نشرت صحيفة "توداي زمان" التركية مقالا لها حول الأحداث المتوقعة في تركيا في 2014 بناء على الأحداث الجارية بها الآن، قائلة إن هذا العام من المحتمل أن يكون واحدا من السنوات الاستثنائية في تاريخ تركيا، حيث ستجرى انتخابات هذا العام مع إمكانية إجراء استفتاء دستوري قبل نهاية العام، ومن المفترض إجراء انتخابات محلية في نهاية شهر مارس، وانتخابات رئاسية في يونيو، ونتائج هاتين الانتخابات قد تفتح الباب لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة عن الوقت المقرر لها ب 2015، والتي من الممكن أن تمهد الطريق لاستفتاء دستوري. وأضافت أنه من الواضح أن أخطر فضيحة فساد في تاريخ تركيا، لن تؤدي إلى استقالة حكومة حزب العدالة والتنمية، الذي يحاول قدر استطاعته تغطية الفضيحة، المتورط بها وزراء ورجال أعمال مقربين من رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، بوضع القضاء تحت السيطرة الكاملة للسلطة التنفيذية، فنتيجة الانتخابات سواء كانت بنجاح أو فشل الحزب سيكون حاسما لمستقبل مسار السياسة التركية، مع سيناريوهين واضحين جدا. وأوضحت الصحيفة أن السيناريو الأولي يكمن في أن انكماش اقتصاد الدولة ليس خطيرا ليؤثر على تفضيلات الناخبين، فإن "أردوغان" يستطيع إقناع جزء كبير من الناخبين أن التحقيق في الفساد هو محاولة انقلاب ضد حكومته، مصممة من قبل أمريكا وتنفذها حركة "غولان"، وبهذا يمكن أن تحظى الحكومة بحوالي 40% من أصوات الناخبين، لكن إذا فاز حزبه، سيقرر "أردوغان" الترشح للرئاسة، وإذا فاز سيترشح حزبه للانتخابات البرلمانية، وبهذا يمكن أن يشكل الحزب الحكومة الجديدة مرة ثانية. وبينت أن هذا السيناريو يمكن أن يساعد "أردوغان" في عقد صفقة مع حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد، حول مشروع دستور، مقابل تلبية الحكومة لمطالب الحزب، وهي وضع السلطة التنفيذية في يد الرئيس، وبهذا سيكون نظام تركيا السياسي مماثل لروسيا، وهذا سيعد كابوسا للدولة، فإذا أصبحت السلطة في يد شخص واحد، لن يكون هناك سلطة للقانون، وسينتشر الفساد؛ مما يجعل هذا سيناريو غير جيد للدولة على الإطلاق. واختتمت الصحيفة بالسيناريو الثاني، الذي يتوقع فشل "أردوغان" ومساعديه في إقناع الجمهور بأن فضيحة الفساد انقلاب على الحكومة، سيبدأ حزب العدالة والتنمية بالتذمر، وسيحاول البحث عن رئيس جديد، وبهذا يمكن أن يرى "أردوغان" أنه من الخطر الترشح للرئاسة، ويتخلى عن الفكرة نفسها، مع بقائه في منصبه محاولا تغيير بعض القوانين، أو من المحتمل أن يحاول إبرام اتفاق مع الرئيس "عبدالله غول"، لدعم أحدهما للآخر في الانتخابات الرئاسية، وهذا السيناريو يعد أكثر تفاؤلا بالنسبة لمستقبل تركيا.