مش هوسع لسواق ميكروباص عشان يعدى من على يمينى، مش هزود سرعتى عشان خاطر إنه بيزمرلى بهيستيريا. النتيجة: هتمشوا عدل يا ولاد ال«تيييت» ياخد طرف الخيط شخص آخر، النهارده لقيت ميكروباص واقف على ناصية تقاطع بينادى على ركاب فوقفت، وقلت له: لو سمحت ارجع ورا شوية عشان إنت قافل نصف الشارع، تخيلوا يكون إيه رده؟ قاللى: ايه يا كابتن انت مش لاقى حاجه تقولها، ولا ايه يابن ال«تييييت». كنت أقف بجوارهم على ناصية نفق الهرم، أخير نفسى بين الخوض فى مضمار الحديث الشيق، أو أن أتلهى بالتفكير فى كلمات الحوار الميكروباصى، وفضلت أن أشغل نفسى بقراءة ما يكتبه سواقين الميكروباصات على سياراتهم فى وصلة «تناكتهم»، أو هكذا قالها أحد الواقفين جنبى على الرصيف ردا على «الفعل الانتقائى» الذى يقوم به سواقين الميكروباص فى اختيار ركابهم من بين الزحام المتجمهر، أول نفق الهرم للعودة لمنازلهم. انتى اركبى، انت رايح فين؟ أى حته يا عمنا، لأ مش رايح، تصدق انت سواق ابن «تيت». أخرجت ورقة لأدون ما يكتبه سواقين الميكروباص على سياراتهم. «تعمل حسابى أقدرك، تهزر معايا أعورك» «الحلوة لما تتدلع، تخلى الأسفلت يولع»، «ما تبحلقش كده يا لوح، دى جت بطلوع الروووح»، «ما تبصش كده يا عبيط، الحلوة دى بالتقسيط»، «سوقوا بالراحة يابهايم، أصل سواق العربية نايم»، «الحلوة خوخة، جت بعد دوخة»، «الحلوة تفاحة، للسفر والسياحة»، «دلعها فى الغيارات، وريحها على المطبات»، «متقولش دى بكام دى جايه بدهب المدام»، «إن نام السبع شوية كلاب يكلوه»، «لما كنت عصفور كلونى، ولما بقيت أسد صاحبونى»، «مشنه مشنه بس ممشيه حالنا» ويبدو أن هذا هو المتواضع إللى فيهم. تركب اسليك، تنزل اولع فيك.. ما تزعليش يا أموره بكره يركبلك مقطورة». لقيت جنبى واحد تقريبا كان يتسلى لقتل الوقت، لحد ما يحن علينا سواق ميكروباص ويركبنا، كان يمارس هوايته المفضلة الفضول كان يتسلى بمراقبتة ما أكتبه حرف حرف، وقالى: انت بقى شكلك هتأرخ لثقافة كلاب السكك. رد فعلى كان عنيف: احترم نفسك دول شريحة كبيرة فى المجتمع محتاجة شغل كتير عليها اجتماعيا ونفسيا، وربنا يصلح حالها. قالى: شغل إيه يا خفيف، تعرف إن 68 فى الميه من الشعب المطحون بيستخدم الميكروباص فى تنقلاته اليومية، احنا إللى محتاجين حل، فقد أجرى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء دراسة تقول: إن 68٪ من المواطنين يستخدمونه بشكل دائم.. رديت عليه شوفلك هايد بارك ترغى فيه وفكك منى. واستحضرت فى مخيلتى الممثل السودانى «محمد السنى الراجل بتاع «فى أوروبا والدول المتقدمة، فى فيلم «الإرهاب والكباب». والغريب إنه حضر وقالى برضه فى أوروبا والدولة المتقدمة فحوصات خلو المتقدم لعمل رخصة من (القلق المتواصل والخوف المرضى والاضطراب العصبى وسوء الأخلاق وغياب الثقة بالذات والإدراك والوعى وزمن رد الفعل). خلو المتقدم لطلب الرخصة من هذه الأمراض النفسية شرط لاستخراج رخصة السواقة فى معظم الدول الأوروبية، ولو نجحت الجهات الأمنية والمرورية فى مصر من وضع الفحص النفسى والعصبى ضمن شروط استخراج رخصة القيادة – بغض النظر عن كشف النظر اللى بيعملوه – هتكون تجربة ناجحة. إن خضوع سائقى الميكروباص لاختبارات نفسية وقياس صلاحيتهم شىء مهم. رديت عليه: أنت بتهرى فى إيه يا عم. عدم الاحترام والأنانية وتعاطى المخدرات والتهور والاضطراب النفسى وسوء الأخلاق وعدم الإحساس بالزمن أو المسافات حتى، هى سمات أساسية لسواقين الميكروباص اتكلمو عنها أكتر من طبيب نفسى فى الصحف والبرامج اطلع من دماغى والغريب برضه انو طلع… الوقفة فى الشمس أول نفق الهرم، الساعة واحدة الضهر سيحت دماغى، رحت واخد تاكسى غير ناقم ولا حانق على سواقين الميكروباص أهلنا وناسنا برضه. وفتحت الموضوع مع سواق التاكسى قالى يا باشا، المفروض دول يتعملهم مدرسة اللى رخصته تخلص ميجددهاش إلا لما يروح ياخد شهر فى المدرسة دى ساعتين فى اليوم، يتعلم فيهم شوية اجتماعيات وطوابير صفا وانتباه وشويه علاج نفسى وياخد شهاده يروح يجدد بيها الرخصة، وتكون المدرسة تحت إشراف الشرطة أو الجيش، أى مؤسسه منهم علشان العملية متتئلبش سببوبه وكل واحد يروح يضربله شهاده بمية جنيه. دول يا باشا فضلو يغلو الأجره لما بقى كل أربعه مواطنين يلمو من بعض اتنين جنيه ويركبو من آخر الهرم للجيزة والعكس وهى دى أجرة العداد بتاعى نزلت واديته 8 جنيه شاكر الفضل للعداد اللى منع المشاكل مع سواق التاكسى وركبت توك توك ووصلت البيت ولعت سيجارة، حمد لله على سلامتى. ■ ■ ■ نهاية المطاف: «صاحب الجلاله الإنسان متهان». [email protected]