يمثل الاستقلال والتحرر الوطني حجر الزواية في نجاح أى ثورة للمصريين، فهناك ارتباط شرطي بين التحرر الوطني، وامتلاك الإرادة والقرار وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير من الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، فلا يمكن الحديث عن حرية وطن مكبل إرادته بمعاهدات تفرض عليه سياسات وانحيازات، واليوم وفي ذكرى مرور 34 عامًا على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وبالتحديد في 26 مارس عام 1979، الاتفاقية التي وضعت فيها الحرب أوزارها، وكانت الأمل في الالتفات لتعمير الداخل والحفاظ على الشباب من آلة الحرب، ولكنها اعتبرت أول خرق للموقف العربي الرافض للتعامل مع دولة إسرائيل، إلا أن ضرورة تغيير السياسات واللجوء إلى "الحوار المباشر" كان واجبا لاسترداد كامل الأرض. وبعد تلك الأعوام من توقيع تلك الاتفاقيات المعيبة، اعتبر شباب الحركات الثورية التى تطالب بمنع المعونة الأمريكية وإلغاء كامب ديفيد، أن مصر عليها استغلال ذلك التوقيت لتعديل بنود تلك الاتفاقية أو إلغائها تمامًا.. وقال محمد السايس، منسق حركة مصريون ضد الفقر والتبعية، إن جميع الشباب لديهم مطالب للخروج من التعبية وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد، مشيرًا إلى أنها اتفاقية مذلة تجعل مصر في دائرة التعبية، مضيفا أن مصر عليها بلورة المطالب التى تؤيد إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، وموضحًا إنه لا يمكن تحقيق أي مطلب أو حتى تخيل خروج مصر من الهيمنة الأمريكية إلا بشرط واحد وهو وجود ظهير شعبي قوي مناصر لقضية وقادر على الضغط على النظام الحالي أو المقبل. وأوضح منسق "مصريون ضد الفقر والتبعية"، أنه في حالة مجىء نظام جديد رافض للتبعية وليس له ظهير شعبي، فلن يستطيع فعل أي شىء، وسيفشل مثلما فعل السابقون،لافتًا إلى أن الصمت على معاهدة العار هو عار أشد. وأضاف تامر الهنداوي، منسق حملة "امنع معونة "، أن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد والتحرر من المعونة الأمريكية، أمر مازلنا نؤكد عليه لأنه لا يمكن الحديث عن حرية مواطن لا يمتلك قوت يومه، موضحا أن المواطن لن يمتلك قوت يومه إلا في ظل نظام اقتصادي قوي يضمن استغلال مواردنا البشرية، والمادية ويضمن توزيع عادل للثروة، وهذا الاقتصاد لن نتمكن من تشييده في ظل معاهدة تفرض علينا انحيازات تجبر مصر على البقاء ضعيفة تابعة للنظام العالمي، بحيث تظل إمكانياتها رهينة للغرب، وتقضي أن تتخلي مصر عن دورها القيادي تجاه أمتها، وأن تنعزل وينحسر دورها فى وطنها العربى، وتمنعها من الانفتاح على قارتها الإفريقية لإقامة جسر من العلاقات يعطي لمصر قوة ويجعلها تلعب دورها التحرري المساند لقارتها في إطار الاستفادة الكاملة، والمتبادلة بين بلدان قارة هي الأغني. وتابع "هنداوي" أن كامب ديفيد الأولى لها هدف واحد، وهو سجن مصر داخل حدودها والإذعان لشروط الدول العظمي في ذلك الوقت، وفتح الباب للتدخل الأجنبي، وإضعاف الجيش المصري، ثم تكررت المحاولات لكسر النهضة الناصرية، بدءًا من رفض صندوق النقد الدولى منح مصر قرض لبناء السد العالي، والحديث عن شروط مجحفة، أبرزها تخلي مصر عن القضايا العربية، للتدخل العسكري المباشر عام 1956 بالعدوان الثلاثي الذي شنته "إنجلترا وفرنسا، والكيان الصهيوني" على مصر، إلا أن التحام الإرادة الشعبية بالزعيم جمال عبد الناصر، أفشلت المخطط وأجبرت المعتدين على الرحيل، فحققت مصر نصرا سياسيا فتح لها الباب لقيادة أمتها وتصبح قبلة للباحثين عن التحرر في العالم.