رئيس«الدراسات العربية بمركز الأهرام»: انحرفنا عن مشروعنا الوطني.. والأمر يحتاج إلى تفسير من أجهزة الدولة يبدو أن أمريكا التي كثيرًا ما لقيت هجومًا حادًّا من المسئولين في مصر بعد 30 يونيو رفضًا لأي تدخل منها، الآن سرعان ما تغير الموقف تجاهها من الجانب المصري، حيث شهدت العلاقات 3 زيارات من المسئولين في مصر في أقل من 48 ساعة، بدأت بزيارة غير رسمية للولايات المتحدة من مصطفى حجازي مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاستراتيجية الأربعاء الماضي الموافق 23 إبريل؛ لإلقاء سلسلة من اللقاءات والمحاضرات الأكاديمية بمدينتي نيويوركوواشنطن، ولقاء في مجلس العلاقات الخارجية "CFR"، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS" ومؤسسة "Gallup". وفي نفس ليلة الأربعاء ذهب اللواء محمد فريد التهامي رئيس المخابرات العامة إلى أمريكا، في زيارة استغرقت ثلاثة أيام، التقى خلالها كبار المسئولين، ومن بينهم جون كيري وزير الخارجية، وكانت أمريكا قد أعلنت قبل موعد الزيارة عن إلغاء تجميد المعونة وتسليم مصر عشر مروحيات «أباتشى» هجومية و650 مليون دولار. كما قام نبيل فهمي وزير الخارجية بأول زيارة رسمية لأمريكا منذ 30 يونيو، وكانت الخميس الماضي الموافق 24 إبريل؛ في محاولة منه لإزالة التوتر الذي حدث، خاصة بعد توطيد العلاقات مع روسيا، لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان لفهمي تصريح تمهيدي قبل الزيارة بأيام يقول فيه "بلادي ستظل صديقة لأمريكا رغم الخلافات فى القرارات بين الجانبين، ويجب الاعتراف بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى من تقود العالم حاليًّا، وستظل تقود العالم لعقد أو عقدين من الزمن"! واستمر فهمي في تصريحاته المثيرة للجدل مؤخرًا بما قاله في لقائه بالإذاعة العامة الأمريكية في واشنطن بأن «علاقة مصر بالولاياتالمتحدة زواج شرعي وليست نزوة»! وعلى جانب آخر بعيدًا عن الزيارات، جاءت تصريحات عبد الفتاح السسيسي المرشح الرئاسي ووزير الدفاع السابق في لقائه بخبراء الأمن القومي الأمريكي والصحفيين الأمريكيين بالقاهرة، والتي نقلها موقع قناة فوكس نيوز، والذي قالت عنه الكاتبة جوديث ميلر «السيسي قال إن مصر في أشد الحاجة للمعونات العسكرية الأمريكية، وطالب أوباما بعودتها منذ عام، وأكد أكثر من مرة رغبة مصر في الحفاظ على علاقتها بواشنطن، وأنه يتفهم سبب تعليق واشنطن لمساعدتها، غير أن الكثير من المصريين لا يفهمون ذلك، فقد شعروا بأن القرار جرحهم وكانوا يتساءلون: لماذا يفعل أصدقاؤنا ذلك؟". كما قالت "ميلر" إن السيسي أشار إلى المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى الجيش المصري بأكثر من 73 مليار دولار، وقال: «لن ننكر ذلك أبدًا، ولن ننقلب عليكم». وعلق الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام، بأن مصر في حاجة إلى ضبط وتحديد علاقتها مع أمريكا وليس الانسجام معها كما حدث من تطور ملحوظ في الآونة الأخيرة من زيارات مكثفة وتصريحات. وأوضح أن تحديد العلاقة مع الولاياتالمتحدة يجب أن يكون محكومًا بضوابط المشروع الوطني المصري القومي الذي بدأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ولا يمكن بأي شكل القبول بالخروج بتصريحات رنانة بأن أمريكا هي صديقتنا في لهجة تصالحية؛ لأن هذا يخرج عن إطار مشروع القومية. وطالب سعيد المسئولين في الدولة بضرورة العمل بمبدأ الشفافية في أن يكون للمواطن المصري البسيط حق في معرفة ما وراء تلك العودة المكثفة للعلاقات والزيارات واللهجة التصالحية، وأن تكون علاقتنا الدولية بعيدة عن الاجتهادات في التناول، سواء من مؤسسة الرئاسة أو وزارة الخارجية أو مرشحين لمنصب الرئاسة. وانتقد اسئناف المعونة الأمريكية مرة أخرى واشتراطها بثلاثة بنود، هي مكافحة الإرهاب، وضبط أمن الحدود، ومنع الانتشار النووى، وتوقف عند الشرط الأخير، متسائلاً "هل يمثل ذكك ضغطًا لوقف إنشاء أول محطة نووية سلمية بدءًا فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؟"، مشددًا على أن "الأمر يحتاج إلى تفسير من أجهزة الدولة".