كتبت آيات حمادة شهادتها ملخص 54 يوم حبس بعد إلقاء القبض عليها فى أحداث جامعة الأزهر أثناء اعتراضها على قيام أحد أفراد الأمن بسحل أحد الفتيات بالجامعة ، قائلة:"أجبرونا على غناء تسلم الأيادى وأجبروا الشباب على خلع ملابسهم أمامنا" . وإليكم نص الشهادة: أولا ذهبت إلى جامعتى بنية المشاركة في مظاهرة سلمية اعتراضا على فصل واعتقال الطلاب واستشهادهم بداخل المدينة والحرم الجامعى وهذا حق تكفله اللائحة الطلابية. عند وجودى فى الجامعة وأمام الكافيتيريا التقطت عدة صور لتواجد قوات الأمن داخل الحرم الجامعى وهذا أمر مرفوض مطلقا. جاء أحد أفراد أمن الدولة لى وأمسك بيدي بشدة وعنف وأصر على أخذ هاتفي فقلت له: "إنت مالك أنا بصور جامعتى فجذبنى الفتيات بشدة وتخلصت منه". بعد ذلك قررت الخروج من الجامعة لعدم وجود حشد قوي وأثناء ذهابي إلى الباب سمعنا عدة أصوات أنا وزميلاتى بعد علمنا باعتقال هاجر أشرف زميلتى من المدرسة، وعندما نظرت للخلف وجدت الطالبة (أسماء نصر)، ولم أكن أعرفها مطلقا وقد التفت القوات حولها، فى محاوله لإدخالها المدرعة، وجرى تمزيق خمارها، وحرك المشهد إنسانيتي فتحركت نحوها بسرعة، وهتفت بصوت عال: (بنات مصر خط أحمر) حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا كلاب انتو مش رجاله. وفجأة وجدت كل من حولى يجرى، ووجدت أحد ضباط أمن الدولة يجذبنى من شعرى لدرجة أن (التوكة) كسرت فجرحتنى، وأخذ يجذبنى نحوه والبنات يجذبوننى نحوهن حتى أخذنى من بينهن وبعدها وجدت الكثير حولى. وبدأ التحرش بي وعند قدومى نحو المدرعة دفع الضابط أسماء إلى الداخل بضربة قوية، وأنا بالضربة نفسها، إلى داخل المدرعة، وقال (جبنالك إللى تونسك ) فقلت له هى دى التهمة تعمدت عدم إظهارى الدموع أمامهم برغم أنى كنت أتألم. بعد دخولى المدرعة وجدت العديد من العساكر نظراتهم تكدب كلامهم بأنهم سينزلوننا عند رحيل الضابط، وتنبهت لعدم وجود حقيبتي، وبعد دقيقة جاءت طلقات الخرطوش التى ستوضع لنا فى الحقيبة غصب عنا وعند صراخ أسماء خاف الجميع من حشد المتظاهرين عند المدرعة، فأخذ الخرطوش من الحقيبة وقال خلاص خلاص هيعملوا إزعاج وفوجئت أسماء بوجود الفارغ أثناء التحقيق. دخل هذا الشخص الذي ألقى القبض علينا، وقال لى: إنتى قولتى عليه إيه؟ قلت له أنا مش بشتم بس حضرتك مش فعل رجولى إنك تضرب بنت، وتقطعوا طرحتها ، قاللى أنا مش راجل طب أنا بقي هثبتلك وأخليكي مش بنت. دخل شخص آخر، وقال، أى بنت (….) هتتكلم وتقول لأهلها حاجة (……..). وقتها شعرنا بالخوف من كل ما قالوه وبعدها جاءت طالبة إلى المدرعة (شيماء ) سألتنا عن حالنا فأعطيتها المصحف والموبيل وبعدها بدقائق أدخلتها القوات المدرعة فاعترضت فتاة أخرى (ياسمين ) فدخلت معنا وأصبحنا أربعة وكان هناك جروح فى رأسها من إثر خبطها فى عواميد النور. تحركت المدرعة إلى باب كلية صيدلة وطلبوا منا النزول وجاء بوكس وطلبوا منا الصعود إليه ورفضوا فتح الجزء الذى يسهل صعودنا وصعدنا بعد معاناة من ألم جسدي ونفسي وجاء أربعة فطاحل (أمن دولة ) فصعدوا وركبوا معنا، وعند سؤالى عن مكان ذهابنا قال لي بحدة (أمن الدولة إن شاء الله ) وتم أخذ هواتفنا وبطاقات إثبات الشخصية مع سيل من الألفاظ الخارجة والكلام الخارج عن الآداب نهائيًا. وصلنا إلى أمن الدولة وعند طلب اللاسلكى رد أحدهم وقال وديهم قسم ثان مدينه نصر ذهبنا إلى قسم ثان وما بين تخبيط وضرب وشتائم قذرة جلسنا سويا وقد بلغ عددنا 12 بنتًا. وعند مرورى من بين الشباب وجدت زميل اسمه محمد جمال ونادى عليه وعرفته وقتها وعند رجوعى مرة أخرى تم سبي من قبل الضابط لأنى نظرت إليه وأخذ سيل السباب والشتائم إلى أن نزلنا الحجز (غرفة الانتظار) وكنا نسمع أصوات ضرب الشباب وفوجئنا بدخول هاجر أشرف وروضة. كانت الغرفة باردة لدرجة الارتعاش، طلبت من الضابط غلق المروحة فشتم وأخذ فى تعلية هواء المروحة وكل فترة يأتى ليسب ويشتم ويطلب منا الوقوف وعدم الجلوس سمعت أصوات الشباب وعلمت أن هناك شابا حلق ذقنه وقالوا له "يا أبو دقن عيرة" وهكذا إلى أن وصلت الساعة إلى الثانية فجرا فطلبوا منا الخروج من الحجز، وفوجئنا بدخولنا من عدة مداخل إلى باب خلفى، وعدة صفوف أمن طلبوا منا الصعود إلى عربة الترحيلات وفوجئنا بوضع الأولاد بداخلها ووضعنا فى مكان جلوس الأمين كنا 14 فتاة فى مكان لا يسع لأربعة أشخاص. وصلنا إلى معسكر الأمن المركزى وعند دخولنا، وقفنا في مقابلة الحائط مع سيل الشتائم، وأخذوا يضربون الشباب بعنف وطلبوا منهم خلع ملابسهم (ما عدا الشورت ) أمامنا. وبدأوا فى ضربهم بالعصيان والأحزمة، وأى بنت تبدأ فى عمل أى رد فعل تشتم وتهدد بما قيل مسبقا، وبدأوا فى طلب غناء تسلم الأيادى، وأخذوا فى ضربهم ضربا مبرحا حتى بدأوا فى ترديدها وبعد ذلك يسألهم إنتو رجالة ولا حريم، ويبدأ الضرب إلى أن يقولوا حريم فيقول مش سامع انتو إيه وهكذا ثم يطلب ترديد عبارة إحنا كلاب وعبيد وهكذا ونحن واقفين وكان الغرض هو كسر الشباب أمامنا. بعد الانتهاء منهم طلب منا واحدة واحدة القدوم، وأخذ يفتش الحقائب وأخذوا كل شيء منا "فلاشة النت والفلوس والمفاتيح"، وغير ذلك. وطلبوا منا الدخول إلى زنزانة دخلنا، وتم غلق الباب وبعد ذلك اشتد الصوت ووجدنا دفعة من المياه تُغرق الارض أخذنا فى النداء والضرب عالباب ولم يستجب أحد اقترحنا تمثيل أن هناك موبيلا معنا ونجحت الفكرة فدخلو وقالو فين الموبيل إلى هنا، فطلبنا حل لهذه المياه ونحن نعلم أنها مدبرة فاعطونا ممسحة وشنطة بلاستيك. ومرت أربعة أيام من العذاب كنت كلما قلت لأحد أنا مش إخوان، وأصلا كنت ضدهم يقول لى انتى كذابه زى رئيسك، وعندما جاء وكيل النيابة كان يعتصرنى أسئلة، ورأيت وقت التحقيق أثر جروح عند الشباب كثيرة، وتم ترحيلنا بعد ذلك إلى سجن القناطر يوم الثلاثاء. تم تفتيشنا بشكل مهين جدا، وجردونا من ملابسنا وتم تهديدنا بكشوف عذرية ولكنها لم تحدث نهائيا وتم عمل اختبارات حمل فقط واحتجزنا فى السجن بعد ذلك.