قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم إن وقف العديد من مؤيدي الجيش ووزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" لتأييده في قرار الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، خارج قاعة المحكمة التي كان بها الرئيس المعزول "محمد مرسي" بالأمس، في دلالة على أن الوطنية والقومية تستبدلان الثورة ودوافعها في مصر الجديدة، موضحة أن بعد ثلاث سنوات من الإطاحة بنظام "مبارك" الذي سيطر على المؤسسات الأمنية، تظهر "القومية الشوفينية" لدى المصريين. وأشارت الصحيفة إلى أن مراقبين وصفوا المزاج العام في مصر بأنه موجة من اضطراب عقلي جماعي، تجسدت في تملق وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي" والمؤسسة العسكرية التي يمثلها، حسب تعبير الصحيفة. وأضافت أن النيابة العامة في مصر استدعت ممثلي شركات لاستجوابهم بشأن اتهامات غريبة مثل دعم الإخوان، موضحة أن الاستقطاب السياسي الحاد في مصر يغذي هذه المشاعر، والسياسة هناك بالنسبة لممارسيها مازالت لعبة يحصل فيها الرابح على كل شيء. ورأت الصحيفة البريطانية أن هذا المزاج العام ينبع جزئيا من الإخفاقات واسعة النطاق للإخوان المسلمين وحلفائهم في الحياة السياسية لمدة عام ونصف قبل الانقلاب العسكري المدعوم شعبيا. وتقول "رشا عبدالله" أستاذ الاتصال الجماهيري في الجامعة الأمريكية:"هناك شعور عام في مصر بأن الإخوان عصابة والجيش هو منقذ الشعب، وهم على استعداد للتخلي عن حريتهم للمنقذ." وذكرت الصحيفة أن احترام القوات المسلحة عميق في المخيلة السياسية المصرية، ولكن المزاج الحالي يتم تعزيزه عبر رسائل وطنية مؤيدة للجيش في وسائل الإعلام الرسمية، ويطغي على الأصوات المعارضة.