مازالت ريما علي عادتها القديمة !!!! . كما لو كان مبارك يتربع علي عرش مصر هو و بطانته وكما لو لم تكن هناك ثورة قد اندلعت في مصر . حكومتنا تعمل وفقا لآليات النظام الذي لم يسقط حتي في أدق تفاصيل الأمور التي تديرها و بنفس العقلية و بنفس الأشخاص علي قمة أجهزة الدولة. ظل النظام لمدة ثلاثين عاما منذ تولي المخلوع الرئاسة بعد حادث المنصة الذي راح ضحيته الرئيس السابق السادات لا يفعل شيئا في ذكري حرب أكتوبر المجيدة سوي جعل يوم 6 أكتوبر عطلة رسمية و تكرار إذاعة أفلام بعينها مثل الرصاصة مازالت في جيبي و الطريق إلي إيلات مثلما يذيع فيلم رد قلبي في ذكري ثورة23 يوليو و نشر نفس التحقيقات عن ملحمة 6 أكتوبر في الصحف و المجلات وفي بعض البرامج التليفزيونية و ألغيت تماما استعراضات القوات المسلحة التي كانت تجوب شوارع شرق القاهرة مرورا بالمنصة أمام قبر الجندي المجهول بمدينة نصر و التي كانت تسعد الملايين من المواطنين و تزيدهم فخرا بقواتهم المسلحة و تلاحما معها و تطلعهم علي تطورها و تقدمها لم يحاول أحد من المسئولين في هذه الحكومة أن يفكر في أسلوب مخالف للاحتفال بذكري النصر العظيم يتسق مع روح ثورة يناير العظيمة و مع تقاليد الاحتفالات بالأعياد و المناسبات القومية التي عرفتها مصر طوال تاريخها الطويل منذ العهد الفرعوني و أقربها الاحتفالات بأعياد الجلاء و جلوس الملك والمحمل ووفاء النيل قبل الثورة و 6 أكتوبر و 23 يوليو وغيرها من المناسبات بعدها حيث كانت تطلق الألعاب النارية (الصواريخ )في سماء القاهرة و عواصم المحافظات بتشكيلات بديعة يهلل لها المواطنون و بخاصة الأطفال و الشباب و تدخل الفرحة إلي نفوسهم و تشعر الجميع بالعيد القومي وتنمي مشاعر الانتماء و الفخر بالوطن فليس هناك فرح ألذ من الفرح الجماعي الذي حرم الشعب المصري منه طوال حكم مبارك والذي استعذبه الشعب المصري كله يوم 11 فبراير الذي شهد أول نجاحات الثورة بخلع رأس النظام وظل يعبر عن فرحته طوال الليل و حتي الصباح بالرقص و الغناء و الهتافات . وازدان سماء ميدان التحرير بالألعاب النارية التي أطلقها الثوار . ورفرفت الأعلام في كل مكان. وكانت استعراضات القوات المسلحة من أهم مظاهر الاحتفال بذكري ثورة 23 يوليو و كذلك 6 أكتوبر كما كانت المسارح و دور السينما تفتح أبوابها للجمهور بأسعار مخفضة فضلا عن الندوات والمهرجانات.. كانت الاحتفالات بالأعياد القومية تتسم بالمشاركة الجماهيرية الواسعة كما هو الحال في احتفالات بلدان العالم المتقدمة بأعيادها مثل احتفال فرنسا بذكري الثورة الفرنسية في الرابع عشر من يوليو كل عام و التي تشارك فيها الجماهير في كل أنحاء البلاد ويشعر أي زائر لفرنسا في هذه المناسبة أن فرنسا في هذا اليوم في عيد: الأعلام الفرنسية ترفرف في كل مكان و في أيادي المواطنين وهم يصطفون لمشاهدة الاستعراضات والمواكب و الموسيقي تصدح في الميادين ومعظم الفرنسيين يحتفلون سويا خارج بيوتهم و ليست هناك أفلام مقررة عليهم كل عام في القنوات التليفزيونية الحكومية. لم يكن يهم حكومات عهد الفساد و نهب ثروات البلاد الاستعداد والترتيب للاحتفالات بالأعياد القومية لأنها كانت ضد أي تجمعات جماهيرية حيث كانت تخشي الجماهير التي تقوم بإذلالها و نهبها و لأنها لم يكن لديها أي مشاعر انتماء للوطن و كانت تعمل علي نشر و دعم الفرقة بين المصريين وضد أي تجميع و توحيد له لقد حول عهد مبارك الذكري السنوية لأعيادنا القومية من مناسبات للفرح الجماعي و لتدعيم مشاعر الانتماء وروح الجماعة إلي مناسبات للكسل والتراخي و دعم الروح الفردية والدعاية للنظام و تزييف وعي المواطنين بحقيقته. لقد فرض النظام الكآبة و القبح علي المجتمع بأسره بكافة الأساليب و استكثر علي المصريين الفرح و السعادة ومازالت ريما علي عاداتها القديمة لأنها لم تغيرها حتى تعود إليها كما يقول المثل بل و لأن ريما نفسها لم تتخل عن موقعها كما يتوهم البعض. أملنا أن يتم الترتيب للاحتفال بذكري نصر أكتوبر العظيم وذكري ثورة 23 يوليو و ثورة 25 يناير العام القادم بما يليق بها وبشعب مصر العريق عندما تنجح الثورة في إرساء دعائم النظام الجديد الذي يحقق أهدافها في الحرية و الكرامة الإنسانية و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية .