إلى الإضرابات العمالية التي تعرقل العديد من قطاعات الدولة، مثل النقل العام والرعاية الصحية، موضحة أن معدل النمو الاقتصادي للسنة المالية العام الماضي كان بطيئا، فقد وصل إلى 2.1%، ولكنه يظهر بوادر تحسن طفيفة، ويرجع ذلك إلى تراجع السياحة وقلق المستثمرين الدوليين، وتراجع احتياطات العملة الأجنبية لأكثر من النصف مقارنة بعام 2011. ويرى "إبراهيم عوض" أستاذ السياسة العامة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة:" إن المشكلات في مصر مترابطة، والإصلاحات الاقتصادية لا تكفي لحلها، ويجب أن تلحقها إصلاحات سياسية". وتلفت الصحيفة إلى أن البطالة والركود الاقتصادي كانا المحركين الرئيسيين ضد "مبارك"، والآن ارتفعت نسبة البطالة إلى ضعف ما كانت عليه وقت الرئيس "مبارك". وتوضح أن البطالة تفسد الحياة، إضافة إلى عدم المساواة في الدخل وعدم تساوي الفرص، مشيرة إلى أن "السيسي" يدرك الخطر الاقتصادي، حيث أعرب في إحدى المقابلات التلفزيونية عن عدم رغبته في رفع الدعم عن المواد الغذائية والوقود، لأن إجراءات التقشف لن تحظى بشعبية. وتشير "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن أزمة الطاقة مشكلة أخرى، فقد بدأت شركات النفط والغاز الدولية تشكو من التعاملات التجارية مع مصر، وأنهم لا يتلقون المخصصات المالية الخاصة بهم، مضيفة أن مشكلة الكهرباء كانت شرارة الاحتجاجات ضد "مرسي". وتختتم الصحيفة بقولها: يعلق المصريون آمالهم على الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ لتحقيق الاستقرار واستعادة الأمن"، والعديد يعتقد أنها ستجلب بعض الهدوء، والذي من شأنه أن يحسن مناخ الاستثمار والعمل، حتى لو كان عن طريق التدابير القمعية، ولكن تنحي "السيسي" عن منصبه كوزير دفاع وترشحه للانتخابات يهدف إلى مواصلة معركته مع الإخوان، والتي سترهق الاقتصادة كثيرا.