قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن الهزيمة الساحقة التى تلقاها رئيس الوزراء الجزائري السابق على بن فليس أمام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فى الانتخابات الرئاسية عام 2004 وغيابه عن الساحة السياسية على إثرها لمدة عشر سنوات لم يثبطا عزيمته، حيث أعلن "بن فليس" الأحد الماضي عن ترشحه للانتخابات الرئاسية فى الجزائر فى الوقت الذى لا يزال فيه الرئيس بوتفليقة لم يعلن عن نيته إزاء مسألة ترشحه لولاية رابعة. وتساءلت الصحيفة: هل ستتكرر المواجهة بين بوتفليقة وبن فليس بعد عشر سنوات من المواجهة الأولى؟ ففى عام 2004، تحولت الانتخابات إلى استفتاء للأول وهزيمة مهينة للآخر، مشيرة إلى أن بن فليس دعا المواطنين لمساعدته فى تحقيق "التحدي الأهم" فى حياته. وكان "بن فليس" وزيرًا للعدل خلال نهاية الثمانينيات قبل استقالته عام 1991 بسبب معارضته لوقف المسار الانتخابي، وفى عام 1997، عاد بن فليس للظهور من جديد كعضو ثم كرئيس للحملة الانتخابية الأولى لبوتفليقة عام 1999، وفى العام التالى، عين رئيسًا للحكومة ثم رئيسًا لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم. وأشارت الصحيفة إلى أن كل شئ انهار إثر خلاف نشأ مع بوتفليقة أدى إلى إقالته من رئاسة الحكومة عام 2003 واستبداله بأحمد أويحي، ليقوم بالترشح العام التالى للانتخابات إلا أنه لم يحصل سوى على 6.42% من الأصوات. وأكدت الصحيفة أن هذه المرة كان لديه الوقت للاستعداد، فمنذ عدة أشهر، أظهر بن فليس عزيمة وإصرارا، حيث التقى سرًا بمسئولين وصحفيين دوليين ليحصل على دعمهم، كما تم إنشاء عشرات المواقع فى الجزائر والخارج لحملته الانتخابية.