مواطن أنا المواطن الذى عاش الأمس ومازال يعيش اليوم إلى الآن. أنا الحكاية الملوثة فى الأرض، أنا المواطن فى هذا الوطن بكل أشكاله، أنا المواطن الذى وضع ضميره جانبًا وزاغت عيناه وامتدت يداه على كل شيء لم يكن يوما يستحقه، أنا المواطن المستغل في كل المواقع، أدراجى مفتوحة للجميع وأختامى صبغت بلون العاهرة، أنا المواطن آكل الحقوق والاستحقاقات، أنا المواطن بلا ضمير، واليوم قررت أن أتطهر وأنتظر المصير. فلم يكن فسادى يومًا نابعًا من إرادتى، ولكن فسادى كان نابعًا من رؤسائى، كانوا هم الاحتراف وانا المواطن الهاوى، حتى تبدلت الأدوار. أتلذذ بفسادى، ومعه تزداد تلال أموالى، وفى بيتى أربى الفضيلة فى أولادى وأستبيح بينهم العفة والضحكة من أعماقى، وأحلل لهم الطهر فى أمعائى وأحشائى. حتى جاء الخبر ابنك مات… ليعلن شهادة وفاتى.