استعدادًا لتدويل القضايا التي يرفعونها على مصر والتأثير على القرار الدولي بما يخدم مواقفها في الغرب وأمريكا وإفريقيا، بدأ التنظيم الدولي للإخوان في تدشين مجموعة من القنوات الفضائية الجديدة تبث من أوروبا، بعضها ناطق بالإنجليزية، ويشرف عليها عدد من الصحفيين العاملين بقناة الجزيرة القطرية، هذا ويتخذ التنظيم من أوروبا مركزًا للتأثير على العالم كله بالمسيرات فيها وبث قنوات منها وحضور مؤتمراتها. وقد استطلعت "البديل" آراء الخبراء في خطورة الرسائل التحريضية التي تبث عبر القنوات والفضائيات المساندة لجماعة الإخوان "الإراهابية"، وطرق تصحيح الصورة للعالم. فقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، إن إطلاق مزيد من القنوات الناطقة بلغات أخرى، وتسير على نهج "الجزيرة" له عواقب وخيمة؛ معللًا ذلك بأن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية استطاع أن يصل إلى العالم عبر الفضائيات التي تمولها قطر وغيرها من الدول التي تساند الإخوان. وأوضح أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي اكتسبوا خبرات كبيرة في التواصل مع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة، وأصبحت الهواتف والفاكسات الخاصة بتلك المنظمات متاحة لهم وفي متناول أيديهم طوال الوقت، ويستخدمون ذلك في شن حرب إعلامية على مصر، وتزييف حقائق الأحداث السياسية التي تحدث على الساحة. وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن هناك دول من الاتحاد الأوروبي تقف قلبًا وقالبًا مع قيادات الإخوان، وتوافق على بث قنوات ناطقة بلغات أجنبية في العواصم التي يوجد بها مقار التنظيم الدولي للجماعة، وعندما تصبح هذه القناة أداة لمخاطبة الغرب ستكون لها ضررًا كبيرًا، وهو ما يتطلب اهتمام من مكاتب الإعلام في سفارات الدول العربية والغربية المختلفة، للرد على هذه الرسائل، حتى لا تتسبب في كارثة وتصدر صور مغلوطة للعالم. ومن جانبه قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إن سياسة قطر تعتمد على الإعلام بشكل كبير جدًا، حيث يلعب اقتصادها دورًا محوريًا في تصدير بعض الأفكار التي تتبناها الدولة للعالم الخارجي؛ حيث بدأت بث العديد من القنوات في بعض الدول الغربية، ومنها أمريكا وانجلتزا وغيرها من العواصم التي توجد بها مقار التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين. وشدد «غباشي» على ضرورة وضع حل لتقارب وجهات النظر بين الدول العربية الشقيقة، حتى لا يحدث صراع تستفيد منه الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني، لافتًا إلى أن التدخل في الشأن المصري غير مقبول، كما أن حالة العداء التي تتسبب فيها "الجزيرة"، وكل ما هو على شاكلتها، تزداد بزيادة عدد القنوات وما تقوم به من تصدير أفكار مغلوطة للخارج عن مصر وجيشها وشعبها، وتعمل على التحريض على مؤسسات الدولة ورموزها وحتى المواطنين المختلفين معهم في الفكر السياسي. فيما يرى الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قطر تحاول أن تلعب دورًا مؤثرًا في منطقة الشرق الأوسط، في إطار ما تشهده الدول العربية من متغيرات على الساحة السياسية؛ بحثًا عن موطأ قدم لها في ظل غياب الدول الكبرى أو انشغالها مثل مصر وسوريا، وبالتالي أصبحت تستضيف الهاربين من أعضاء الجماعة، وتدعمهم لتحريك مجريات الأمور في مصر من خلال الإعلام. وأشار «العزباوي» إلى أن الفائض المادي الكبير الذي تمتلكه الدوحة، يساعدها في خلق أدوات مؤثرة على الرأي العام، ومنها قناة "الجزيرة" وما تلعبه من دور في تصدير صورة مغلوطة عن 30 يونيو؛ ويفسر ذلك بأنها تتحدى إرادة الشعب المصري وتسلط الضوء على أنصار المعزول؛ لترتدي أمام العالم الرداء البراق نفسه الذي ترتديه سيدتها الولاياتالمتحدة، فتظهر بأنها مع الديمقراطية وتناصر المستضعفين، رغم أنها تقود تحالفًا عالميًا للحفاظ على مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. وأضاف الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قطر تجاهد من أجل البقاء على الخريطة، عن طريق لعب دور أكبر من حجمها، وهذا يستلزم قرارات صارمة من قبل الحكومة المصرية، ومحاولة الضغط عليها من قبل الإمارات والسعودية؛ لتسليم قيادات الجماعة الهاربين، وتعديل أجندتها السياسية بألا تكون ضد الدولة المصرية.