تدور الآن مبارزات فكرية بين بعض أنصار مرشحي الرئاسة المصرية حول من سيكون «عبد الناصر» الجديد، فبعض أنصار المشير عبد الفتاح السيسي يرون فيه عبد الناصر، ويرفعون صوره مقترنة بصور الزعيم الراحل، بينما الآخرون يرون في حمدين صباحى، عبد الناصر القادم. «البديل» حاولت استطلاع آراء عدد من الناصريين حول أقرب المرشحين من صورة الزعيم الوطني الراحل.. يقول محمد أبو العلا – رئيس الحزب العربي الناصري، إن الجماهير في حالة استدعاء دائم لعبد الناصر المشروع لا الشخص، المشروع العربي القومي الذي استهدف حرية الوطن والمواطن، والقضاء على التبعية والاستعمار، وإنشاء دولة ذات كيان قوي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفساد. وأضاف «أبو العلا» أن المرشح «صباحي» جزء من ثورة 25 يناير، والمشير السيسي جزء من الجيش الوطني المصري الذي ساند الثورة، كما أن المشير السيسي كان له الدور الأكبر في الموجة الثورية الهادفة لخلع الإخوان في 30 يونيو، وهو المطلب الذي أيده صباحي، مؤكدا أن تطابق أفكار أحدهما مع أفكار عبد الناصر من عدمه موجود في برامج المرشحين للرئاسة وسنراه الفترة المقبلة وإلا ستكون هناك موجات ثورية ثالثه ورابعة، فالشعب الفقير لن يرضى بغير استكمال مشروع ناصر. من جانبه، قال أحمد الكيال – القيادي بجبهة الشباب الناصري، إن استدعاء عبد الناصر خلال معركة الرئاسية بين حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي، فرض على الجميع، لأن الجماهير رفعت صور عبد الناصر في الحراك الشعبي سواء في 25 يناير أو 30 يونيو، مؤكدا أن أي من المرشحين لم يعلن عن عزمه اتباع خطوات عبد الناصر، لكن الأمر فرض عليهم شعبيا. وأضاف «الكيال» أن المرشحين ضمنا برنامجيهما بعد ذلك ملامح ناصرية، سواء في الفكر أو النظرية، مؤكدا أن النظرية صالحة للتطبيق لكن الاختلاف يكون في آليات التطبيق فقط. وقال محمود الشربيني – القيادي بحزب المؤتمر الشعبي الناصري، إن استدعاء «عبد الناصر» خلال المعركة الرئاسية انتصار للطبقة الوسطى التي دمرت بسبب سياسات التبعية والانفتاح الاقتصادي، حيث استدعت تلك الطبقة عبد الناصر في 25 يناير برفع صوره تلقائيا، في إشارة لاستكمال مشروع العدالة الاجتماعية بعد حالة الاغتراب. وأضاف «الشربيني» أن الأحداث أثبتت للجماهير أن الثورة ليست من أجل التحول الديمقراطي على قدر ما هي صراع طبقي وانتصار للطبقة الوسطى، وبعد انتخاب نظام بالصندوق سقط لأن الثورة لم تقم من أجل التحول الديمقراطي، وهو ما جعل الجماهير تغلب إرادتها في العدالة الاجتماعية على إرادتها فى الديمقراطية، حيث قامت ثورة 25 يناير على فكرة العدالة الاجتماعية، وجاءت ثورة 30 يونيو لترفع مطلب الاستقلال الوطني وهو الضامن الحقيقي للتنمية. وأكد «الشربيني» أن المشير السيسي عندما انحاز للشعب في 30 يونيو ولبى مطالبه أقام علاقة مباشرة مع الشعب وعاد الجيش للمشهد بعد أن توارى 30 عاما، الأمر الذي رفع من أسهم السيسي لدى الجماهير، أما "حمدين"، فالناصرية عنده ما زالت متوقفة على التنظير، وأرى أن الناصرية ليست أيديولوجية وإنما إرادة واستقلال وعلاقة بين الزعيم وشعبه، مؤكدا أن صباحي مناضل وطني ناصري.